مصر والعراق.. 15 اتفاقية و4 محاور للتعاون

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري وفدًا رفيع المستوى للمشاركة في أعمال اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين.

ضم الوفد المرافق لرئيس الوزراء المصري وزراء «الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية، والقوى العاملة، والتعاون الدوليّ، والصحة والسكان، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والنقل، والطيران المدني، والتجارة والصناعة»، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار والمناطق الحرة، وعدد آخر من المسؤولين الحكوميين.

وألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، كلمة في الجلسة الرئيسية لاجتماعات اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة في العاصمة العراقية بغداد، والتي ترأس الجانب العراقي فيها مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق الشقيق، بمشاركة أعضاء الجانبين المصري والعراقي، وعدد من المسؤولين الحكوميين بالبلدين.

وفي مستهل كلمته، قدم الدكتور مصطفى مدبولي، خالص شكره وتقديره للجانب العراقيّ، بالأصالة عن نفسه وعن أعضاء الوفد المصري المرافق، عما لمسوه من مظاهر ترحيب وحفاوة استقبال من الأشقاء في العراق، كما نقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتمنياته للعراق؛ قيادة، وحكومة، وشعباً، بدوام الرفعة والتقدم، وبأن تكلل أعمال اللجنة العليا المشتركة بالنجاح، وتوجيهاته بأن يتم العمل على دعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، مؤكدا أن هناك تكليفات واضحة من الرئيس بأن تكون كل الخبرات المصرية فى مختلف المجالات مسخرة للأخوة العراقيين.

وخلال كلمته، أكد رئيس الوزراء أن انعقاد هذه الدورة يأتي في توقيت بالغ الأهمية، والتي تشهد فيه المنطقة تطورات متلاحقة تُلقي بانعكاساتها على كافة دول المنطقة، وهو الأمر الذي يستدعي تعاون مصر والعراق وتضافر جهودهما على كافة المستويات؛ لمواجهة هذه التحديات والمخاطر المشتركة، من خلال إقامة شراكة استراتيجية مبنية على الإيمان بوحدة المصير، والمصالح المشتركة، وعمق العلاقات بين الشعبين الضاربة في جذور التاريخ.

كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي على ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق، والتي ترتكز على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسيادته، ورفض كافة أشكال التدخلات الخارجية في شئونه، أو الاعتداءات غير الشرعية داخل حدوده، مشددا في الوقت نفسه على تفهم مصر الكامل للخصوصيات السياسية والتاريخية والجغرافية للعراق، والتي تؤهله لأن يكون ساحة لتلاقي المصالح وليس لتعارضها، أو للتنافس الإقليمي والدوليّ.

وقال رئيس الوزراء: نحمل اليوم هنا إلى أرض بلاد الرافدين رسالة تضامن وتهنئة للعراق، الذي تمكن ببسالة أبنائه وتضحياتهم من الانتصار على الإرهاب الغاشم، والتغلب على هذا الخطر العالمي الداهم، الذي يهدد كافة دول ومجتمعات العالم، مستدركا بالقول بأن هناك تحديا آخر ماثل أمامنا لا يقل أهمية، يتعلق بمخطط استهداف الدولة الوطنية في منطقتنا، والسعي لتفكيك مؤسساتها ومحاولة فرض حالة الفوضى.

وفي سياق كلمته، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بمستوى التنسيق القائم بين مصر والعراق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على المستوى الثنائي، أو من خلال آلية التعاون الثلاثي، كما نسعى لتعزيز العمل العربي المشترك، بما يُسهم في التصدي للتحديات المتعددة، التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة.

كما أكد رئيس الوزراء أن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية العراقية يتم عقدها؛ بهدف تعظيم الاستفادة المتبادلة من خبرات وإمكانات الدولتين، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تعاونهما في مختلف المجالات بما يعود بالنفع على شعبي البلدين، مستعرضا في هذا الصدد بعض النجاحات، التي استطاعت مصر تحقيقها خلال السنوات الست الماضية، والتي تشكل مجالات متاحة للتعاون المشترك، والتي من بينها تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي الشامل بعزيمة قوية ورؤية واضحة، كان وراءه حكمة القيادة السياسية ورؤيتها الثاقبة.

وأكد رئيس الوزراء أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي في التركيز على المشروعات القومية الكبرى، والاهتمام بالبنية الأساسية، أسهمت في تخفيض نسبة البطالة، ودفع معدلات الإنتاج في الصناعات المغذية لقطاع التشييد والبناء، لافتا إلى تقدم مصر 9 مراكز في مؤشر التنمية المستدامة لعام 2020.

وفي نفس هذا السياق، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن مصر والعراق لديهما إمكانات إنتاجية وتصديرية كبيرة، ويجب مضاعفة استثمارها لزيادة حجم وقيمة التجارة البينية، بالإضافة إلى العمل سوياً لإزالة كافة العوائق أمام انسياب البضائع بين البلدين، منوها إلى أن هناك أسطول نقل وشركة مشتركة تتمثل في شركة الجسر العربي، ويمكننا تطوير وسائل النقل والتعاون بين موانئ ومنافذ مصر والعراق والأردن؛ لاستيعاب ما نستهدفه من زيادة كبيرة في حجم التجارة، كما نستهدف زيادة التعاون في مجالات البترول والغاز، بما في ذلك إنشاء شركات مشتركة للصناعات الكيماوية، واستغلال ما تذخر بها بلادنا من ثروات معدنية، وتصنيعها بدلاً من تصديرها في صورتها الخام.

توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون بين البلدين

على هامش الزيارة، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، ونظيره العراقي مصطفى الكاظمي، بمقر مجلس الوزراء العراقي، مراسم توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون بهدف تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين، وهي:

1.   مذكرة تفاهم بين وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، ووزارة النفط العراقية.

2.   مذكرة تفاهم للتعاون والتدريب وتبادل الخبرات في مجال العدل والقضاء.

3.   مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الموارد المائية والري.

4.   مذكرة تعاون بين كل من سوق العراق للأوراق المالية، والبورصة المصرية.

5.   البرنامج التنفيذي الثنائي للتعاون الفني في مجال حماية البيئة.

6.   مذكرة تفاهم في المجالات الصحية والدوائية والتدريبية.

7.   اتفاقية النقل البحري.

8.   مذكرة تفاهم في مجال الطرق والجسور.

9.   مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان والتشييد.

10.  مذكرة تفاهم في مجال اتفاقيات منظمة التجارة العالمية وتنظيم المعارض.

11.  بروتوكول تعاون في مجال مكافحة الدعم والإغراق والوقاية.

12.  مذكرة تفاهم في مجال التعاون الصناعي.

13.  مذكرة تفاهم في مجال حماية المستهلك.

14.  مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار.

15.  بروتوكول تعاون مشترك بين اتحاد الصناعات العراقي واتحاد الصناعات المصرية.

“معا لإعادة الإعمار والتعاون الثلاثي”

في كلمته أمام منتدى الأعمال المصري العراقي “معا لإعادة الإعمار والتعاون الثلاثي، والذي تعقد فعالياته على هامش أعمال اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة في العاصمة بغداد، أعرب رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي عن سعادته للقائه قيادات المال والأعمال من الدولتين الشقيقتين، للمرة الثانية بعد لقاء منتدى الأعمال الأخير الذي عقد بالقاهرة في مارس من العام الماضي، قائلا: جئنا إلى وطننا الثاني، العراق الشقيق، بوفد يضم عددا من زملائي الوزراء، والمسؤولين الحكوميين، وأكثر من 80 مسؤولاً من كبرى الشركات المصرية، لتتشارك مع نظيراتها العراقية في عدد من المحاور الأساسية.

في غضون ذلك، استعرض مدبولي 4 محاور مهمة للتعاون مع الأشقاء بالعراق، مشيرَا إلى أن المحور الأول يستند إلى تنفيذ توجيهات القيادات السياسية بمصر والعراق والأردن، والصادرة في بيان القمة الثلاثية، التي استضافتها العاصمة الأردنية عمّان، وتضمنت ربط شبكات الكهرباء والبترول والغاز، ومشروعات الطاقة، والمنطقة الاقتصادية المشتركة، والاستفادة من الإمكانات الوطنية والسعي لِتكامُل الموارد، مع التركيز على القطاعات الصحية، والطبية، والتعليم، والطاقة، والتجارة البينية وتشجيع الاستثمارات والتعاون الاقتصادي، والاستفادة من دروس جائحة كورونا، بما يعمق التعاون في مواجهة تبعات الجائحة.

وفيما يتعلق بالمحور الثاني، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه يتمثل في “الإعمار” ونقل تجربة مصر في الخطط العاجلة للنهوض بالبنية التحتية من كهرباء، وطرق، وموانئ، ومياه، وصرف صحيّ، وإنشاء الجيل الرابع من المدن الجديدة والمناطق الصناعية، والمشروعات الكبرى مثل محور قناة السويس، واستصلاح الأراضي، وتطوير نظم الري، وإنشاء المزارع السمكية وغيرها.

كما تحدث رئيس الوزراء المصري عن المحور الثالث الذي يشير إلى “التعاون الثلاثي”، من خلال إنشاء مراكز لوجيستية ومناطق صناعية، مؤكدا أن الأمر الأهم والعاجل هو إعادة تأهيل المصانع العراقية المتوقفة، بخبرات وشراكة ومستلزمات إنتاج مصرية والتي يجب اعفاؤها جمركيا، لنُصنِّع سويا ونُنَمي صادراتنا المشتركة إلى دول الجوار.

بينما يرتكز المحور الرابع كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي على تعزيز وتنمية التبادل التجاري بين البلدين، ليس فقط في السلع تامة الصنع، ولكن في مُستلزمات الإنتاج أيضاً، لافتا إلى أنه وفق ذلك، فإن الأمر يستدعي إعادة تفعيل اتفاقية التيسير العربية على المستوى الثنائي؛ لزيادة تدفق السلع، كما يجب أن نسعى للتعجيل بتسجيل الأدوية، والعمل على توحيد المواصفات والإجراءات الجمركية، قائلا: هذا ما يجب أن نسعى إليه جميعاً أمس، واليوم قبل الغد.

السيسي يشدد على حتمية مساندة مصر للعراق

وفي سياق كلمته أمام المنتدى، أشار رئيس الوزراء إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي شدّد على حتمية مُساندة مصر للشقيقة العراق؛ من أجل أن تعود كما كانت، قلعة الصناعة والزراعة العربية، وهي إرادة شعبية لأبناء مصر قبل أن تكون توجهاً سياسياً، وكذلك هي رغبة صادقة جليّة للقطاع الخاص المصري المُشارك معنا اليوم، مؤكدا أن مصر لا يمكن أن تتعامل مع الشقيقة العراق كسوق فقط، نبيع به منتجاتنا وخدماتنا، وإنما نسعى لتكوين شراكة حقيقية تُنمي شعبي البلدين وتخلق قيمة مضافة وفرص عمل لأبنائنا من المصريين والعراقيين.

في الوقت نفسه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة المصرية تسعى في هذا الإطار لِتكامُل مُميزاتنا النسبية مع أشقائنا العراقيين، حيث سيقوم القطاع الخاص المصري، بدعم كامل من الدولة، بالعمل على إعادة تأهيل وتحديث الصناعة العراقية القائمة، سواء سويا، أو بالشراكة مع الشركات العالمية، إلى جانب توفير مستلزمات الإنتاج، والتدريب والعلامات التجارية؛ بهدف التصنيع المشترك، ليس فقط للسوق العراقي، ولكن أيضاً للتصدير المشترك إلى دول الجوار، بالإضافة إلى استثمارات صناعية وخدمية جديدة.

وقال رئيس الوزراء: فيما يخص إعادة الإعمار، سيتم ذلك من خلال خلق شراكات بين المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات والموردين من البلدين، وربطهم بكبرى الشركات العالمية، وهيئات التمويل الدولية؛ من أجل خلق تحالفات قوية تسعى لتنفيذ مشروعات البنية التحتية بأكبر مُكوّن محلي ممكن.

وأضاف رئيس الوزراء أن خبرة مصر التي أشاد بها العالم في تنفيذ مشروعات كبرى، ومشروعات عاجلة للبنية التحتية في زمن قياسيّ ستكون داعمة في هذا المجال، مستعرضا بعض هذه المشروعات التي من بينها زيادة القدرة الكهربائية المتاحة، ومضاعفة إنتاج الغاز، وإنشاء آلاف الكيلومترات من الطرق، وعاصمة ادارية جديدة، و20 مدينة سكنية وخدمية وصناعية، ومئات المستشفيات والمدارس، والتي تم تنفيذها في أقل من ثلاثة أعوام.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن توافق الإرادة السياسية مع الإرادة الشعبية يفرض علينا ضرورة الإسراع بتوفير حرية انتقال رؤوس الأموال والسلع والخدمات، ومنح الأفضلية للشركات العراقية والمصرية في كافة المجالات، كما أنه من الضروري إلغاء كافة القوائم السلبية ، وإعادة تفعيل اتفاقية التيسير العربية على المستوى الثنائيّ، مع توحيد المواصفات وأسس الرقابة، مشيرا أيضا إلى أنه من المهم كذلك أن يتم السماح بانتقال الشاحنات بما تحمل بِحُرية وَيُسْر، خاصة أن البرلمان المصريّ قد صدق على اتفاقية “التير” للنقل العابر، والمُفعلة في الأردن وكافة دول الجوار للعراق، مستدركا بقوله بأنه بانضمام العراق المتوقع قريباً، ستُصبح مركزاً لوجيستياً إقليمياً هاماً مرتبطاً بمحور قناة السويس العالميّ.

واختتم رئيس الوزراء كلمته بدعوة المشاركين وغيرهم من قيادات المال والأعمال من الجانبين؛ لخلق تحالفات تعمل معاً على نشر النماء والتنمية، بالإعمار والاستثمار المشترك.

الكاظمي يثمن دور مصر في إرساء دعائم التعاون ويسعى للاستفادة من التجربة المصرية للنهوض بالاقتصاد

في المقابل، ألقى مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء بجمهورية العراق الشقيق، كلمة أمام الملتقى الاقتصادي والتجاري بين مصر والعراق، الذي عقدت فعالياته على هامش أعمال اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من وزراء البلدين .

وبدأ رئيس الوزراء العراقي كلمته بالترحيب بالوفد الوزاري رفيع المستوى من الجانب المصري وعلى رأسه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، كما رحب بالمشاركين من المستثمرين المصريين واتحادات الغرف التجارية المختلفة .

وقال الكاظمي: نحن الآن في مصر والعراق نعمل معا من أجل توسيع قاعدة التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما القطاع الصناعي والتجاري.

وأكد رئيس وزراء العراق أن الحكومة العراقية تولي أهمية كبيرة للقطاع الخاص، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تتطلب إعطاء الدور الأكبر للقطاع الخاص؛ للمساهمة في إعادة العراق الجديد،  وإحداث تنمية حقيقية، ولافنا في الو قت نفسه إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجهنا في المرحلة الر اهنة، لكننا سنعمل بكل جهد للتغلب  على هذه التحديات، من خلال إقامة شراكات مع الجانب المصري.

وقال مصطفى الكاظمي: نحن نحترم مصر، ونثمن  الجهود التي تقوم بها على كافة الأصعدة، وقد وقعنا اليوم مجموعة من الاتفاقيات للعمل في المرحلة المقبلة بشكل ثنائي في العديد من القطاعات من بينها النقل والصحة والنفط والإعمار، ونعمل على الاستفادة من التجربة المصرية للنهوض بالاقتصاد خلال السنوات الماضية.

ورحب رئيس وزراء العراق بدخول الشركات المصرية، ولاسيما من القطاع الخاص للعمل في مرحلة بناء عراقنا الجديد، مضيفا: نتطلع إلى  تحقيق شراكات اقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين، بما يدعم مصلحة البلدين.

وشدد على دور مصر في إرساء دعائم التعاون بين دول المنطقة، وذلك بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ فمصر عزيزة على قلوبنا جميعا، مؤكدا أن مصر شريك اقتصادي مهم، وسنمضي قدما في التغلب على كافة أشكال البيروقراطية ؛ سعيا لتعزيز أطر التعاون وتدفق الاستثمارات بين البلدين.

برهم صالح يشيد بالدعم المصري القوي والمستمر للعراق.. ومدبولي: هدفنا مساندة الأشقاء العراقيين في سعيهم لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية

علىى صعيد آخر، التقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم السبت، الرئيس العراقي برهم صالح، وحضر اللقاء الوزراء المرافقون لرئيس الوزراء.

واستهل الرئيس العراقي اللقاء بالإعراب عن سعادته بهذه الزيارة رفيعة المستوى، وعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق.

وأشاد صالح بالدعم المصري القوى والمستمر للعراق، واصفاً الرئيس السيسى بالصديق العزيز على الشعب العراقي وقيادته، لا سيما وأنه زعامة كبيرة لها ثقلها في المنطقة.

وأكد الرئيس العراقى أن العراق ومصر مرتا بظروف صعبة واستثنائية، واستطاعت مصر تجاوز هذه الظروف وانطلقت نحو ترسيخ التنمية لشعبها، كما نجح العراق في اجتياز العديد من التحديات، ولا يزال أمامه تحديات سوف يجتازها بعزيمة أبنائه ودعم الدول الشقيقة، وفي مقدمتها مصر قلب العروبة.

من جانبه، نقل مدبولي تحيات وتقدير الرئيس السيسي لأخيه الرئيس برهم صالح، مضيفاً أن هذه الزيارة تأتي تأكيدا لموقف مصر الثابت في دعم قضايا العراق، ومساندة الأشقاء العراقيين في سعيهم لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية، مؤكداً أن الرئيس السيسي قد كلفه والوفد المصري المشارك في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة ببذل كل الجهد لتعزيز العلاقات مع العراق، وتسخير كل الخبرات والامكانات المصرية في خدمة الأشقاء العراقيين.

واستعرض مدبولي جوانب النجاح التي حققتها مصر على مدار السنوات القليلة الماضية، واكتسبت فيها خبرات مشهودة نتطلع لنقلها للجانب العراقي ومنها، قطاع الإسكان الذي شهد بناء مليون وحدة سكنية خلال ٥ سنوات، وقطاع الكهرباء والطاقة الذي أصبح يحقق فائضاً بعد أن كان عجز الكهرباء مشكلة مزمنة عانت منها الدولة المصرية لسنوات.

وعقب الرئيس العراقي بالإعراب عن تطلعه لاستفادة العراق من مشروعات الربط الكهربائي مع مصر عن طريق الأردن، وكذا وضع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها اليوم موضع التنفيذ في أقرب فرصة، حتى يتسنى الاستفادة مما تحمله من أوجه تعاون للجانبين.

واختتم الرئيس برهم صالح حديثه بالإعراب عن تطلعه لقيام الرئيس السيسي بزيارة العراق في أقرب فرصة.

ربما يعجبك أيضا