زعيمة حزب «الخير» تتحدى السلطان.. هل حان وقت التغيير بتركيا؟!

كتب – حسام عيد

يبدو أن لقب المرأة الحديدية التي بات يلازمها في السنوات الأخيرة في تركيا لم يأت صدفة، فزعيمة حزب الخير المعارض، ميرال أكشنار، أعلنت عزمها خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها فى عام 2023، أمام الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي فعل كل شيء من تغيير دستور ونظام حكم دام لعقود في تركيا من أجل ترسيخ وجوده على رأس الهرم الحاكم بسلطات مطلقة لا يقوى معها أحد على ردعه.

إعلان “أكشنار” يأتي كتحد سيكون هو الأبرز سياسيًا في تركيا حتى موعد الانتخابات، فالزعيمة المعارضة تمتلك شعبية آخذة في التنامي والاتساع بين الأتراك منذ عام 2016، وقد يمكنها ذلك من هزيمة أردوغان، وسيساعدها في ذلك الأزمات المتتالية التي باتت تركيا قابعة بها، من انهيار للاقتصاد والعملة المحلية إلى ارتفاع الديون ووصولًا تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين.

ميرال أكشنار ورئاسة تركيا

في يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2020، طالعتنا الصحف والمواقع التركية، بأن رئيسة حزب الخير المعارض ميرال أكشنار، أعلنت عزمها الترشح في الانتخابات الرئاسية التركية، المقرر إجراؤها في عام 2023.

وعلى لسان نائب رئيس حزب الخير يافوز أغيرالي أوغلو، أوضح الحزب أنه قرر خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وترشيح  أكشنار، المعروفة بلقب “المرأة الحديدية”، في مواجهة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

وأضاف أغيرالي أوغلو، خلال ظهوره بأحد برامج قناة “خلق تي في” التركية: “يجب أن نتحدث عن المبادئ وليست التصورات. المرشح الرئاسي للحزب هو ميرال أكشينار، ما لم يعلن خلاف ذلك. يجب أن تدار تركيا بنظام برلماني وبالاستشارة. كما يجب الاتفاق على المبادئ أولاً. دعونا ننشئ مثل هذا النظام بحيث لا تنتهك الممارسات التعسفية الحقوق والقوانين الشخصية”.

حان وقت التغيير

ومؤخرًا، أثارت دعوة المعارضة التركية لإجراء انتخابات مبكرة ضجيجًا في تركيا، وأكدت أن هذا مطلب الأمة التركية الذي أصبح لا حول ولا قوة لها بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي عصفت بها، في حين أن النظام الحاكم، اعترض على ذلك بزعم أن إجراء انتخابات مبكرة في غير موعدها، هو أعمال الدول القبلية.

وفي خطوة تعكس ثقة الشارع السياسي بالمعارضة التركية ميرال أكشنار، انشق أكثر من 50 عضوًا من أعضاء حزب العدالة والتنمية، وانضموا إلى حزب الخير التركي الذي تتزعمه.

وجاءت هذه الصفعة القوية لأردوغان وحزبه الحاكم بعد عدة محاولات خلال الأيام الماضية من جانب النظام الحاكم لاستمالة أكشنار للانضمام للتحالف الجمهوري بين العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

ورفضت رئيسة حزب الخير القومي التركي، دعوات ضم حزبها إلى تحالف الجمهور الذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، حيث قالت “لن ننضم لتحالف الجمهور حتى وإن صوبوا أسلحتهم على رأسي. نحن لم نؤسس حزب الخير في ظروف سهلة”.

وأعربت ميرال أكشنار المنشقة عن حزب الحركة القومية في عام 2017 بعد تحالفه مع أردوغان، عن أملها أن ينضم الحزبان الجديدان المستقبل الذي يقوده أحمد داود أوغلو والديمقراطية والتقدم الذي يقوده علي باباجان إلى تحالف الأمة الذي يضم أحزاب المعارضة.

ورغم علمها بأن أردوغان يضطهد معارضيه وينكل بهم حينما تسنح له الفرصة، إلا أنها تصدت لسياساته بكل شجاعة، وانتقدت الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في البلاد، موضحة أن تأثر المواطنين البسطاء بالأزمة الاقتصادية بات لا يحتمل، خاصة أن الأزمة الاقتصادية كانت مشتعلة حتى قبل أزمة كورونا، على حد قولها.

وأوضحت رئيس حزب الخير أن بعض المؤسسات لجأت إلى تسريح العمالة ذات الرواتب المرتفعة في مقابل تعيين اللاجئين السوريين والأفغان الذين يتقاضون رواتب زهيدة، هربًا من الأزمة الاقتصادية.

الرهان على وعي الشعب

وكانت “أكشنار”، قد راهنت على أن الشعب التركي لن ينتخب أردوغان مجددًا خلال الاستحقاق الانتخابي المقبل، بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية يومًا بعد يوم بسبب سياسات صهره ووزير المالية بيرات البيرق.

وقالت “أكشنار” إنها تتوقع فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في عام 2023.

واستبعدت “أكشنار” أن يكون وباء “كورونا” غطاءً لكل الأزمات التي تمر بها تركيا، مؤكدة أن “كوفيد-19” كان بمثابة الملح الذي وضع على الجرح، مما ساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وأكدت “أكشنار” أنها لا تتوقع أن يتعافى الاقتصاد التركي أبدًا في تلك الفترة الحالية، في ظل سياسات الرئيس التركي وصهره وزير الخزانة بيرات البيرق.

جدير بالذكر أن رئيسة حزب الخير دائمًا ما تقول إن هناك مشكلة نظام في تركيا، إذ غابت آليات التوازن والتحكم، وغابت استقلالية القضاء وحرية الإعلام، وأنه لهذا السبب لم تعد هناك ثقة في العدالة، ولم تعد هناك ثقة في الاقتصاد، ويستمر الفساد في استهلاك الموارد القومية، مشددة على أن تركيا بحاجة إلى نظام جديد يعتمد على مبدأ فصل القوى خلال وقت قصير.

ربما يعجبك أيضا