انتحار الأتراك.. شبح جديد يطارد «أردوغان»

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

شبح آخر يطارد الرئيس التركي «أردوغان» بعد أن وقف مزارع تركي يطلق الصرخات من الفقر والعوز الذى تعيشه مدينته بأكملها، تحت وطأة نظام يقوم برفع أسعار المحروقات أسبوعياً، فى ظل تفشي الجائحة ، فلا تتوقف عجلة الزيادات، الأمر الذي زاد من حدة الغضب الشعبي ضد أردوغان، الذي فشل في إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها تركيا منذ أغسطس عام 2018، على وقع تدهور سعر الليرة.

 تعاني تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة تتزايد يوماً تلو الآخر، وسط فشل نظام أردوغان في إيجاد حلول لها، وقد تعمقت مع التدابير الاحترازية التي أعلنت عنها أنقرة للحيلولة دون تفشي كورونا.

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل ذكر معهد الإحصاء التركي -في تقرير تدوالته وسائل الإعلام العالمية- انتحار 4801 شخص بسبب الفقر في تركيا، منذ تولي حزب أردوغان السلطة، حيث أقدم 1370 شخصا على الانتحار بسبب الفقر منذ عام 2015، وفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن المعهد، مع وقوع 566 حالة انتحار في العامين الماضيين، وبلغ العدد الإجمالي لحالات الانتحار الناجمة عن الفقر منذ عام 2002، عندما تولى حزب العدالة والتنمية السلطة، 4801 شخص.

وبحسب صحيفة «جمهوريت»، أن الفقر كان سبب 7.3% من حالات الانتحار في تركيا في 2018، وارتفعت النسبة إلى 9.4% في 2019.

ووفقا لمجلس السلامة والصحة المهنية للعمال، انتحر 54 شخصا في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2020.

خط الجوع

ذكر التقرير السنوي الصادر عن اتحاد نقابات عمال تركيا، أن خط الجوع لأسرة مكونة من أربعة أفراد ارتفع إلى مستوى ألفين و448 ليرة تركية، ليرتفع معه خط الفقر في البلاد إلى سقف سبعة آلاف و973 ليرة تركية.

وأظهر التقرير أن مقدار التكلفة الشهرية لحياة الموظف الواحد في تركيا بلغت نحو ثلاثة آلاف وثلاث ليرات تركية، في حين بقي الحد الأدنى للأجور في البلاد ثابتاً عند مستوى ألفين و 324 ليرة تركية.

وأوضح تقرير الاتحاد أن معدل التضخم الشهري في الغذاء الأساسي للفئات الفقيرة من العائلات التركية بلغ 2.68%، ليبلغ إجمالي التضخم في مادة الخبز خلال الأشهر 12 الأخيرة نحو 20%، مقارنة بشهر أيلول من العام الماضي.

كما أوضح زيادة ملحوظة في معدل الإنفاق الشهري على الحاجيات الأساسية بمقدار ألف و248 ليرة تركية عما كان عليه في تقرير الاتحاد لعام 2019، ليحتل الإنفاق الغذائي منه شهرياً نحو ثلث القيمة بمبلغ 385 ليرة تركية.

الأقل في الاتحاد الأوروبي

تتصدر تركيا دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد العمال الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور. ومنذ يناير هذا العام تراجعت قيمة الحد الأدنى للأجور في تركيا، الذي يقل عن حد الجوع المقدر ب2500 ليرة، بنحو 100 دولار.

ولم تتحسن أوضاع أصحاب المعاشات أيضا، حيث تقلصت علاوات العيد لأصحاب المعاشات الذين يقع 90% منهم دون الحد الأدنى للفقر والجوع.

وفي الوقت ذاته ارتفع عدد الشباب الذين انهوا تعليمهم وليسوا مدرجين على القوة العاملة إلى 5.8 مليون شاب. وتضمنت أعداد الشباب الذين ينتظرون العثور على فرصة عمل 1.2 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما و2.2 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاما و2.4 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاما.

وجاء من بين الشباب الذين ينتظرون منذ أكثر من عام لإيجاد فرصة عمل رغم شتى محاولاتهم 135 ألف شاب من خريجي الجامعات ونحو 6 آلاف شاب حاصلين على الماجستير و162 شابًا حاصلاً على الدكتوراه.

حصيلة الصبر

يمر المجتمع التركي بمرحلة من بين أسوأ المراحل التي شهدها على مر التاريخ، في ظل ارتفاع معدلات الانتحار بين العمال والأطباء وموظفي العموم والمدرسين في أعقاب اضطرابات اجتماعية وسياسية واقتصادية.

وتحدّث خبراء في علم النفس عن تزايد في حالات الانتحار نتيجة فصل عشرات الآلاف من الموظفين، وتردّي الوضع الاقتصادي والواقع المعيشي للمواطنين.

يقول نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، «ولي أغبابا»: إن مطالبة الرئيس رجب أردوغان مواطنيه بـ”الصبر” فاقت الحد في ظل تأثر أصحاب الحد الأدنى والمتقاعدين والشباب خلال السنوات الأخيرة.

وفي رد منه على تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي ذكر خلالها أنه من واجب المؤمن الصبر في الفقر وعدم الإسراف في الثراء نشر «والي أغبابا» تقريرا حول أوضاع المواطنين الاقتصادية، ووضع له عنوان «حصيلة الصبر» مفيدا أن أوضاع الملايين من أصحاب الحد الأدنى للأجور والمتقاعدين والموظفين الحكوميين تدهورت اقتصاديا بمرور الوقت.

وأشار تقرير أغبابا إلى تزايد عدد الأتراك الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور بمرور الوقت وبلوغهم 10 ملايين تركي.

يقول «كانسو يلدريم»، عضو مجلس الصحة والسلامة في مكان العمل: “ستزداد حالات انتحار العمال هذا العام بسبب ظروف العمل التي أحدثها جائحة فيروس كورونا”.

من جهته، أفاد اتحاد الموسيقيين وفناني الأداء عن حدوث 100 محاولة انتحار بين موسيقيين لأسباب اقتصادية منذ مارس الماضي، عندما تمّ تسجيل الوباء لأول مرة في تركيا.

ربما يعجبك أيضا