كتبت – أميرة رضا
تتجسد معاني الوحدة الوطنية بكل أشكالها ومعانيها في ذلك اليوم، الذي يقف فيه الشعب الإماراتي صفًا واحدًا لتحية راية الدولة في “يوم العلم”، لتقديم نموذج مشرف لمظاهر التلاحم بين أبناء الوطن الواحد.
يوم العلم الإماراتي، الذي تحتفل به دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثالث من نوفمبر من كل عام، في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتجسد مشاعر الوحدة الوطنية، والسلام بين أبناء الدولة، فضلًا عن تعزيز الشعور بالانتماء للوطن وترسيخ صورة الإمارات ودعم سيادتها.
عن العلم
تم اعتماد العلم الإماراتي الحالي بألوانه الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، التي ترمز للوحدة العربية، في الثاني من ديسمبر عام 1971، حيث رفعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، بين يديه في اليوم ذاته، ليعلنه حينها علمًا لدولة الإمارات المتحدة، كدولة مستقلة ذات سيادة.
وكان تصميم العلم من نصيب عبد الله محمد المعينة -الذي شغل بعدها منصب وزير مفوض في وزارة خارجية الإمارات- بعد أن تقدم للمسابقة نحو ألف و30 تصميمًا، تم اختيار ستة منها كترشيحات مبدئية، ومن ثم وقع الاختيار على العلم الحالي.
وفي الحادي والعشرون من ديسمبر في العام ذاته، نص مرسوم إنشاء العلم حينها، على مقاييس وشكل وألوان العلم، بأن “يكون مستطيل طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل، القسم الأول منها لونه أحمر بشكل طرف العلم القريب من السارية، طوله بعرض العلم وطول عرضه مساو لربع طول العلم، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فهي تشكل باقي العلم وهي أفقية متساوية”.
وقد استلهم المعينة ألوان العلم من الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر العربي صفي الدين الحلي ومطلعها: “بيض صنائعنا خضر مرابعنا.. سود وقائعنا حمر مواضينا”.
يوم العلم
وكأنه كان يرى صورة الإمارات يومًا بعد يوم وهي تزداد حضارة وتقدمًا، فأراد أن يضفي على ذلك ببهجة وسعادة لألوان العلم التي تزدهر عامًا تلو الآخر، ليعلنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2013، كمناسبة وطنية في الثالث من نوفمبر، لترفرف هذا اليوم الرايات فوق كل بيت إماراتي.
وفي هذا اليوم، تقوم الدولة ممثلة في حكومتها وشعبها والمقيمين فيها، بإقامة الأنشطة والفعاليات على شكل احتفالات، وتزدان كل الشوارع بالعلم الإماراتي، الأمر الذي عزز على مدار السنوات الماضية من قيمة الترابط والتلاحم الوطني بين أبناء الشعب الواحد.
وبالتدريج، تقوم مؤسسات القطاع العام ممثلة في الوزارات برفع الأعلام في هذا اليوم، ثم مؤسسات القطاع الخاص، وبعد ذلك يقوم كافة أبناء الشعب الإماراتي والنساء والأطفال برفع علم الدولة على مختلف المباني في كل إمارة، استعدادًا للاحتفالات، وتعبيرًا عن مدى المحبة والولاء للقيادة الإماراتية.
ومن جانبه، جرم القانون الاتحادي رقم 2 لعام 1971، في مادته الثالثة، كل من أسقط أو أتلف أو أهان بأية طريقة كانت علم الاتحاد، أو علم إمارة من الإمارات الأعضاء في الاتحاد، أو علم إحدى الدول الأخرى، كراهية أو احتقارا لسلطة الاتحاد، أو الإمارات، أو لسلطة تلك الدول.
ويعاقب من يرتكب ذلك الجرم بالحبس لمدة لا تتجاوز ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على ألف درهم إماراتي.
القيادات تفتخر براية العزة
تزينت شوارع وميادين كل إماراة بدولة الإمارات المتحدة، منذ صباح اليوم الثلاثاء، وعلى فور شاركت كل فئات الدولة في الاحتفالات بداية من القيادات العليا للدولة، ونهاية بأبناء الشعب الإماراتي الحبيب.
ومن جانبه، قال الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم إمارة دبي، في هذه المناسبة: “يرتفع علمنا، فيرتفع فخرنا.. ترفرف راياتنا، ومعها ترفرف في ساحات العز أمجادنا.. تقف شامخة سوارينا، لتعبر عن شموخ وعزة شعبنا.. تحلق في السماء أعلامنا.. ومعها تحلق أرواح شهدائنا التي سالت دفاعًا عنها”.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في هذه المناسبة، بتقديره واعتزازه لراية العزة التي يفخر بها جموع الشعب الإماراتي.
وقال في هذا الصدد: “في يوم العلم يزداد فخرنا براية العز والمجد التي تظلنا.. ويتعمق تصميمنا على أن نبقيها دائمًا رمزًا عالميًا للتميز والتقدم والتفرد.. واليوم ونحن نرفع العلم عاليًا فوق رؤوسنا نستلهم من دماء الشهداء التي سالت دفاعًا عنه، القوة والعزم لجعل الإمارات في المقدمة في كل المجالات”.
وشارك الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في الاحتفالات، قائلًا: “تشرفت اليوم نيابة عن الشيخ عبدالله بن زايد برفع علم الإمارات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي”.
وتابع: “الاحتفال بعلمنا لحظة إجلال تعزز هويتنا وانتماءنا وفخرنا بالوطن وقيادته”.
وشهد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الاحتفالية التي نظمتها وزارة الداخلية لرفع علم الدولة على سارية مبناها، بالتزامن مع رفعه عاليًا خفاقًا على مباني إدارات وقطاعات الوزارة كافة، ومباني القيادات العامة للشرطة.
وكانت مراسم الاحتفال قد بدأت بعزف سلام العلم، تزامنًا ثم عزفت موسيقى الشرطة السلام الوطني، وبعد ذلك غرد الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، عبر “تويتر”، قائلًا: “يوم العلم.. هو يوم رفع الجباه افتخارًا بدولة الاتحاد التي تتقدم بقوة وعزيمة قيادتها الرشيدة.. ترتقي سلم التقدم ومراتب الإنجازات العالمية.. تحت ظلال الازدهار والسلام والتسامح.. ونشر الخير في ربوع بلادنا وفي العالم.. انطلاقاً من القوة والأخوة والتآزر الإنساني”.
ومن جانبه، أكد الشيخ هزاع بن زايد، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في هذه المناسبة على أهمية تجديد العهد والولاء بصيانة العلم خفاقًا عاليًا في سماء الازدهار والمجد.
وتوجه هزاع بن زايد بأسمى التهاني والتبريكات لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، والشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد وحكام الإمارات وأولياء العهود.
وقال: “مجددين عهد الوفاء والولاء بأن نصون الراية واحدة موحدة عالية خفاقة في سماء المجد والتقدم والازدهار”.
ومن جانبه، شارك الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ورئيس المجلس التنفيذي للإماراة، في احتفالات الدولة بيوم العَلَم، حيث قام برفع عَلَم الدولة ضمن فعالية تم تنظيمها اليوم لهذه المناسبة في منطقة الشندغة التاريخية في دبي.
وقال ولي عهد دبي بهذه المناسبة: “سيبقى علم الإمارات عنوانًا لمكانتها بكل ما ارتبط به من معاني الخير والسلام والنماء.. وستظل هذه الراية الأبيّة حافزًا لنا جميعًا لمزيد من البذل والعطاء.. ودافعًا لإطلاق الطاقات وتطوير القدرات ومضاعفة العمل للوصول بوطننا إلى أعلى مراتب التقدم والرِفعة والرخاء”.
وتوالت التعليقات، والمباركات في هذه المناسبة الوطنية، من كبار الدولة والمسؤولين، افتخارًا بدولة الاتحاد التي تتقدم بقوة وعزيمة قيادتها الرشيدة.
تويتر يشتعل بـ”يوم العلم”
وفي هذه المناسبة التي تتجلى فيها قيم الوفاء لمسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، اشتعل موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بمزيد من المشاركات والتهاني، ليتصدر وسم يوم العلم الإماراتي، قائمة الأعلى رواجًا في الإمارات.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=551972