الجيش الأذري يتقدم في جنوب «قره باغ» وأرمينيا مستعدة لـ«تنازلات مؤلمة»

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

يستمر الجيش الأذري بالتقدم في جنوب إقليم قره باغ، في حين تطالب أرمينيا بحل وسط، مؤكدة أنها على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة، فبعد السيطرة مدن جبرائيل وفضولي، وزنغلان، وبلدة هدروت وعشرات القرى، سيطرت قبل ساعات على مدينة “قوبادلي”.

وعقب تفكك الاتحاد السوفييتي، سيطرت أرمينيا على أراض أذربيجانية، ليوجه مجلس الأمن الدولي 4 دعوات إلى أرمينيا لإنهاء الاحتلال، إلا أن الأخيرة لم تستجب.

تقدم أذري ميداني

وأعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف في خطاب لشعب أذربيجان تحرير مدينة “قوبادلي” التي كانت محتلة منذ 27 عاما.

كما أعلن علييف تحرير بعض القرى التابعة لمدن “قوبادلي” و”زنغلان” و”جبرائيل” من أرمينيا، وبالتالي أسفرت العمليات العسكرية التي بدأت في 27 سبتمبر عن سيطرة الجيش الأذري 3 مدن، و3 بلدات، ونحو 150 قرية، ومرتفعات استراتيجية.

وأضاف: “دمرنا 252 دبابة أرمينية وغنمنا 53، إلى جانب تدمير 6 منظومات دفاع جوي من طراز “إس 300″، فمن أين لأرمينيا كل هذه الأسلحة”/ مشيرا إلى أرمينيا نفذت سياسات إعادة توطين غير شرعية في الأراضي المحتلة، بجلبها للأرمن من الدول العربية وتوطينهم في تلك الأراضي، وأضاف “إن لم تستطع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والأعضاء في مجموعة مينسك من حل المشكلة، فلا يجب أن يمنعونا، لم تعد أذربيجان دولة يمكن تهميش مصالحها”.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية أرتسرون هوفهانيسيان اعترف بما يجري على الأرض، وقال إن القوات الأذربيجانية سيطرت على مدينة قوباتلي جنوب “جمهورية قره باغ”، وتابع أن القوات الأذري استطاعت تثبيت نجاحاتها العسكرية في بعض المناطق، وأن القوات الأرمنية تجد نفسها مضطرة للتراجع أحيانا لكنه أشار إلى أن “الوضع ليس ميؤسا منه”.

حل الوسط الأرميني

أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، أن الشعب الأرمني مستعد لقبول حلول وسط لتسوية النزاع في قره باغ، لكنه لن يقبل الاستسلام، وقال باشينيان: “أريد أن ندرك جميعا إدراكا تاما أن أذربيجان لا ترغب في قبول حل وسط من أجل تسوية المسألة بل تريد استسلام قره باغ. ونحن مستعدون لتنازلات متبادلة وحتى التنازلات التي قد تكون مؤلمة بالنسبة لنا، لكن الشعب الأرمني لن يكون أبدا مستعدا للاستسلام”.

أما مصير الهدنة الأخيرة في قره باغ فاعترف باشينيان بأنها لم تصمد كسابقاتها، محملا الجانب الأذربيجاني المسؤولية عن مواصلة المعارك.

الأمم المتحدة

فيما أعربت الأمم المتحدة عن “القلق الشديد” إزاء تقارير تفيد بوقوع انتهاكات لوقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا، الإثنين، بعد وقت قصير من بدء هدنة ثالثة خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

الهدنة الأولى الموقعة في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انتهكتها أرمينيا بقصف مدينة كنجه الأذربيجانية بصواريخ بالستية، ثم انتهك الطرفان هدنة إنسانية أخرى بدأت في 17 من الشهر نفسه.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم أمين الأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي: “نحن قلقون للغاية من التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات لوقف إطلاق النار بعد وقت قصير من موافقة الأطراف على تنفيذ التزاماتهم للمرة الثالثة في الأيام الأخيرة”، وتابع دوجاريك: “من المهم جدًا أن ينفذ الطرفان اتفاقهما بالكامل، ويُتوقع منهما الوفاء بهذه الالتزامات”، وأضاف: “أعتقد أن ما لا يمكن تجاهله هو الوضع الإنساني في منطقة النزاع، ومن المهم أن يضمن الجميع الوصول الآمن ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني، وتقديم المساعدة والخدمات الإنسانية للمدنيين في منطقة نزاع قره باغ وحولها”.

وأعلنت الولايات المتحدة، الأحد، عن وقف لإطلاق النار، اعتبارا من صباح الإثنين، بين القوات الأذربيجانية والأرمينية في إقليم “قره باغ” الأذري.

ربما يعجبك أيضا