أفكار الإخوان ملطخة بالدماء.. أسباب الهجمات الإرهابية في فرنسا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة ومكافحة الإرهاب، عمرو فاروق، إن فرنسا تلقت عددًا الهجمات الإرهابية على يد جماعات العنف المسلح، نتيجة لمجموعة من الأسباب توافرت لديها دون غيرها عن دول العالم الغربي، أهمها انتشار وتمركز التيار السلفي الذي أصبح بيئة خصبة لاستقطاب العناصر المتطرفة فكريا ومنهجيا، وتوظيفهم في الأعمال الإرهابية المسلحة التي تسهدف الداخل الفرنسي.

وأضاف فاروق، أن سلفية فرنسا يمثلون قوة تهيمن على عدد كبير من مساجد فرنسا، فضلا عن حصولهم على تمويلات مالية من الجاليات العربية والإسلامية الداعمة لتوجهاتهم، والاستحواذ على الصدقات والتبرعات، التي تعتبر مصدرًا ماليًا مهمًا لنشر أفكار المشروع السلفي المتغلغل في مفاصل المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الإسلامية.

أفكار الإخوان

وأشار فاروق في تصريحات خاصة، إلى أن هناك تواجدً كبيرًا جدا لجماعة الإخوان التي توسعت في تأسيس المراكز الإسلامية الداعمة لفكرة إقامة دولة الخلافة، والممولة من قطر من خلال مؤسسة قطر الخيرية ومؤسسة أمل، وصندق الرحيق القطري، وهي منظمات ذات دعم مالي لنشر المشروع الإخواني، وتعمل منذ سبعينيات القرن الماضي في الداخل الفرنسي. وتتبع التنظيم الدولي، تحت مسمى “اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا”، وتحولت في ما بعد إلى “مسلمو فرنسا”.

وأكد فاروق، أن تحركات اللوبي التابع للإسلام السياسي والحركي في فرنسا أسس ما يعرف داخلها بالدولة الموازية التي تعمل على تغيير عادات وتقاليد هذه البقعة الجغرافية وفقا لما يعرف بـ”أسلمة أوروربا”، وهناك الكثير من الوثائق التي فضحت مخطط الإخوان وغيرهم لاختراق الدول الغربية، في مقدمتها وثيقة “المشروع الكبرى أو “المشروع السري لاختراق الإخوان للغرب”، ووثيقة “استراتيجية الإخوان في الغرب”.

الدور الفرنسي

ونوه فاروق، بأن دور فرنسا في مواجهة جماعات العنف المسلح في الداخل الأفريقي جعلها في مرمى التنظيم الإرهابية واستهدف بشكل مباشر من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي، من خلال خلايا الذئاب المنفردة أو خلايا التماسيح التي تخطط لاستهداف مؤسسات الدول المعادية للمشروع الجهادي المسلح.

وأوضح الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب، أن فرنسا أصبحت خلال السنوات الماضية محطة ترانزيت لتشكيل الخلايا الإرهابية واستقطابهم من العناصر الأروبية أو ما يطلق عليهم “أصحاب العيون الزرقاء”، الذين يتم الدفع بهم نحو مناطق التدريب والمسلح مثل أفغانستان وليبيا وسوريا والعراق، وغيرها من مناطق ارتكاز الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الدين ستارة لتبريرة جرائمها ضد الإنسانية.

وأكد فاروق، أن الرئيس ماكرون لديهم مشروع لوقف المد الإخواني والسلفي في الداخل الفرنسي، وغلق الباب نهائيا من خلال إجراءات حاسمة ضد تغلغل هذه العناصر في المؤسسات الفرنسية وتطويعها لأهدافهم تدريجيًا، وتعقب مصادر تمويلهم وتحجيم نشاطهم المريب بين الجاليات العربية والإسلامية واستقطابهم للعنصر الفرنسي.

أعاد الهجومان الأخيران اللذان ضربا منطقتين مختلفتين من فرنسا في نيس ومنطقة أخرى جنوب الدولة الأوروبية، صباح الخميس، إلى الأذهان سلسلة من الهجمات الإرهابية الدامية التي كانت شهدتها البلاد في أزمنة متفرقة.

هجمات إرهابية

خلال السنوات الماضية، وقعت قائمة هجمات أخرى في فرنسا، فقد تعرّض شخصان للطعن وأصيب آخرون بجروح في باريس يوم 25 سبتمبر الماضي قرب المقر السابق لصحيفة شارلي إبدو الساخرة حيث نفذ متطرفون هجوما داميا في 2015.

وفي 3 أكتوبر 2019، قتل ميكايل هاربون البالغ من العمر 45 عاما، وهو خبير تكنولوجيا المعلومات الذي يحمل تصريحا أمنيا يتيح له العمل في مقر شرطة باريس، 3 من ضباط الشرطة، وموظفا مدنيا قبل أن ترديه الشرطة قتيلا بالرصاص.

فيما قتل مسلح 3 أشخاص يوم 23 مارس من عام 2018، في جنوب غرب فرنسا بعد احتجاز سيارة وإطلاق النار على الشرطة واحتجاز رهائن في متجر سوبر ماركت، فيما اقتحمت قوات الأمن المكان وقتلته.

كذلك قتل مهاجمان كاهنا وأصابا رهينة أخرى بجروح بالغة في كنيسة بشمال فرنسا يوم 26 يوليو/تموز 2016، قبل أن ترديهما الشرطة الفرنسية بالرصاص.

وفي يوم 14 يوليو تموز 2016، قاد مسلح شاحنة ثقيلة وصدم بها المحتفلين بيوم الباستيل في مدينة نيس الفرنسية وقتل 86 شخصا، وأصاب عشرات، في هجوم أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه، فيما قالت السلطات إن المهاجم فرنسي الجنسية مولود في تونس.

“مجلة شارلي إبدو”

كما قتل فرنسي من أصل مغربي يوم 14 يونيو 2016، أحد قيادات الشرطة طعنا خارج بيته في إحدى ضواحي باريس، وقتل رفيقته التي تعمل أيضا في الشرطة، وقال المهاجم لرجال الشرطة الذين تفاوضوا معه أثناء حصاره إنه استجاب لنداء من تنظيم داعش.

أما في 13 نوفمبر من عام 2015، اهتزت باريس على وقع سلسلة من الهجمات شبه المتزامنة بالرصاص والقنابل على مواقع ترفيهية في المدينة، سقط فيها 130 قتيلا و368 مصابا.

كما أعلن عنها داعش مسؤوليته، فيما كان اثنان من المهاجمين العشرة من مواطني بلجيكا بينما كان 3 منهم فرنسيين.

إلى ذلك، اقتحم مسلحان في 7 يناير 2015 اجتماعا لهيئة التحرير بمجلة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة في السابع من يناير وفتحا النار وقتلا 12 شخصا.

إلى ذلك، قتل مسلح آخر شرطية في اليوم التالي واحتجز رهائن في متجر سوبرماركت في التاسع من يناير، وقتل 4 أشخاص قبل أن ترديه الشرطة قتيلا بالرصاص.

ربما يعجبك أيضا