«طاعون العصر» يضرب الأمم المتحدة.. وإجراءات عاجلة للمنظمة الدولية

حسام السبكي

حسام السبكي

مع حلول الساعات الأولى من صبيحة، اليوم الثلاثاء، تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية، نبأ إصابة 5 دبلوماسيين من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بفيروس كورونا، لتصب مزيدًا من الزيت على نار المواجهة الشرسة، التي تخوضها أنظمة وحكومات عُرف عنها خلال السنوات الماضية، كفاءة أنظمتها الصحية، فضلًا عن الهزات الاقتصادية التي تسببت بها الجائحة لدى دول العالم المتقدم، فضلًا عن النامي، لتحمل معها مخاوف من موجة ثانية وربما ثالثة، قد تذكر بمآسي “الإنفلونزا الإسبانية” في عشرينيات القرن الماضي.

كورونا في نيويورك

كما أسلفنا في المقدمة، فقد تناقلت وكالات الأنباء، فجر اليوم الثلاثاء، نبأ إصابة 5 دبلوماسيين في الأمم المتحدة بفيروس كورونا المستجد.

يأتي هذا، في ظل دعوات إلى تكاتف دولي، من أجل ابتكار وسائل وأساليب غير تقليدية، ربما تفيد تجربة العام الحالي، في تفادي تكرارها في العام الجديد، في ظل الحديث عن موجة ثانية وشيكة، تحل مع دخول فصلي الخريف والشتاء.

فعلى هامش، قمة الصحة العالمية عبر الإنترنت، التي أقيمت يوم الأحد الماضي، أكد الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش أن جائحة كورونا هي أكبر أزمة تواجه العالم في العصر الحديث.

ودعا غوتيريش إلى التضامن العالمي في مواجهة الأزمة، مطالباً الدول المتقدمة بدعم النظم الصحية في البلدان التي تعاني من نقص الموارد.

إجراءات عاجلة

إصابة الدبلوماسيين الخمس، دفع المنظمة الدولية، إلى الإسراع باتخاذ قرارات وإجراءات عاجلة، تهدف بالتأكيد، إلى الحيلولة دون تفشي أكثر للعدوى، التي أصبحت حتى كتابة سطور التقرير التالي، إلى إصابة ما يقرب من 44 مليون حالة، لقي أكثر من مليون منهم حتفهم، حول العالم، وفق موقع “وورلد ميتر”، المختص في متابعة آخر تطورات الفيروس التاجي.

أولى الإجراءات الأممية العاجلة، جاءت، وفق “العربية، بإجراء فحوصات سريعة لجميع المخالطين للدبلوماسيين المصابين بكورونا، وهو ما قد يُرشح زيادة الأعداد المصابة بـ”كوفيد- 19″، خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة.

وبالإضافة إلى الفحوصات، أبلغت الأمم المتحدة سفراء 139 دولة بإلغاء الاجتماعات بعد إصابة دبلوماسيين، وتحويل جميع الاجتماعات المقبلة إلى افتراضية، وهو الإجراء المتوقع بالطبع، رغم مأساويته، كونه يعيد إلى الأذهان، ذكريات أليمة من العام الماضية، الذي شهد إغلاق كافة دول العالم تقريبًا، لمنافذها البرية والبحرية والجوية، وهو ما قد يتكرر بصورة أو بأخرى هذا العام، رغم الكوارث الاقتصادية المتوقع ترتبها على إجراءات كتلك.

تحذيرات سابقة

نكبة المنظمة الدولية الجديدة، سبقتها خلال الساعات القليلة الماضية، تحذيرات تنوعت وتشعبت في جوانب عدة، بينها الصحي والاقتصادي.

فقد صرحت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، المصرية غادة والي، أن الجريمة المنظمة نشطة للغاية في إنتاج الأدوية واللقاحات المزيفة لفيروس “كورونا” المستجد.

وأضافت والي، وفقًا لوكالة “سبوتنيك”: “إن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، حذر الحكومات من الدور الخطير الذي يمكن أن تلعبه الجريمة المنظمة في إنتاج الأدوية المقلدة، في تجارة اللقاحات، مستغلة نقص الإمدادات الطبية عندما يسعى الناس في مختلف البلدان للحصول على اللقاحات”.

وحذرت المسؤولة الأممية، من أن “تسارع الحكومات والمستشفيات والمنظمات المختلفة لشراء معدات الحماية وأن الطلب مرتفع، لذا فإن الأدوية المزيفة ومعدات الحماية الشخصية المزيفة تشكل خطراً – وهنا بالذات تنشط الجريمة المنظمة. ونتوقع أن تكون نشطة طوال فترة تطوير اللقاح”.

في سياق آخر، أعلنت المديرة التنفيذية لإدارة الأمم المتحدة لشؤون المخدرات والجريمة، غادة والي، أن تعاطي الماريجوانا بغرض الاستجمام ازداد خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، وقد انخفض تعاطي الكوكاين وإكستازي.

وقالت والي “تناول الماريجوانا لأغراض غير طبية ازداد خلال جائحة فيروس كورونا، وفي نفس الوقت، “إكستازي إم دي إم إيه” كوكايين انخفض. الدراسة تستمر، والمعني بها قسمنا للبحوث وهو يتعاون مع الكثير من المراكز التي لديها صورة واضحة عن كيفية تأثير الجائحة على سوق المخدرات”.

وقبل أيام قلائل، أعلنت منظمة الصحة العالمية للعالم أخباراً صعبة وصادمة، تفيد بأن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يواجه لحظة حاسمة في مكافحة جائحة كوفيد-19، محذّرة من أن “الأشهر القليلة القادمة ستكون صعبة جدا وبعض الدول في مسار خطير”.

اقتصاديًا، حذرت الأمم المتحدة من التأثير السلبي لوباء كورونا على العالم العربي، قائلة إنه سيلقي أكثر من 14 مليون شخص في براثن الفقر.

ويقدر تقرير للأمم المتحدة عدد الوظائف التي فقدت في الأشهر القليلة الماضية بنحو 17 مليون وظيفة، وفقًا لما نقلته “بي بي سي”.

ووفقا للتقرير، فإن اقتصاد بعض الدول سينكمش بما يصل إلى 13 في المئة، بينما ستتجاوز الخسائر في المنطقة 150 مليار دولار.

وقال التقرير أيضا إن جهود التعامل مع الوباء ستخلق فرصا لمواجهة مشاكل قائمة منذ أمد طويل، مثل عدم المساواة بين الجنسين.

وجاء في تقرير الأمم المتحدة أن “المنطقة العربية، التي يقدر عدد سكانها بنحو 436 مليون شخص، أبقت معدلات العدوى والوفاة في بادئ الأمر أقل من المتوسط العالمي، لكن التطورات الأخيرة تنذر بالقلق”.

وقال التقرير إن من المرجح أن يكون تأثير الوباء عميقا وأن ينتشر بمرور الوقت.

وتوقع التقرير انكماش اقتصاد المنطقة بنسبة 5.7 في المئة على الأقل.

ربما يعجبك أيضا