بيعات جديدة واستهداف الجزيرة العربية.. سيناريوهات خبيثة لتخريب الشرق الأوسط

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يسعى تنظيم داعش الإرهابي خلال الفترة الحالية لإثبات حضوره بشكل أقوى على الساحة الدولية، ليؤكد أنه ما زال في قيادة ما يعرف بـ«الجهاد المعولم»، رغم أن طابع عملياته، خلال المرحلة الماضية، اتسم باستغلال النزاعات المحلية كفرصة للظهور والانتشار.

كلمة المتحدث باسم داعش «أبوحمزة القرشي» والتي حملت عنوان: «وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار»، تتزامن الكلمة الجديدة مع حالة التراجع العملياتي التي عاشها التنظيم مؤخرًا، إذ تراجعت وتيرة العمليات الإرهابية بحوالي 21%، وفقًا للإحصاء الذي نشرته الصحيفة الأسبوعية لداعش «النبأ» في عددها رقم 256.

رسائل إعلامية

قال أحمد سلطان، الباحث في الحركات المسلحة ومكافحة الإرهاب، إن كلمة «القرشي» تضمنت عدة رسائل إعلامية لأفراد ومناصري «داعش»، أهمها الدعوة لشن هجمات إرهابية جديدة في منطقة الجزيرة العربية، واستئناف حرب الاستنزاف الاقتصادية، التي دعا التنظيم لها منذ انهيار خلافته المكانية في مارس 2019.

وأوضح «سلطان» أن التنظيم يسعى لتحشيد مواطني الدول الخليجية والمقيمين فيها لتنفيذ هجمات إرهابية مستغلًا زخم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه لا يستدعي رمزية القضية الفلسطينية والتي لا يستدعيها إلا في حالات الضعف التي تعتريه، وذلك للاستفادة منها وتقديم نفسه كنصير لها رغم أنه يركز بالأساس على حرب الجيوش العربية ويسعى لإضعافها وتفيككها.

وتابع: التنظيم يدعو لضرب الاقتصاد السعودي، والتركيز على استهداف أنابيب نقل النفط، والمصانع والمنشآت التجارية وحرق الصالات والنوادي الترفيهية التي جرى افتتاحها مؤخرًا في البلاد، ويسعى لشن هجمات إرهابية عديدة بصورة منسقة، في ظل انشغال العالم بجائحة كورونا والأوضاع التي ترتبت عليها.

الكلمة الأخيرة

أضاف «سلطان» في تصريح خاص لـ«رؤية» أن الكلمة الأخيرة تضمنت إشارة إلى بيعات جديدة قامت بها مجموعة إرهابية لـ«أبي إبراهيم الهاشمي» زعيم داعش، وهو ما يعني اتساع الرقعة الجغرافية للهجمات الإرهابية مستقبلًا، مضيفًا أن التنظيم تعمد إخفاء المجموعات التي بايعته تماما كما يخفي هوية زعيمه حتى يخلق حالة خوف واستنفار لدى الحكومات المختلفة، تستند على فكرة الضبابية وعدم اليقين والخوف من  المجهول.

واعتبر «سلطان» أن التنظيم يتبع حاليا استراتيجية متريثة نسبيًا، وهو ما يظهر من توصية «الهاشمي»، التي نقلتها الكلمة الصوتية، للمجموعات الإرهابية المبايعة له حديثًا بأن لا تتسرع في شن هجمات إرهابية استعراضية أو تسعى لمسك الأرض في الفترة الحالية، داعيًا للتركيز على استراتيجية وتكتيكات الحرب الاستنزافية، ومحاولة إطلاق سراح عناصر التنظيم من السجون في الدول المختلفة، فضلًا عن الاستعداد المكثف لاغتنام الفرص السانحة للظهور من جديد والتي على رأسها التأثيرات العالمية لجائحة «كورونا».

كلمة صوتية مرتقبة

وألمح الباحث في الحركات الإسلامية إلى أن «داعش» يمهد لظهور إعلامي مرتقب لزعيمه الجديد سيكون غالبًا في صورة كلمة صوتية، وهو ما يمكن استنتاجه من التركيز الإعلامي عليه خلال الفترة الماضية.إضافةً للتأكيد الجديد على على أنه يتابع أمور التنظيم، ويقبل البيعات ويقوم بالتوجيه الأفرع المختلفة بناءً على الواقع العملياتي المتغير.

ربما يعجبك أيضا