«دبي العالمية» وميناء بربرة.. استثمار الخير والازدهار لـ«صوماليلاند»

كتب – حسام عيد

استثمار في الإنسان والأرض، هدف سامي انطلقت منه شركة موانئ دبي العالمية بجمهورية صوماليلاند، اقتصاديًا واجتماعيًا، وذلك عبر ميناء بربرة، فغايتها الأولى لم تكن الربح بقدر ما كانت تخطو بإنجازات تنموية متسارعة على الأرض لخلق اقتصاد نوعي يتهافت عليه مستثمرو العالم من كل صوب وحدب، والمساهمة في توفير فرص عمل رائجة.

نقلة تنموية واقتصاد نوعي

استثمار أخلاقي تمضي قدمًا فيه شركة موانئ دبي العالمية وبخطوات حثيثة، منذ أن صوت برلمان جمهورية صوماليلاند في عام 2016 لمنحها امتيازًا لمدة 30 عامًا مع تمديد تلقائي لمدة 10 سنوات لإدارة وتنمية الميناء في بربره.

وقد توافدت الاستثمارات لتصاحب الإنشاءات الضخمة التي قامت بها موانئ دبي لتجهيز الميناء، هذه الاستثمارات رفعت أسعار الأراضي المجاورة ووظفت عددًا كبيرًا من العمالة من مواطنين صوماليلاند، فما يقارب من 99% من العمالة المستخدمة في ميناء بربرة هي محلية بل من أبناء المدينة نفسها.

شركة موانئ دبي العالمية لم تكتف فقط بالاستثمار في الميناء وما أحدثه ذلك من نقلة كبيرة في حياة المواطنين، وإنما دعمت العديد من مشروعات المجتمع المحلي فقد قدمت دعمًا للقطاع الصحي في مدينة بربره، وكذلك التعليم بتأهيل المدارس.

إضافة إلى المساجد وتوفير المياه للسكان المحليين من خلال حفرها لـ5 آبار ارتوازية تقدم خدماتها للمنطقة.

ميناء بربرة في المراحل الأخيرة من التطوير والعمل جار على قدم وثيق وبسرعة عجيبة وبإتقان، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء في القريب العاجل من تطوير الميناء وجهود موانئ دبي العالمية ستعطي زخمًا لاقتصاد صوماليلاند؛ وفق ما أفاد نائب رئيس جمهورية صوماليلاند عبدالرحمن الزيلعي.

وأضاف مؤكدًا أن ميناء بربره هو الرئة التي تتنفس منها صوماليلاند، وشعبها سوف يستفيد من الازدهار الاقتصادي الذي سوف يجلبه تطوير وتوسعة الميناء من زيادة البضائع، إلى جانب تجارة الخدمات من إعادة التصدير وتموين البواخر وصيانتها واستيراد أكبر قدر ممكن من البضائع للاستخدام وإعادة التصدير إلى جانب خلق فرص عمل للسكان المحللين، واعتماد دول الجوار الأفريقي، دول القرن الأفريقي، مثل إثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة وليس لها منفذ بحري إلى خلق بيئة استثمارية في المنطقة وجلب للاستقرار والسلام.

وجهة رائجة للأسواق الإقليمية والعالمية

وتسلمت موانئ دبي العالمية إدارة ميناء بربره منذ مارس 2017 وتحتفظ بحصة 51% مقابل 30% لهيئة موانئ صوماليلاند، و19% لإثيوبيا.

القيمة الإجمالية للاستثمار تبلغ 442 مليون دولار، وستبلغ السعة الإضافية الجديدة للميناء 400 ألف وحدة دولية لتصل لاحقًا إلى 550 ألف وحدة دولية و4 ملايين طن كبضائع عامة، كما سيتم إضافة 17 هكتارًا لساحة الحاويات بالإضافة إلى 400 رصيف إضافي بعمق 16 مترًا.

موانئ دبي العالمية تطور أيضًا مشروع منطقة اقتصادية حرة على المرافق القائمة وعلى مساحة 12 متر مربع لتتكامل مع مشروع تطوير الميناء.

كما يصاحب المشروع إنشاء طريق سريع بطول 240 كيلومترًا بين ميناء بربرة والحدود الإثيوبية ومن المتوقع أن يكون ذلك المشروع ثاني أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ صوماليلاند.

إطلاق محطة للطاقة الشمسية

فيما أعرب نائب رئيس جمهورية صوماليلاند عبدالرحمن الزيلعي، عن شكره لدولة الإمارات، لتزويدها مدينة بربرة بمحطة للطاقة الشمسية.

وقال الزيلعي في تغريدة على حسابه في تويتر: “بصفتى نائب رئيس صوماليلاند، أتقدم بجزيل الشكر لدولة إمارات الخير وقيادتها الحكيمة الشيخ محمد بن زايد بطل السلام والازدهار، بالمكرمة الغالية لتزويد مدينة بربرة بمحطة طاقة شمسية سعة 7 ميجاوات”.

إطلاق المحطة جاء في وقت كانت جمهورية صوماليلاند بأمس الحاجة إليه لتوفير الطاقة الكهربائية بكميات كبيرة، من أجل الاستفادة ولكي يتم جذب الشركات الأجنبية ورؤوس الأموال من الاستثمار في مدينة بربرة والاستفادة من الخدمات التي تقدمها شركة موانئ دبي العالمية التي تدير ميناء بربرة الاستراتيجي.

صوماليلاند بلد خصب تتوفر فيه فرص استثمار كبيرة من كافة النواحي وأهمها الثروة الحيوانية والمعادن والثروة السمكية والزراعية إضافة إلى السياحة، إلى جانب وجود قوانين تنظم الاستثمار وتحافظ على رؤوس الأموال الأجنبية وسهولة انتقالها وحركتها من وإلى صوماليلاند.

ربما يعجبك أيضا