عشية الماراثون الرئاسي الأمريكي.. ماذا لو رفض ترامب تسليم السلطة؟

حسام السبكي

حسام السبكي

كثرت خلال الأسابيع والأيام القليلة الماضية، الحديث حول عدم استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للقبول بالنتيجة التي قد تؤول إليها، الانتخابات الرئاسية في أمريكا، المزمع إجراؤها، غدًا الثلاثاء، وما يزيد من تلك الاحتمالات، التصريحات المتتالية من الرئيس والمرشح الجمهوري، والتي وإن حدثت، ستكون على الأرجح السابقة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يتقدم في استطلاعات الرأي بها حاليًا، المرشح الديمقراطي جو بايدن.

ما يزيد من المشهد المثير، فيما قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما صرح به الرئيس ترامب نفسه، قبل ساعات، عن عدم نيته تسليم السلطة، لأنها بالقطع ستؤول إليها، في إشارة إلى ثقة تامة في نجاحه، بالفوز بولاية رئاسية ثانية، فما العواقب المتوقعة لنوايا الرئيس المثير للجدل!.

وتاريخياً عرف العالم ظاهرة تسمر المواطنين الأمريكيين أمام الشاشات انتظاراً لخبر تلقي المرشح الفائز مكالمة هاتفية من المرشح الخاسر يهنئه فيها بالانتصار، ويتمنى له ولأمريكا كل الخير والتقدم.

تصريحات مثيرة

ترامب تسليم السلطة

قبل ساعات، وكالمعتاد، هاجم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب خصمه جو بايدن، والديمقراطيين، قائلا: إن الإعلام طوال الوقت يسأله ما إذا كان سينقل السلطة سلميا إذا خسر في الانتخابات، ولكن “أولا لن يكون هناك انتقال للسلطة لأني سأفوز بولاية ثانية”.

وواصل ترامب تصريحاته، حيث قال على هامش فعالية انتخابية ثانية، الأحد، من أيوا، هاجم الديمقراطيين، قائلا: هل كان هناك انتقال سلمي للسلطة قبل 4 سنوات، بعد أن تجسس الديمقراطيين على حملته قبل فوزه، واستمرار تجسسهم عليه حتى بعد فوزه، قائلا إنهم ظلوا يهاجمونه حتى تبين أنهم من لديهم علاقات وطيدة بروسيا وليس هو وحملته.

مخاوف الحرب الأهلية

يصف الكثير من المحللين، النسخة الجديدة، من الانتخابات الرئاسية، بأنها الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، يرجع السبب في ذلك بشكل كبير، إلى حجم التكهنات المخيفة بشأن ما سوف تسفر عنه هذه الانتخابات، حيث ذهب كتّاب كبار للقول إنها قد تنتهي بحرب أهلية حال رفض الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالهزيمة.

هاجس اندلاع الفوضى، في بلاد العم سام، يعد المرة الأولى في التاريخ الأمريكي، وتحديدًا بسبب رفض الرئيس فكرة أنه سينهزم، أو بسبب رغبته في البقاء بالبيت الأبيض أطول فترة ممكنة؛ الأمر الذي دفع إلى البحث عما يمكن أن تصل إليه الأمور في أكبر بلد بالعالم خلال الأسابيع التالية للانتخابات.

الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان

ورغم تعهد ترامب بالاعتراف بالهزيمة حال وقوعها، فإن رفضه أكثر من مرة التعهد بتسليم السلطة، أثار مخاوف كثيرين يرون أن ترامب ربما يدفع البلاد نحو اقتتال داخلي من أجل البقاء رئيساً، وقد عبّر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان عن قناعته بأن البلاد مقبلة على حرب أهلية.

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، في سبتمبر الماضي، قال فريدمان إن ما شاهده في الولايات المتحدة مؤخراً يشبه كثيراً ما شاهده في لبنان قبل نشوب الحرب الأهلية.

إن ما يحدث في الولايات المتحدة حالياً يفوق الخيال، بحسب الكاتب الأمريكي، الذي يرى أن الحزب الجمهوري يوجه البلاد نحو الحرب الأهلية عبر نزعه الشرعية عن نتائج الانتخابات مسبقاً في حال عدم فوز ترامب بها.

وخلص فريدمان إلى أن المخرج الوحيد لبلاده من مخاوفها الراهنة يكمن في فوز ترامب أو خسارته خسارة ساحقة لا يمكنه التشكيك فيها.

ومع تمسك ترامب بخطابه الشعبوي وإصراره على التشكيك المسبق في أي نتائج لا تضمن حصوله على ولاية ثانية، فإن خبراء ومتخصصين يجزمون بأن الفائز في هذه الانتخابات لن يعرف ليلتها، كما هي العادة.

مخاوف الحرب الأهلية، نقلها الكاتب الصحفي المصري، محمد البديوي، الذي كشف أن فرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاجتياز الانتخابات الأمريكية الحالية أقل من منافسه جو بايدن، حسب كل استطلاعات الرأي في أمريكا.

وأوضح البديوي، أن هناك تخوفًا من نشر الفوضى حالة عدم فوز ترامب، خاصة أنه لا توجد قيود على شراء السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية.

واستطرد: أنه بالأمس، تتبع أنصار ترامب بالأسلحة حملة بايدن التي كانت ذاهبة إلى تكساس، وهو ما أصاب الحملة بالرعب وقررت عدم استكمال نشاطها.

ونوه بأن ترامب أشار لأتباعه وقال لهم تراجعوا وانتظروا، وصرح لهم أيضا بأنه يريد أن يشكل جيشًا داعمًا لترامب.

ذرائع ترامب

مع ظروف جائحة كورونا الحالية، والتي كبدت العالم ما يُقرب من 47 مليون مصاب، كان نصيب الولايات المتحدة منهم زُهاء 9.5 مليون، ذهب منهم أكثر من 1.2 مليون شخص حول العالم، بينهم ما يزيد عن 236 مليون أمريكي، حيث فرضت خاصية التصويت عبر البريد، تحاشيًا لمزيد من الانتشار للعدوى الفتاكة.

التصويت بالبريد في الولايات المتحدة

ومع الآلية الجديدة للتصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتوقع كثيرون أسابيع من الفوضى القانونية؛ خاصة أن الرئيس أصر في مناسبات مختلفة على أن الديمقراطيين “سيستولون” على عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد لتزوير نتائج التصويت.

وقد أعدّ ترامب ذريعته لرفض النتائج مسبقاً عندما قال، الخميس 24 سبتمبر: “الديمقراطيون يزوّرون انتخابات 2020″، وذلك بعدما عثر على مجموعة من بطاقات الاقتراع التي تم إرسالها بالبريد والمخصصة لترامب في مكتب انتخابي في بنسلفانيا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 1

ويتّفق الخبراء هذا العام مع ترامب على نقطة رئيسية واحدة؛ نظراً للارتفاع الهائل في عدد الأصوات المرسلة عبر البريد بسبب فيروس كورونا والأنظمة غير المختبرة مسبقاً للتعامل مع هذه الأصوات فقد تكون نتائج الانتخابات المبكرة غير مكتملة وعرضة للطعن.

وأشار مشروع “ترانزيشن إنتيغريتي بروجيكت”، الذي يضم مجموعة من الأكاديميين والمسؤولين الحكوميين السابقين الذين يدرسون المشكلات المحتملة التي ستتخلل الانتخابات المرتقبة إلى أنه “من المرجح أن الفائز لن يكون معروفاً ليلة الانتخابات“.

وأوضحت المجموعة التي تضم أعضاء ديمقراطيين وجمهوريين أنها تتوقع فترة من “الفوضى” القانونية والسياسية التي يمكن استغلالها من قبل الأحزاب.

سيناريوهات أخرى

وفي توقعات، حول ردود الفعل المتوقعة، من احتمال عدم اعتراف ترامب بنتائج الانتخابات، والاستعداد لانتقال السلطة سلميًا، إلى منافسه، حال فوزه بالماراثون الرئاسي، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حال فوز جو بايدن، ورفض دونالد ترامب تسليم السلطة، مشيرا إلى أن هناك مخاوف على مستقبل المؤسسة الأمريكية والقيم الديمقراطية.

الجيش الأمريكي

وشدد «فهمي» على أن الجيش الأمريكي من المحتمل أن يتدخل حال خسارة ترامب، ورفض تسليم السلطة لجو بايدن.

في سياق آخر، أعلنت عدة جماعات ناشطة سياسيا في الولايات المتحدة اعتزامها الخروج في مظاهرات الأسبوع المقبل إذا بدا أن الرئيس ترامب يتدخل في عملية فرز الأصوات أو في نتائج التصويت غداة الانتخابات.

وتزعم هذه الجماعات أنها تمثّل ملايين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وفقا لوكالة “رويترز” للأنباء.

وقال ائتلاف “احمِ النتائج” الذي يضم أكثر من 130 جماعة إنه أعدّ لنحو 400 تجمُّع حتى الآن.

ويستعدّ المشاركون للخروج في مظاهرات حاشدة فور تسلُّم رسائل قصيرة بدءًا من بعد منتصف يوم الأربعاء الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني غداة يوم الانتخابات.

على الجانب الآخر، يستعد ما لا يقل عن 150 شخصا، بيهم كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، لنقل السلطة إلى المرشح الديمقراطي جو بايدن، إذا فاز بالانتخابات المقرر إجراؤها، الثلاثاء المقبل.

وقالت قناة “سي إن إن” -نقلا عن مصادر مطلعة- أنه بسبب تهرب ترامب مؤخرا من الإجابة على أسئلة حول انتقال سلمي للسلطة وشكوكه في نزاهة الانتخابات، فإن فريق بايدن يستعد أيضا لمواجهة عقبات محتملة من الرئيس الحالي وأنصاره خلال الفترة الانتقالية.

وبحسب المصادر ذاتها فإنه من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يعملون على التحضير لنقل السلطة إلى بادين في حال فوزه في الانتخابات، قد يصل إلى 300 شخص.

ربما يعجبك أيضا