16 عاما على رحيل «زايد الخير».. ذكرى ملهمة للأجيال

محمود طلعت
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"

محمود طلعت

تحل اليوم الإثنين (2 نوفمبر 2020) ذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها الحديثة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي الذكرى التي تظل دائمًا حاضرة في عقول وقلوب أبناء الإمارات.

ويستذكر أبناء الإمارات قائد مسيرة توحيدهم ونهضتهم المؤسس الراحل باعتزاز وتقدير على ما حقق لهذه الدولة ولمواطنيها من خير كثير عندما وحد الجميع وحقق لهم الأمن والأمان بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حكمته وعمله الدؤوب فكانت أمنا وأمانا وبناء ورخاء.

ذكرى رحيل «زايد الخير»

رغم مضي 16عامًا على رحيله ما زالت دولة الإمارات تقطف ثمار غراس زايد الخير، سائرا على نهجه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في إكمال المسيرة لتكون الإمارات دائما وأبدا في القمة.

ومسيرة الشيخ زايد مثل الأشياء الثمينة التي لا تطالها أغبرة الزمان بل تظل براقة بتفاصيلها النفيسة وتمر ذكرى رحيله عاما تلو آخر وسيرته العطرة لا تزال تعبق بها الأمكنة والتواريخ.

وتوفي الشيخ زايد في 2 نوفمبر عام 2004م، بعد أن قدم لبلاده الوحدة بين مختلف إماراتها والعديد من الإنجازات الأخرى التي تقف شاهدة على مدى إخلاص هذا الرجل لبلاده وعمله الدائم من أجل التقدم بها وتحقيق الرخاء لها.

خـــــدمة الوطن والمواطن

اقترن اسم الشيخ زايد -رحمه الله- على الدوام بالعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم وأصبحت الإمارات في عهده من أهم الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم.

وكرس المؤسس الراحل جل تفكيره ومجهوده في خدمة الوطن والمواطن منذ توليه مهام ممثل الحاكم في مدينة العين بالمنطقة الشرقية في العام 1946 إلى توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس 1966 وحتى انتخابه رئيسا للدولة بعد إعلان اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971.

زز2

قيادة فذة ورؤية حكيـــــمة

امتلك الشيخ زايد موهبة القيادة الفذة المعززة بروح التضحية وحين يرى الشعب قائده أول من يضحي وآخر من يغمض له جفن فإنه لن يكون إلا وراء قائده ولن يتوان عن تقديم أغلى ما يملك روحا ودما من أجل قائده.

إن ما كرسه الشيخ زايد من نهج ورؤى لم تزل ترصع جبين الوطن وجعلت الإمارات مضربا بهيا للأمثال بين الشعوب عبر رجل علمته الصحراء النظرة الصافية والثاقبة لمواجهة المحن والشدائد.. علمته أن الإنسان هو المفتاح السحري لبناء الوطن وهو ما ينتهجه خير خلف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات.

قيادة الاتحاد بحكمة وصبر

وتمكن الشيخ زايد من قيادة مسيرة الاتحاد بحكمة وصبر رغم العديد من التحديات والصعاب التي اعترضت طريق البناء والازدهار ولم يعمل فقط على بناء الاتحاد بل جاهد وكافح وصبر من أجل الحفاظ عليه واستمراره وإعلاء صروحه.

وحقق الكثير من الإنجازات والتحولات الحضارية للإمارات وشعبها قبل رحيله بفضل الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والبنية الأساسية المتطورة التي أنجزها والاستراتيجيات الاقتصادية والمالية التي انتهجها.

دبي تطلق معرض صور للشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان 2

الاستثمار في الإنســـــــان

ويعد أكبر وأعظم استثمار أنجزه زايد الخير استثماره في الإنسان، حيث بنى -رحمه الله- نهضة الإمارات الحديثة لبنة لبنة وزرع جنتها شجرة شجرة ونقلها من حياة البداوة والصحراء إلى مصاف الدول العالمية المزدهرة والراقية.

وكرس الشيخ زايد سنوات حكمه لبناء الإنسان والعمران والتنمية لإيمانه بأن الحكم ليس استئثارا بل هو عطاء دائم ومتنام فأنشأ المدن وأقام القرى الجديدة ووزع الأراضي وعزز الاقتصاد ونشر الأمن والرخاء بين المواطنين وحول الصحراء إلى واحة خضراء.

النهوض بالوطن والتعليم

وآمن الشيخ زايد بأن النهوض بالوطن يبدأ من التعليم فانطلقت على يديه مسيرة التعليم الجامعي من الصفر حيث إنشاء أول جامعة “جامعة الإمارات” في العام 1977 في مدينة العين وكليات التقنية العليا في العام 1988 ثم جامعة زايد في العام 1998 ليصل عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالدولة إلى قرابة 40 مؤسسة.

Sheikh Zayed

إنجازات وطنية وعالميـــة

وسيظل رصيد المؤسس الراحل زاخرا بالإنجازات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية حيث بدأ سنوات حكمه وهو مصمم على أن تتحول أبوظبي لأن تكون ضمن أفضل خمس حكومات في العالم.

وانطلقت عمليات التطوير والبناء بإرساء قواعد الإدارة الحكومية السليمة وبناء المؤسسات التنظيمية والمالية والإدارية والمرافق والدوائر الحكومية التي تتولى الإشراف على تنفيذ مشاريع التنمية.

وينظر العالم اليوم بانبهار إلى تجربة زايد الخير لأن الإمارات ما زالت على قلب واحد لتحقيق رؤيته. كما ويقرأ الجميع بإعجاب قصة كفاح مؤسس وزعيم ومسيرة وطن بدأها زايد وناضل خلالها كل ما يعترض طريق البناء والتنمية والرخاء.

وأنجزت في عهده الزاهر بنية أساسية متطورة شملت تشييد شبكة واسعة من المطارات والموانئ الدولية وشركات الطيران العالمية إضافة إلى الطرق الداخلية والخارجية الحديثة والجسور والأنفاق والمطارات والموانئ وغيرها من مشاريع البنية الأساسية المتكاملة التي وضعتها في مصاف الدول العصرية المتقدمة في العالم.

وقبل رحيله أطلت الإمارات على العالم الخارجي من خلال مطارات دولية في كل من أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة والعين.

ربما يعجبك أيضا