بين الإخوان وماكرون وأردوغان.. فرنسا في مرمى الإرهاب

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يرى الكاتب الصحفي بالأهرام، هشام النجار، أن حادث الطعن في نيس الفرنسية، اليوم الخميس، آت نتيجة لتراكمات أهمها الغزو الناعم لمشروع الإخوان ومشروع العثمانية الجديدة للمجتمعات الأوربية ولفرنسا تحديدًا، بمعنى أننا أمام نسخة أخرى لهذين المشروعين المدمرين بدول أوروبا بعد تقويضهما في مصر وبعض الدول العربية؛ فأردوغان السلطان العثماني الجديد المزعوم هدد أوروبا باللاجئين والإرهابيين وبالحضور الإخواني المكثف وغذى الكراهية ضد الغرب واستدعى صراعات الماضي الحربية وماضي الكراهية والعنف وصراع الحضارات على أساس ديني وعقدي.

وأضاف هشام النجار في تصريحات لـ”رؤية” أن أردوغان حوّل المساجد والمراكز الإسلامية التابعة لجماعة الإخوان بفرنسا ودول أوروبا وتلك التي يديرها أئمة أتراك من دور عبادة طبيعية يقيم بها المسلمون شعائرهم كمواطنين طبيعيين كأي مواطن أوروبي، إلى أداة وساحات لتنفيذ مشروع التمكين والخلافة الأممي للقيام بالجهاد الكبير المزعوم وفق الأدبيات الإخوانية بالقضاء على الحضارة الغربية وتدميرها من الداخل.

كما رأى أن القضية ليست قضية دفاع عن الإسلام أو الرموز الدينية إنما دفاع من قبل أردوغان والإخوان وأدواتهما لنشر التطرف في المساجد والمراكز الإسلامية التي تسيطر عليها جماعة الإخوان وأئمة أتراك بأوروبا لتنشئة جيل يحمل راية الجهاد دفاعًا عن تلك الدولة الافتراضية التي يُراد لها مستقبلًا أن تتحول إلى واقع ملموس.

وأكد الكاتب الصحفي بالأهرام أن تأجيج الصراع والفتن الدينية والطائفية في فرنسا غرضه حماية دولة أردوغان الموازية بفرنسا والتي عزم ماكرون على تقويضها بمشروع القضاء على انفصالية جماعات التطرف التي تنشر الكراهية والتكفير وأيضًا تصفية حسابات ثأرية بين النظام التركي الحالي وفرنسا التي تصد مشروع أردوغان التوسعي في ملفات عديدة، علاوةً على التغطية على فشل أردوغان وأزمته خاصة أنه كان على وشك الدخول في مأزق لا خروج منه من خلال المقاطعة العربية للمنتجات التركية.

إساءة التعامل

وفي سياق متصل، قال الكاتب الصحفي والمتخصص في شؤون الجماعات المسلحة والإرهاب، عمرو عبدالمنعم، إن حادثة الطعن في مدينة نيس بفرنسا، اليوم، تعبر عن نفس ما طرحناه وما زلنا نطرحه ونؤكد عليه وهو أن التطرف يزيد الأمور اشتعالًا والتعامل مع أي أحداث عنف لا يكون بطريقة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون والحديث عن حريات مزعومة في الإساءة إلى النبي محمد برسوم كاريكاتورية ساخرة بداعي الحريات.

وأضاف عمرو عبدالمنعم في تدوينة له عبر موقع التواصل “فيس بوك”، أن ممارسات العنف والإرهاب تزيد الأمر اشتعالًا وتعقيدًا ولنا في جورج بوش الإبن رئيس الولايات المتحدة السابق خير دليل.

تصريحات ماكرون

قال الكاتب الصحفي والباحث في شؤون الإرهاب مصطفى حجاج: لا أحد يقبل بقتل الأبرياء أو الاعتداء عليهم تحت أي زعم أو غطاء، كما أن العنف والتطرف والإرهاب مرفوض بشتى صوره وأشكاله، وما وقع في مدينة نيس الفرنسية بعد حادث الطعن الدموي اليوم يتحمل مسؤوليته في المقام الأول، الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، لما وفره من غطاء غير مبرر للعنف بتصريحاته غير المسؤولة والتي تتنافى مع مبدأ الحرية والاعتقاد.

وتابع قائلًا: كيف لرئيس دولة مثل فرنسا بها هذا العدد من المسلمين يتجرأ بالنيل من النبي محمد صل الله عليه وسلم!، معتبرًا الرسوم المسئية حرية تعبير في تصرف استفزازي لما يقرب من ربع سكان العالم، حيث تخطى تعداد سكان المسلمين 24% من سكان الكرة الأرضية طبقًا لإحصائيات 2020، وافتعال مثل هذه الأزمات يعطي الفرصة لتيارات منحرفة بإحداث مثل هذه الوقائع المرفوضة، التي لا يقرها شرع أودين.

وأكد مصطفى حجاج في تصريحات خاصة أن العنف والقتل والإرهاب مرفوض، ومثل هذه الحوادث يستنكرها عموم المسلمين بشتى الصور أيًا كان فاعلها؛ فالنفس البشرية لها حرمتها وصونها من أعظم مقاصد الدين الإسلامي.

وأشاد حجاج بموقف الأزهر الشريف لما له من مكانة في نفوس المسلمين حول العالم باستنكاره مثل هذه الجرائم وتأكيده على أن العالم الإسلامي سارع بإدانة حادث القتل بحق مدرس على يد متطرف في باريس، مستنكرًا أيضًا في نفس الوقت العبث بتصريحات سياسية وأفعال تستفز المسلمين لتحقيق مكاسب انتخابية.

هجوم إرهابي

كان ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب عدد آخر في هجوم طعن في نيس، اليوم الخميس، حسب ما ذكرت وسائل إعلام فرنسية. وقال عمدة مدينة نيس، كريستيان إستروزي، إنه قد تم القبض على شخص واحد.

وأضاف أن كل شيء يشير إلى “هجوم إرهابي في قلب كنيسة نوتردام”. وناشد وزير الداخلية الفرنسي المواطنين تجنب المنطقة الواقعة وسط مدينة الريفيرا الفرنسية.

وبحسب تقارير فرنسية، لقي رجل وامرأة مصرعهما في الهجوم واعتقل المشتبه به بعد 10 دقائق قبل نقله إلى المستشفى.

إدانة

وتعقيبا على الحادث، أدان الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع صباح اليوم، بالقرب من كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية، والذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين.

وأكد الأزهر أنه لا يوجد بأي حال من الأحوال مبرر لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكل الأديان السماوية، داعيًا إلى ضرورة العمل على التصدي لكل أعمال العنف والتطرف والكراهية والتعصب.

إن الأزهر الشريف إذ يدين ويستنكر هذا الحادث الإرهابي البغيض، فإنه يحذر من تصاعد خطاب العنف والكراهية، داعيًا إلى تغليب صوت الحكمة والعقل والالتزام بالمسؤولية المجتمعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بعقائد وأرواح الآخرين.

ربما يعجبك أيضا