لإحداث نقلة نوعية.. مصر تكافح لتوطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

إبراهيم جابر
الذكاء الاصطناعي

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تسعى القيادة السياسية المصرية، إلى توطين التكنولوجيا في البلاد وخاصةً في مجالات الذكاء الاصطناعي، للمساهمة في دعم الأداء الحكومي وتوفير أحدث الخدمات الرقمية للمواطنين، وتوطين الصناعة والتكنولوجيا كمستهدف استثماري بين كبرى الشركات المصرية والعالم، تحقيقاً لأهداف رؤية مصر 2030 التي تعتبر القطاع الخاص شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية.

“توجيهات رئاسية”

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، طالب خلال اجتماع مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الاتصالات عمرو طلعت، لمتابعة الموقف التنفيذي للمشروعات القومية الخاصة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالبدء الفوري في تنفيذ مبادرة “مصر الرقمية”، والتي ستساهم بشكل مباشر في جهود الدولة للتحول الرقمي، وتعزيز قدرات الكوادر البشرية على المهارات الرقمية، مما يدعم الأداء الحكومي ويوفر أحدث الخدمات الرقمية للمواطنين على مستوى الجمهورية.

ووجه الرئيس بتعزيز جهود استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مشروعات الدولة للتخطيط العمراني، وكذلك في الزراعة والصحة والتعليم، فضلاً عن مواصلة رفع كفاءة مكاتب البريد على مستوى الجمهورية، وكذا ميكنة منظومة التقاضي من خلال استراتيجية “عدالة مصر الرقمية”.

وطالب الرئيس المصري، خلال اجتماع، مع مدبولي وطلعت ووزيرة التخطيط هالة السعيد، والمدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي أيمن سليمان، لبحث تطورات نشاط “صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية” واستراتيجية عمله ومشروعاته المستهدفة، بقيام صندوق مصر السيادي بالتركيز في آلية عمله على تعظيم القيمة المضافة لأصول وممتلكات الدولة من خلال تصور علمي لطرح أفضل البدائل لإعادة توظيف تلك الأصول لتحقيق الاستفادة المثلى والإدارة الناجحة والعائد الأعلى.

كما وجه الرئيس بتعظيم دور الصندوق في توطين الصناعة والتكنولوجيا كمستهدف استثماري بين كبرى الشركات المصرية والعالمية، خاصةً في مجالات الذكاء الاصطناعي والاتصالات والتعليم والنقل والخدمات اللوجستية، فضلاً عن قيام الصندوق بالتعريف بدوره على الساحة الدولية كقناة جديدة لجذب الاستثمارات للاقتصاد المصري وذلك تحقيقاً لأهداف رؤية مصر 2030 التي تعتبر القطاع الخاص شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية.

“المجتمعات العمرانية”

واستعرض وزير الاتصالات مستجدات بناء منصة لنماذج المجتمعات العمرانية، والتي تهدف إلى حوكمة منظومة البناء في مصر في إطار واضح يتسم بالتخطيط والتنظيم والالتزام بالقانون، ويحد من مخالفات البناء والتعديات على الأراضي، ومستجدات مشروعات بناء منظومة الذكاء الاصطناعي، والتي تأتي في إطار السعي نحو مواكبة التطورات العالمية في مجال تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيات في كافة القطاعات من خلال دمجها في المنظومة الرقمية للمساهمة في رفع مستوى أداء الخدمات الحكومية.

وشهد الاجتماع أيضاً استعراض آخر مشروعات التصميم والتصنيع الإلكتروني على المستوى المحلي، والتي تأتي في إطار رؤية الدولة لبناء قدرات الشركات العاملة في هذا القطاع وإتاحة الوصول للأسواق العالمية، بالإضافة إلى تنمية الموارد البشرية وتأهيل الشباب للعمل في هذا المجال، وكذلك جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز التجارة الإلكترونية.

كما تم التطرق إلى الموقف التنفيذي لتدعيم البنية التحتية المعلوماتية على مستوى الجمهورية، خاصةً لاستيعاب الاستخدام الكثيف لشبكة الإنترنت خلال الفترة الحالية نتيجة تداعيات جائحة كورونا، في إطار جهود تحويل مصر إلى ممر رقمي عالمي للبيانات ومصدر جذب لأكبر مراكز البيانات العملاقة والحفاظ على وضع مصر الاستراتيجي كممر آمن للكابلات البحرية، إلى جانب العمل على تعظيم دور الدولة إقليمياً وعالمياً في مجال الاتصالات الدولية.

“تحركات عملية”

توجيهات السيسي، تأتي عقب إعلانه في وقت سابق سعي القاهرة إلى إنشاء مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وهو ما تبعه لجوء العديد من الجامعات المصرية لإنشاء كليات وأقسام وإطلاق برامج متطورة لتوسيع نطاق التخصص والمعرفة في هذه التقنية الحديثة.

وبحسب بيانات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، فإن هناك 7 جامعات خلال العام الدراسي الجديد 2020/ 2021 سوف توفر دراسة متخصصة في الذكاء الاصطناعي سواء من خلال إنشاء كليات جديدة أو تطوير أخرى قائمة، أو تقديم دورات تعليمية متخصصة.

وأشار وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، في وقت سابق، إلى غزو علم الذكاء الاصطناعي للجامعات المصرية، بأن هذه التقنية الحديث ستحدث تغييرات جذرية في وظائف واحتياجات سوق العمل، موضحا أن الدراسات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في قرابة 7.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي في مصر بحلول عام 2030، ومن المرشح أن يصل متوسط النمو السنوي من الذكاء الاصطناعي إلى 25% خلال الفترة من 2018 إلى 2030.

ربما يعجبك أيضا