نازيون جدد ودعوى لقانون حرب.. انعكاسات مقتل المعلم الفرنسي

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

تأزم الوضع في فرنسا؛ إذ ظهرت دعوات اليمين المتطرف بقيادة ماري لوبن إلى تضييق الخناق على المهاجرين والضغط بضرورة تدشين قانون حرب ضد الإرهاب والتطرف، كما تعرض اليوم سيدتان مسلمتان لعدة طعنات على إثر حادثة مقتل معلم فرنسي بطريقة وحشية على يد شاب شيشاني، الأمر الذي أدى إلى تأزم الموقف وعودة الخناق مجددًا على الأقلية المسلمة.

إرهاب اليمين المتطرف

تعرضت سيدتان مسلمتان، للطعن تحت برج إيفل في العاصمة باريس، وسط تصاعد التوترات بعد قطع رأس مدرس الأسبوع الماضي، وألقت الشرطة الفرنسية القبض على امرأتين مشتبه بهما في أعقاب الاعتداءات العنصرية المشتبه بها ضد المسلمتين، وكانتا ترددان عبارات مهينة، وفقا لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، اليوم الأربعاء.

وبحسب الصحيفة الإنجليزية، قالت الشرطة، إن المحتجزات وصفن بأنهن نساء بيض من “المظهر الأوروبي”، ويواجهن الآن تهم الشروع في القتل”.

ويأتي ذلك، بعد أيام من حادثة قتل المدرس الفرنسي صمويل باتي، البالغ من العمر 47 عامًا، يوم الجمعة الماضي، على يد لاجئ بعد عرض رسوم كاريكاتورية تهكم على النبي محمد أمام فصل في المدرسة الثانوية حول حرية التعبير.

شبح لوبن

وفي إشارة مباشرة إلى زعيمة حزب «التجمع الوطني» المتشدد مارين لوبن، استنكر وزير العدل الفرنسي، إيريك ديبون موريتي، من معكسر الرئاسة، استغلال حادث مقتل باتي «لأغراض انتخابية».

وقال: «بالكاد انتشرت المأساة، حتى استخدمها السياسيون ويستخدمونها لأغراض انتخابية»، ليضيف أن «هذا يثير اشمئزازي، وهو أمر غير لائق»، معتبراً أن هذه «المزايدات هي الشعبوية والديماغوغية بعينها».

وأوضح الوزير أنه «يجب أن تأخذ الحكومة الوقت الكافي قبل الإعلان عن عدد معين من الإجراءات، لأن علينا العمل قبل تقديم أي شيء، وأستطيع أن أعدد لكم 50 إجراء، لكن هذا ليس ما نريد القيام به على الإطلاق. لا يمكننا الكذب، من السهل المبالغة والمزايدة».

وارتفع منسوب التوتر على المستوى السياسي أيضاً مع إعلان ماكرون «خطة عمل» ضد «الكيانات والجمعيات أو الأشخاص المقربين من الدوائر المتطرفة» والذين ينشرون الدعوات للكراهية.

ورغم أن إدارة ماكرون استخدمت لغة متشددة واصفة الهجوم بأنه «إرهاب اسلامي» في عبارة كانت تثير حساسية قبل سنوات قليلة ولاقت إدانة من شيخ الأزهر، دعت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن التي قد تواجه ماكرون في انتخابات عام 2022 الرئاسية، إلى سن «قانون حرب» وتعليق الهجرة فوراً.

نازيون جدد

في الأثناء، قال مدعون عامون في باريس إنهم فتحوا تحقيقاً بشأن موقع إلكتروني فرنسي مؤيد للنازيين الجدد أعاد نشر صورة جثة باتي التي نشرها القاتل على «تويتر».

وقالت وكالة “رويترز” للأنباء نقلاً عن مصدر في الشرطة الفرنسية، إنّ فرنسا تستعد لطرد 231 أجنبياً مدرجين على قائمة المراقبة الحكومية، للاشتباه في أنهم يتبنون فكراً دينياً متطرفاً.

وكانت إذاعة “أوروبا1” قد كشفت في وقت سابق، أنّ وزير الداخلية “جيرالد دارمانان” طلب من مسؤولي الشرطة المحليين إصدار أوامر الطرد، كما طالب الدفاع الفرنسي بإعادة النظر في ملفات طلب اللجوء، معرباً عن آماله في أن تتوقف بلاده عن استقبال “طالبي اللجوء القادمين من بعض البلدان”.

يُذكر أنّ المُدرّس باتي، قد قتل في مدينة كونفلان سانت أونورين بالقرب من باريس، على يد لاجئ روسي من أصل شيشاني يُدعى عبد الله أنزوروف ويبلغ من العمر 18 عاماً، بسبب عرضه رسوماً مسيئة للنبي محمد في معرض حديثه عن حرية التعبير.

ربما يعجبك أيضا