توافق مصري سوداني في ملف «سد النهضة».. وتوجيهات بسرعة تنفيذ المشروعات المشتركة

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ضوء تعزيز العلاقات المصرية السوداينة، وحرص السيادة المصرية على تطوير العلاقات الاقتصادية مع السودان الشقيق وإحداث نقلة نوعية تتماشى مع ما تطمح إليه شعوب المنطقتين، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، في قصر الاتحادية، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير المصري بالخرطوم.

بحسب تصريحات السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، رحب الرئيس السيسي بأخيه الفريق عبدالفتاح البرهان بالقاهرة، مشيرًا إلى الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، والترابط التاريخي بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.

وأكد السيسي الموقف المصري الاستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق، وحرص بلاده على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين.

السيسي والبرهان1

مصر تؤكد مساندتها لإرادة وخيارات القيادة السياسية في السودان في صياغة مستقبل بلادهم

كما أشار الرئيس المصري إلى متابعته الحثيثة لكافة التطورات الراهنة على الساحة السودانية إقليميًا ودوليًا، مؤكدًا مساندة مصر لإرادة وخيارات القيادة السياسية في السودان الشقيق في صياغة مستقبل بلادهم، ومرحباً بكافة الجهود التي من شأنها مساعدة السودان على مواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.

 من جانبه؛ أكد الفريق البرهان متانة الروابط التاريخية المتأصلة بين مصر والسودان، مشيداً في هذا السياق بالجهود المتبادلة لتعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومؤكداً حرص السودان على مواصلة التنسيق مع مصر في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل.

واستعرض رئيس مجلس السيادة السوداني تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات في هذا الصدد، بما فيها التوقيع مؤخراً في جوبا على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، معرباً في هذا الخصوص عن تقدير بلاده للدعم المصري غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان ومؤازرته للنجاح في المرحلة الانتقالية الراهنة.

جانب من مباحثات السيسي والبرهان

توافق مصري سوداني حول الأهمية القصوى لقضية المياه واعتبارها مسألة أمن قومي

 شهد التباحث حول مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، كما تم استعراض تطورات ملف سد النهضة في ضوء الموقف الحالي للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، حيث تم التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

تعاون مثمر

جاءت الزيارة بعد يومين، مع مباحثات مصرية سودانية بشأن مشروع إنشاء خط سكة حديد بينهما، بعد أشهر قليلة من تفعيل مشروع الربط الكهربائي.

وكان وزير النقل المصري كامل الوزير قد بحث مع نظيره السوداني هاشم بن عوف، خلال اجتماع عقد الأحد، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، سبل دعم التعاون المشترك بين البلدين في مجالات النقل المختلفة.

وبدأ الاجتماع بمناقشة بنود وثيقة التعاون المشترك في مجال الربط السككي، التي تهدف إلى توفير التمويل اللازم لبدء دراسة الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لمشروع الربط السككي بين مصر والسودان، الذي سيمتد في مرحلته الأولى من مدينة أسوان وحتى جنوب وادي حلفا.

وتباحث الجانبان أيضا حول عدد من مشروعات الطرق مثل دراسة تنفيذ الطريق البري بين مصر وتشاد مرورا بالسودان، ليكون بوابة للتجارة بين البلدين وبين تشاد ودول غرب أفريقيا.

وفي مطلع شهر أبريل الماضي، أعلنت مصر، عن بدء التشغيل الفعلي لخط الربط الكهربائي بين مصر والسودان، وذلك تلبية لرغبة الجانب السوداني.

وأشار بيان رسمي مصري إلى دخول المرحلة الأولى من الربط حيز التنفيذ الفعلي، لإمداد الجانب السوداني بقدرات على مدار الساعة تصل إلى 70 ميغا وات، لحين استكمال تركيب بعض الأجهزة اللازمة بمحطات الجانب السوداني، وبإنهاء هذه الأعمال تأتي المرحلة الثانية من الربط، لإمداد السودان بقدرة تصل إلى 300 ميغا وات.

وقالت وزارة الطاقة السودانية في بيان إن الربط الكهربائي المصري بدأ عمليا (3 أبريل) في تغذية الشبكة القومية وتغذية المناطق الواقعة شمال السودان، وذلك في إطار السعي الحثيث لتطوير الإمداد الكهربائي.

ويضم خط الربط 300 برج على الأراضي المصرية، وتبلغ التكلفة الاستثمارية المتوقعة لمشروع الربط الكهربائي مع السودان نحو 56 مليون دولار.

التبادل التجارى

648 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان

كشف تقرير صادر عن وزارة الصناعة والتجارة، نمو حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2019 ليصل إلى نحو 648 مليون دولار، بنسبة زيادة قدرها نحو 6% مقارنة بذات الفترة من عام 2018.

وقال مكتب التمثيل التجاري المصري في الخرطوم، إن قيمة الصادرات المصرية إلى السودان ارتفعت أيضاً لتصل إلى نحو 328 مليون دولار بنسبة زيادة 15% عن الفترة نفسها من عام 2018، وفقاً لصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

وأشار مكتب التمثيل التجاري إلى نجاح الجهود المبذولة في بدء التفاوض لإبرام تعاقدات تصديرية بين عدد من الشركات السودانية والشركات المصرية المشاركة في الدورة 37 لمعرض الخرطوم الدولي خلال الفترة من 20 ـ 27 يناير 2020 بوفد ضم شركات من قطاعات الكيماويات والمنظفات والأدوية والأجهزة الكهربائية والكابلات والدخان وسط حضور كبير من 600 شركة من 25 دولة عربية وأجنبية في مختلف المجالات.

مصر والسودان

علاقات أزلية متشعبة

توصف العلاقات المصرية السودانية بأنها علاقات أزلية متشعبة في كافة الاتجاهات والمجالات وتربطها مصالح مشتركة، إذ تحرص الدولة المصرية عقب ثورة 30 يونيو على إقامة علاقات مميزة مع السودان، ويمثل السودان العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر، لذا فإن موقف مصر الثابت يؤكد أن أمن السودان واستقراره يمثلان جزءًا من الأمن القومي المصري.

خلال الفترة الماضية، شرعت الدولتان في اتخاذ خطوات عملية لتقوية ودعم العلاقات بينهما في شتى المجالات.

وعلى الصعيد السياسي، شهدت العلاقات المصرية السودانية تقارب ملحوظ من خلال التشاور والتنسيق في القضايا الإقليمية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف، وملف سد النهضة.

ربما يعجبك أيضا