منطقة سقارة الأثرية.. سحر الفراعنة يُبعث من جديد

إبراهيم جابر
آثار مصرية

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – حظيت منطقة آثار سقارة في مصر باهتمام إعلامي عالمي كبير نظرا للاكتشافات الجديدة والهائلة التي انطلقت مع بدء شهر أكتوبر الجاري، فضلا عن الإعلان عن العثور على آبار أثرية جديدة سيتم الكشف عنها خلال الأيام المقبلة، مدفون بها عدد ضخم من التوابيت الآدمية الملونة والمغلقة منذ أكثر من 2500 عام، بالإضافة إلى تماثيل خشبية ملونة ومذهبة.

“كنوز أثرية”

سقارة، هي منطقة أثرية على بعد 35 كم جنوب غرب مدينة الجيزة، في مصر، ويوجد بها عدة مجموعات هرمية لملوك الأسرات الثالثة والخامسة والسادسة الفرعونية، وكذلك مصاطب كبار رجال الدولة المزينة بلوحات رائعة تصور الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة. وفي شمالي سقارة توجد بعض مقابر أو أضرحة ملوك عصر الأسرات المبكرة.

يوجد في سقارة -والتي تمتد من منطقة أهرامات الجيزة وحتى دهشور وكانت تستخدم كمنطقة دفن لأهالي منف على مختلف العصور- أقدم هرم مدرج في العالم، هرم زوسر المدرج، بني في عهد الأسرة الثالثة. يوجد بها أيضاً 16 هرم ملكي، في حالات مختلفة، وقد أدرجت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1979.

وسبق وأن عثر علماء وباحثو الآثار على توابيت تعود لأشخاص من مختلف طبقات المجتمع، إلا أن العثور على توابيت لم تُفتح بعد يحمل أهمية أكبر بدوره، نظراً لاحتمال وجود أغراضٍ جنائزية من شأنها أن تخبرنا بأهمية من هم مدفونون، وأن تعرّفنا أكثر على عادات الدفن الخاصة بالمصريين القدماء.

“إنجاز مصري”

مطلع شهر أكتوبر الجاري، أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشاف 59 تابوتا أثريا خشبياً بحالتها الأولى داخل آبار للدفن بمنطقة آثار سقارة، بالإضافة إلى العشرات من التماثيل، والتمائم، واللقى الأثرية، والذي يُعد أول كشف أثري منذ بدء تفشي جائحة كورونا عالمياً، مطلع العام الجاري.

وقال وزير السياحة والآثار المصري، خالد العناني، في مؤتمر صحفي إن البعثة المصرية العاملة بالمنطقة كشفت عن ثلاثة آبار للدفن على أعماق مختلفة تتراوح بين 10 أمتار و12 متراً، بداخلها 59 تابوتاً خشبياً ملوناً مرصوصة بعضها فوق البعض، وفقاً لبيان وزارة السياحة والآثار المصرية عبر صفحتها على “فيسبوك”.

وأشار العناني إلى أن التوابيت عُثر عليها في حالة حفظ جيدة ومازالت محتفظة بألوانها الأصلية، موضحا أن الدراسات المبدئية كشفت أن التوابيت ترجع لعصر الأسرة الـ26، وتخص مجموعة من الكهنة وكبار الموظفين ويرجع تاريخها لنحو 600 عام قبل الميلاد، وأنها مغلقة ولم تفتح منذ قرابة 2600 عام.

ومن جانبه، لفت الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفي وزيري، إلى أن بداية الكشف كانت في أغسطس الماضي، عندما عثرت البعثة الأثرية المصرية على 13 تابوتاً خلال أعمال الحفائر، منوها بأنه مع استمرار الحفر والتنقيب، توصل الأثريون إلى اكتشاف 14 تابوتا آخر حتى وصل عدد التوابيت المكتشفة حتى يوم السبت إلى 59 تابوتاً، وفقاً للبيان.

ولفت وزير السياحة والآثار المصري إلى أن الكشف لم ينته بعد، إذ تم العثور على طبقات من التوابيت والتي سيتم الإعلان عنها لاحقاً.

وأضاف البيان أنه تم العثور على 28 تمثالاً خشبياً للإله بتاح سوكر، وهو الإله الرئيسي لجبانة سقارة، إضافة إلى عدد كبير من تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الفاينس والتمائم، ومن بينها تمثال من البرونز المطعم بالأحجار الكريمة، مثل العقيق الأحمر والتركواز واللازورد، للإله “نفر توم”، ويبلغ طوله 35 سنتيمتراً، وكتب على قاعدته اسم صاحب التمثال، وهو الكاهن “بادي-آمون”.

“كشف جديد”

وقبل نهاية شهر أكتوبر الجاري، بدأت وزارة الآثار المصرية الإعداد لكشف أثري جديد، وُصف بأنه الأكبر، إذ تفقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزير السياحة واللآثار، أعمال استكمال حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة، والتي أسفرت عن الكشف عن آبار جديدة مدفون بها عدد ضخم من التوابيت الآدمية الملونة والمغلقة منذ أكثر من 2500 عام، بالإضافة إلى تماثيل خشبية ملونة ومذهبة.

ووجه الدكتور خالد العناني شكراً خاصاً لرئيس الوزراء على الدعم الكبير الذي تتلقاه الوزارة من الحكومة لملف الآثار، والذي أدى إلى القيام بكل هذه الاكتشافات بأياد مصرية خالصة، بالاضافة إلى الإنجاز غير المسبوق للعديد من المشروعات والافتتاحات الأثرية والذي أشاد به العالم أجمع، حيث سيتم افتتاح ٥ متاحف قبل نهاية عام ٢٠٢٠، وفقا لبيان عبر صفحة مجلس الوزراء بـ”فيس بوك”.

https://www.facebook.com/EgyptianCabinet/posts/1752996021545422

وتفقد رئيس الوزراء ووزير السياحة والآثار إحدى آبار الدفن الثلاث الجديدة التي تم العثور عليها وبداخلها عدد ضخم من التوابيت الخشبية الملونة والمغلقة وعدد من اللقي الأثرية المذهبة. وسوف يتم الإعلان عن هذا الكشف خلال الأسابيع القليلة القادمة في مؤتمر صحفي بمنطقة آثار سقارة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال التوثيق والتصوير الأثري.

“سحر الفراعنة”

الاكتشافات الجديدة التي أعلنت عنها وزارة السياحة والآثار المصرية، لفتت الأنظار إليها بشده، فالتوابيت التي تم العثور عليها لا زالت تحتفظ بزهوة ألوانها الأصلية، وحالتها الجيدة من الحفظ، غير متأثرة بعوامل التعرية التي تتعرض لها، أو متأكلة نتيجة عوامل التربة في المنطقة.

والمنطقة التي عثر فيها على هذا الكشف هي منطقة “جبانة كبار رجال الدولة” بسقارة والتي عثر بها على جبانة للقطط والحيوانات والطيور المقدسة وكذلك الكشف الكبير لمقبرة “واح تي” أحد كهنة الأسرة الخامسة، الجميلة والتي أشاد به العالم أجمع، ضمت عدد كبير من تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الفاينس والتمائم، ومن بينها تمثال من البرونز المطعم بالأحجار الكريمة، مثل العقيق الأحمر والتركواز واللازورد، للإله “نفر توم”، ويبلغ طوله 35 سنتيمتراً، وكتب على قاعدته اسم صاحب التمثال، وهو الكاهن “بادي-آمون”.

ربما يعجبك أيضا