الجيش الأذري على أبواب مدينة شوشا الاستراتيجية «القلب النابض للأرمن»

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

بات الجيش الأذري بعد تقدمه الواسع في جنوب إقليم قره باغ وانهيار القوات الأرمينية، على أبواب مدينة شوشا الاستراتيجية، فبعد السيطرة مدن جبرائيل وفضولي، وزنغلان، وبلدة هدروت وعشرات القرى، والسيطرة قبل على مدينة “قوبادلي”، نقدم الجيش الأذري مدعوما بالطائرات المسيرة بدون طيار إلى تخوم مدينة شوشا العاصمة الثقافية لأذربيجان عبر التاريخ، وفي نفس الوقت يعتبرها الأرمن “القلب النابض لهم”، وتقع شوشا على بعد 10 كيلومترات فقط عن مدينة ستيبانكيرت (خانكندي)، عاصمة الجمهورية المعلنة ذاتيا.

الانسحابات الأرمينية من المدن والبلدان مستمرة، وهو ما يعني أن مسألة سيطرة الجيش الأذري على إقليم قره باغ أصبح مسألة وقت، إلا إذا حدث تدخل إقليمي أو دولي منع ذلك.

ولاشك أن سقوط شوشا في أيدي الجيش الأذري، سيكون الضربة الأقوى التي يتلقاها الجيش الأرميني، وستعجل حتما بسقوط ما تبقى مدن وبلدات إقليم قره باغ في أيدي دولة أذربييجان.

وعقب تفكك الاتحاد السوفييتي، سيطرت أرمينيا على أراض أذربيجانية، ليوجه مجلس الأمن الدولي 4 دعوات إلى أرمينيا لإنهاء الاحتلال، إلا أن الأخيرة لم تستجب.

تقدم أذري ميداني

وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الجمعة، تحرير قوات بلاده 9 قرى جديدة، في إقليم “قره باغ”، وأوضح علييف، أن القرى المحررة تتبع مدن زنغيلان وجبرائيل وقوبادلي.

وبالتالي أسفرت العمليات العسكرية التي بدأت في 27 سبتمبر عن سيطرة الجيش الأذري على 4 مدن و3 بلدات وقرابة 190 قرية، فضلا عن تلال استراتيجية.

فيما نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية الجمعة مشاهد توثق تدمير منظومة صواريخ سميرتش الأرمينية، كانت تقصف مدنيين أذربيجانيين.

كما وقع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، قرارا يقضي بإنشاء إدارات خاصة مؤقتة في المناطق المحررة من الاحتلال الأرميني، وبحسب القرار، سيتم إنشاء منظمات إدارية خاصة مؤقتة لكل منطقة، وتعيين مدراء للمنظمات الإدارية من قبل وزارة الداخلية، وستنفذ المنظمات الإدارية أنشطتها بالتنسيق مع وزارة الدفاع ودائرة حدود الدولة، بحيث تكون مسؤولة عن مرافق البنية التحتية للنقل والاتصالات، وأنظمة إمدادات الطاقة والمياه، كما تتولى أنشطة إزالة الألغام.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية أرتسرون هوفهانيسيان اعترف بما يجري على الأرض، فيما قالت النيابة العامة الأذربيجانية أعلنت مقتل 91 مدنياً وأصيب 400 آخرين بجروح لغاية اليوم جراء القصف الصاروخي والمدفعي لأرميني على المناطق السكنية في أذربيجان.

ElhN x9X0AEUPcg

اعتراف أرميني

بدوره، أعلن رئيس “جمهورية قره باغ” المعلنة ذاتيا والغير معترف بها إلا من أرمينيا، أرايك هاروتيونيان، أن القوات الأذرية تقترب من مدينة شوشا الاستراتيجية، وقال هاروتيونيان في تصريح مسجل من المدينة جرى بثه عبر صفحته في “فيسبوك”، إن الجانب الأذري حشد مجموعة ملموسة من القوات في محور شوشا ويسعى إلى السيطرة على المدينة بأي ثمن.

وقال: “يقع العدو حاليا على بعد عدة كيلومترات عن شوشا، بمسافة أقصاها خمسة كيلومترات.. الهدف السائد للعدو هو الاستيلاء على شوشا.. وبودي أن ندرك ذلك ونتحول من الأقوال إلى المشاركة فعليا في الدفاع عن شوشا”، وشدد على أن ما يحدث حاليا في قره باغ يمثل “لحظة تاريخية حاسمة”، داعيا أبناء المنطقة في كافة أرجاء العالم للعودة إليها والانضمام إلى الصراع الجاري.

وأعرب هاروتيونيان عن ثقته بقدرة الأرمن على الدفاع عن المدينة التي وصفها “رمزا لانتصارات الشعب الأرمني وعزمه على العيش في وطنه” و”قلبا نابضا لكافة الأرمن”، وتابع: “في غضون الأيام القليلة القادم يجب علينا إحداث تحول في الميدان ومعاقبة العدو عند أبواب شوشا. دعونا نتوحد ونقاتل معا!”.

الحل الأمثل الأرميني

فيما وصف رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، فكرة نشر قوات حفظ سلام روسية في منطقة النزاع بأنها يمكن أن تكون “الحل الأمثل” للصراع حول قره باغ، وقال باشينيان في مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف: “أنا أؤيد إدخال قوات حفظ سلام روسية إلى منطقة الصراع”، مضيفا في هذا الصدد: “لكن المشكلة تكمن في أن نشر قوات حفظ سلام من روسيا في منطقة الصراع، يجب أن تتم الموافقة عليه من قبل جميع اطراف النزاع”، ودعا باشينيان الولايات المتحدة لتسمية الجهة المسؤولة عن فشل وقف إطلاق النار بمنطقة قره باغ، محملا أذربيجان وتركيا مسؤولية ذلك.

وكان وزير الخارجية الأرمني، زهراب مناتساكانيان، أعلن في 24 أكتوبر، أن بلاده تساند فكرة نشر قوات حفظ السلام في قره باغ، مشيرا إلى أن الجانب الأرمني يعتقد أن مثل هذه الخطوة ستجعل من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المنطقة، ومن بعد تعزيزه.

ربما يعجبك أيضا