النجباء الشيعية .. أداة لتصفية حسابات إيران مع الأمريكيين في العراق

يوسف بنده

رؤية

تتهم الولايات المتحدة إيران بدعم الميليشيات العراقية المقربة لطهران في مهاجمة بعثاتها الدبلوماسية في العراق، لا سيما السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد.

زادت هذه الهجمات بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذي تتهمه واشنطن بتدبير كثير من العمليات ضد القوات الأجنبية في المنطقة.

وفي إطار الحرب النفسية ضد الولايات المتحدة الأمريكية، استدعت طهران، أمس الأربعاء، الأمين العام لحركة “النجباء” في العراق، أكرم الكعبي، ليوجه رسائل تهديد ووعيد للأمريكيين من داخل إيران.

والتقى اللواء يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد علي خامنئي، الكعبي، في طهران، بحضور عدد من العسكريين الإيرانيين، وناقشوا معًا الأوضاع السياسية والميدانية في العراق، كما انتقدوا سياسات الولايات المتحدة في مختلف المجالات.

وذكرت وكالة “مهر”، أن أكرم الكعبي ناقش مع مستشار المرشد الإيراني الأوضاع الراهنة في العراق، ودور “المقاومة والحشد الشعبي والمساعدات الإيرانية”، متهمًا واشنطن بأنها “تحاول الآن خلق أزمات اقتصادية وأمنية تقود العراق إلى الدمار”.

وفي سياق اللقاء، أكد الكعبي- حسب وكالة “مهر”- أن السفارة الأمريكية في بغداد “ليست مركزًا دبلوماسيًا بل هي قاعدة عسكرية”، مؤكدًا على أهمية التواجد النشط لميليشيات النجباء “في ساحات الجهاد ضد الإرهاب التكفيري والاحتلال”.

كما وجه أكرم الكعبي، تهديداً مباشراً للقوات الأمريكية، مشدداً على أن لغة الحوار لم تعد تنفع، وأن ما حدث معهم سابقاً كانت مفرقعات بسيطة.

«الكعبي» دعا خلال إجاباته القوات الأمريكية إلى الخروج من البلاد فوراً، وإلا ستقع معهم المواجهة، بالقول: «أعطينا الأمريكان فرصا كثيرة ولكن لغتهم المتعجرفة لم تتغير أبدا، وفصائل المقاومة ستنزل بقوة لمواجهة الأمريكان إذا لم يسحبوا قواتهم المحتلة من العراق».

وخلال اللقاء أعرب يحيى صفوي عن سعادته بلقاء الكعبي وأبلغه تحية المرشد خامنئي، مضيفًا: “حسب خبرتي، فإن الولايات المتحدة شر مطلق”، مشيدًا بشجاعة الشعب العراقي، داعيا إلى “استمرار الضغط على الاحتلال الأمريكي”، حسب قوله.

ذراع إيراني

شاركت الحركة التي تحمل اسم “المقاومة الإسلامية حركة النجباء”، وتعر ف اختصارا باسم حركة النجباء في القتال إلى جانب القوات الحكومة السورية وساهمت في السيطرة على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب شمالي سوريا في أواخر عام 2016 بحسب ما ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية حينها.

ولعبت الحركة التي يتراوح عدد عناصرها ما بين 8-10 آلاف عنصرا، دور رأس الحربة في الهجوم الأرضي الذي شنته القوات الحكومية على مدينة حلب بدعم جوي من الطيران الحربي الروسي. وقد أشرف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على عمليات استعادة المدينة.

و”النجباء” هي من أكبر فصائل الحشد الشعبي في العراق، إذ شاركت في المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في البلاد، بالإضافة إلى صلتها الوثيقة بحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

ويتولى أكرم الكعبي، قيادة هذه الحركة، وهو من مؤسسي “جيش المهدي” بزعامة رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، وقد تم حله لاحقاً. كما لعب الكعبي دوراً مهماً في تأسيس جماعة “عصائب أهل الحق” التي نفذت عمليات عسكرية عديدة ضد القوات الأمريكية.

انفصل الكعبي عن “عصائب أهل الحق” ليتفرد بقيادة حركة “النجباء” التي تشكلت نتيجة اندماج الألوية العراقية التالية: “لواء عمار بن ياسر” و”لواء الإمام الحسن المجتبى” و”لواء الحمد”.

وصنفت الولايات المتحدة في شهر مارس/آذار الماضي الحركة في قائمة “المنظمات الإرهابية” وحظرت التعامل معها. ويخضع الكعبي للعقوبات الأمريكية منذ عام 2008 لدوره في الهجمات التي كانت تستهدف القوات الأمريكية في العراق حينها.

ورد الكعبي على القرار الأمريكي بقوله: “إن حركة النجباء مستعدة لضرب المصالح الأمريكية في سوريا والعراق وأي مكان في العالم إذا تعرضت لاعتداء أمريكي”.

وتملك الحركة قناة تلفزيونية تسمى”قناة النجباء الفضائية” وموقعا خبريا إلكترونيا يحمل نفس الاسم، كما أن لديها الكثير من المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتصف الحركة نفسها بأنها “إحدى فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وتهدف إلى الدفاع عن المقدسات في سوريا والعراق”.

ولا تخفي الحركة تلقيها الدعم المادي والعسكري والسياسي من إيران وحزب الله اللبناني بما في ذلك التدريب العسكري والمقاتلين.

وبحسب الكعبي، للحركة لواءان في العراق وهما “اللواء الثاني” الذي شارك في المعارك ضد تنظيم الدولة حتى النهاية ولا يزال منتشراً في غربي العراق، و”اللواء الثلاثون” الذي كانت غالبية عناصره من السنّة وتم حلّه فيما بعد من قبل الحكومة العراقية ضمن ألوية الحشد الشعبي حسب قول الكعبي.

ربما يعجبك أيضا