قبيل الانتخابات الأمريكية.. إليك ما نعرفه عن ولايات الحسم والهيئة الانتخابية

أسماء حمدي

رؤية

في الثالث من نوفمبر الجاري يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس دونالد ترامب ومرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن.

لكن الأمر ليس مرهونًا بتوجيه الناخبين لصناديق الاقتراع مباشرة وإعلان النتيجة بعد فرز الأصوات، بل تعتمد انتخابات الرئاسية الأمريكية على الاقتراع العام غير المباشر، وفي نهاية المطاف يحدد المجمع الانتخابي هوية الرئيس بصرف النظر عن حصوله على غالبية أصوات الناخبين.

ويتعين على المرشح الرئاسي الحصول على الغالبية المطلقة من أصوات الهيئة الناخبة، والتي تعادل 270 من 538 صوتًا، للفوز في الانتخابات.

ويعود نظام الانتخاب الرئاسي بالاقتراع العام غير المباشر إلى القرن الثامن عشر، وفي عام 1787،  حدد الدستور تقليدًا انتخابيًّا بتشكيل هيئة انتخابية مكونة من مجموعة المواطنين الذين تعينهم الولايات للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائبه نيابة عن جميع المواطنين في الولاية، وتكون بمثابة نموذج مصغر للانتخابات غير مباشرة.

وتضم الهيئة الانتخابية  المكونة من 538 ناخبا، 435 عضوا في الكونجرس (مجلس النواب) و100 عضوا في مجلس الشيوخ، إضافة إلى 3 آخرين من مقاطعة كولومبيا.

وبعد فرز أصوات الناخبين على مستوى الولايات، تنتقل العملية الانتخابية إلى الهيئة الانتخابية للتصويت على اختيار الرئيس ونائبه في أول يوم اثنين في أعقاب ثاني يوم أربعاء في شهر ديسمبر من عام الانتخابات.

ولكل ولاية عدد محدد من أعضاء الهيئة الانتخابية، نسبةً إلى مساحة وعدد سكان كل ولاية وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس الأمريكي، ما قد يغير الحسبة برمتها، ويجعل التنبؤ بنتيجة الانتخابات صعبًا.

الجمعة الماضية، تم الانتهاء من التصويت المبكر للانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث أدلى نحو 85 مليون أمريكي بأصواتهم في الانتخابات، قبيل موعد الانتخابات المقرر في الثالث من نوفمبر المقبل.

ويشير التصويت المبكر إلى إقبال قياسي محتمل على التصويت في الانتخابات التي يتنافس فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، فضلاً عن وعي الناخبين بالإجراءات الاحترازية التي تتزامن مع وباء كورونا.

الولايات الحاسمة

العاصمة الأمريكية «واشنطن»، ليست ممثلة في الكونجرس الأمريكي، وبالتالي لا تحتسب أصوات الناخبين المقيمين فيها.

وولاية كاليفورنيا، أكبر الولايات من حيث عدد السكان، لها 55 صوتًا في المجمع الانتخابي، في حين يبلغ عدد أصوات فلوريدا 29 صوتًا، وتملك ولاية داكوتا الشمالية 3 أصوات فقط.

 وهناك 6 ولايات أساسية للوصول إلى البيت الأبيض، هي فلوريدا وكارولاينا الشمالية وأريزونا وويسكنسن وبنسيلفانيا وميتشيجان، لارتفاع عدد أصوات الهيئة الانتخابية بها.

وتبقى ولاية فلوريدا، ثالث أكبر ولاية من حيث عدد السكان، ذات أهمية خاصة ضمن الست ولايات الأساسية، خاصة لترامب، فلم يفز أي مرشح جمهوري بالرئاسة من دون فلوريدا منذ كالفين كوليدج في عام 1924، وفي انتخابات 2016 التي تفوق فيها ترامب على هيلاري كلينتون بفارق 1.2 نقطة مئوية.

ويعيش في فلوريدا نحو 20.2 مليون شخص، بينهم 24.5% من أصول لاتينية، كما أنها ولاية معروفة بسكانها المسنين، وهي الشريحة العمرية التي تميل إلى التصويت للديمقراطي جو بايدن.

ومع ذلك فإن مناطق تمتد بالولاية من ميامي إلى بالم بيتش تميل لانتخاب الديمقراطيين، في حين يهيمن الجمهوريون على الأجزاء الشمالية والجنوبية الغربية من الولاية.

وحول بقية الولايات، يبقى عاملا الحسم والتأرجح فيها مرهونين بعدة أسباب، هناك ولايات تميل نسبيًّا إلى انتخاب المرشح الجمهوري المحافظ مثل جورجيا، 16 صوتًا، وأريزونا، ونورث كارولينا، وتكساس، 38 صوتًا، وأوهايو، 18 صوتًا، وأيوا، 6 أصوات، وأخرى تميل نسبيًّا إلى المرشح الديمقراطي مثل ميتشيجان، 16 صوتًا، وفلوريدا، 29 صوتًا، ومينيسوتا، ونبراسكا، ونيوهامبشاير، وبنسلفانيا، 20صوتًا، وويسكونسن، 10 أصوات.

توجد الولايات يمثل فيها الدين عاملاً حاسمًا في اختيار المرشح، مثل ولاية نورث كارولينا، وبعضها يعيش فيها مختلف شرائح المجتمع الأمريكي، لذا فإن اختياراتهم ترتبط بالأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية عمومًا بصرف النظر عن ميلهم النسبي بين الديمقراطيين والجمهوريين.

أما ولاية كارولينا الشمالية التي تضم أكثر من 10 ملايين نسمة وتحظى بـ15 مقعدًا في الهيئة الانتخابية، تعد نموذجًا للولايات المتأرجحة، ويعيش فيها أشخاص من مختلف شرائح المجتمع الأمريكي.

أما المناطق الحضرية فتميل  إلى التصويت للحزب الديمقراطي، في حين تميل المناطق الريفية إلى الجمهوريين، لذا فإن ميزان التوجه نحو المرشح الديمقراطي والجمهوري مرهون بلون البشرة أيضًا، فالولايات التي يشكل فيها البيض النسبة الأكبر من سكانها، تختلف عن نظيراتها التي يشكل فيها السود قوة تصويتية كبيرة.

وفي ولاية ويسكونسن يشكل فيها البيض النسبة الأكبر من سكان الولاية، ولديها 10 أصوات في المجمع الانتخابي، إلا أن الأحداث الساخنة التي شهدتها، في أغسطس الماضي، بعد مقتل مواطن من أصل أفريقي على يد شرطي، قد تغير توجهات الولاية التصويتية.

 وفي ولاية مينيسوتا التي شهدت كبرى مدنها مينيابوليس مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلوريد، في مايو الماضي، على يد شرطي، وفجر الحادث الاحتجاجات في عدد كبير من الولايات للمطالبة بالمساواة بين البيض والسود بالكامل والقضاء على جميع أشكال العنصرية، وانتقلت الاحتجاجات ضد العنصرية من أمريكا إلى القارة الأوروبية.

ويرى مراقبون أن هناك انخفاضا في إقبال الناخبين السود عمومًا في أمريكا، وهو ما ظهر في انتخابات 2016، حيث تراجعت نسبة تصويت السود من 66.6% عام 2012 إلى 59.6% عام 2016، وهو تراجع حاد لم يحدث منذ 20 عامًا.

ووفق إحصاءات عام 2019 الرسمية، يبلغ تعداد الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية نحو 44 مليونًا، بنسبة أقل من 14% من السكان.

ويعيش المواطنون ذوو الأصول الإفريقية في عدد من المدن الأمريكية، مثل نيويورك التي تضم أكبر كتلة منهم، وشيكاجو ونيو أورليانز بولاية لويزيانا، وبالتيمور، وميريلاند وجورجيا وممفيس، وتينيسي، وواشنطن.

وينعزل الأمريكيون ذوو الأصول الإفريقية، في مناطق وأحياء خاصة على امتداد الولايات المتحدة، كحي «هارلم» الشهير في نيويورك، و«مونت كلير» في نيوجيرسي، و«رستون» في فيرجينيا، و«يونيفرستي بارك» في إلينوي.

يشير استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «لانجر» للأبحاث لصالح شبكة «آي بي سي نيوز» الأمريكية إلى تقدم الديمقراطي جو بايدن على منافسه الجمهوري ترامب، وأظهر أن الناخبين الأمريكيين المسجلين يفضلون بايدن على ترامب بنسبة 53% إلى 41%.

كما أظهر استطلاع للرأي أجري بناء على طلب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، شمل 1205 أشخاص في أمريكا، تقدم بايدن بنسبة 57% من المشاركين في الاستطلاع مقابل 41% من العينة صوتوا لصالح ترامب.

لكن لا يمكن التأكد من نتائج الاستطلاعات؛ ففي انتخابات عام 2016 خسر ترامب في استطلاعات الرأي، لكنه فاز بأصوات الهيئة الانتخابية ليصبح الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا