التفاهمات الليبية في جنيف.. مواصلة التهدئة وفتح المجال الجوي

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

حقق طرفا الصراع الليبي، تقدماً كبيراً في مفاوضات اللجنة العسكرية المعروفة باسم (5+5) في جنيف، واتفقا على استمرار حالة التهدئة الحالية على خطوط المواجهة، وتجنب أي تصعيد عسكري.

وتوصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بإعادة فتح المعابر، وخطوط الرحلات الجوية الداخلية وهيكلة حرس المنشآت النفطية، وأكدا ضرورة خروج كل القوات الأجنبية من البلاد بعد 90 يوماً من توصلهما إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.

ترحيب دولي

رحبت وزارة الخارجية الألمانية بنجاح محادثات 5+5 الليبية في جنيف، ودعت الأطراف الليبية لاستغلال هذه المحادثات، وأكدت العمل مع البعثة الأممية لإنجاح المفاوضات الليبية، آملة في وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.

كما رحبّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالتوافقات والتفاهمات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا خلال مباحثات جنيف، واعتبرها خطوة أخرى في مسار تحقيق السلام في ليبيا.

والأربعاء، أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا أن اللجنة العسكرية المشكلة من 5 مسؤولين عسكريين من طرفي الصراع، توصلت إلى توافق حول فتح طرق بريّة وجويّة، وإيقاف الخطاب الإعلامي التّحريضي، وتفادي التصعيد العسكري، وتبادل المحتجزين وإعادة هيكلة حراس المنشآت النفطية، إضافة إلى طرد المرتزقة خلال 90 يوما بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية.

تفاهمات مبدئية

شددت الأطراف الليبية على وجوب أن تقر المؤسسات الدستورية في ليبيا ما تم التوصل إليه من تفاهمات للمضي قدماً في إجراءات تجديد هياكل المؤسسات السيادية.

وأعلنت مبعوثة الأمم المتحدة بالنيابة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، في تصريحات أمس، أن الطرفين توصلا لاتفاقات ملموسة، تشمل فتح الطرق الأساسية في البلاد، والرحلات الجوية الداخلية، معربة عن تفاؤلها في التوصل إلى إطلاق نار دائم في ليبيا.

وأوضحت ويليامز أن طرفي الصراع اتفقا على إحراز تقدم على صعيد تبادل الأسرى، وأضافت أن أولى الرحلات بين طرابلس ومدينة بنغازي، شرق البلاد ستُستأنف هذا الأسبوع، وأشارت إلى أن إجراءات بناء الثقة بين الطرفين دخلت حيز التنفيذ، أمس.

وقالت إن هناك رغبة كبيرة لدى الأطراف الليبية لإجراء انتخابات عاجلة، وأضافت أن إعلان رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، رغبته التنحي عن منصبه في نهاية أكتوبر الجاري، سيساعد في إنهاء فترة انتقالية طويلة والتوجه لانتخابات ديمقراطية تمهد لحكومة منتخبة ديمقراطياً، وحذرت ويليامز، من خطورة التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.

الجلوس لحوار شامل

ومن جانبها، أعلنت السفارة البريطانية في ليبيا ترحيبها باتفاقات محادثات اللجنة العسكرية، مؤكدة أنه” يمكن تحقيق وقف إطلاق النار والتهدئة من خلال وحدة الليبيين في صف واحد والجلوس لحوار شامل”، كما عبّر السفير الألماني في ليبيا أوليفر أوفتشا، عن سعادته بالنتائج الأولية لهذه المحادثات، مؤكدا دعمه للوفود الليبية للاستمرار والتحلي بحسن النية من أجل السلام ووحدة ليبيا.

وبدأت المحادثات العسكرية المباشرة بين طرفي الصراع في ليبيا، يوم الإثنين الماضي بمقر الأمم المتحدة بمدينة جينيف السويسرية، وتبحث تثبيت وقف إطلاق النار بين الطرفين، ووضع خطة مشتركة لتفكيك المجموعات المسلحة في مختلف أنحاء البلاد والتفاهم حول منطقتي سرت والجفرة وإبقائها منطقة منزوعة السلاح ومساحة آمنة، إضافة إلى الملف الأكبر الذي لم يتم حلحلته في الاجتماعات السابقة، ويتعلق بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية الموجودة في ليبيا، وهو أحد أبرز شروط الجيش قبل الوصول إلى توافق أمني شامل.

  ما توصلت إليه المحادثات العسكرية المعروفة بصيغة «5+5» هي قطاف في مسار واحد إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي المنبثقة عن مؤتمر برلين 2020 وتبناها مجلس الأمن. وبعد الانفراجة العسكرية، يمكن أن يأتي الجديد من المسارين الآخرين لتكمل بعضها بعضاً وتطوي صفحة قاتمة ليس في تاريخ ليبيا فحسب، بل والمنطقة بأسرها.

ربما يعجبك أيضا