ساحل العاج.. الحسن وتارا رئيسا بـ«الضربة القاضية»

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

فاز الحسن وتارا، الرئيس المنتهية ولايته في ساحل العاج، في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية بـ 94,27 بالمائة من الأصوات، وبهذا الفوز، الذي جاء في ظل مقاطعة المعارضة للانتخابات، سيتولى وتارا رئاسة بلاده لولاية ثالثة، ووعد واتارا قبل أسابيع بالفوز في الانتخابات بـ”الضربة القاضية” أي من الدورة الأولى، كما حدث في 2015 عندما فاز بأكثرية 83,7 في المئة من الأصوات.

وتنافس مع وتارا (78 عاما) على منصب الرئيس المقبل لساحل العاج، الرئيس السابق هنري كونان بيدييه (86 عاما)، وباسكال افي نغيسان الذي تولى منصب رئيس الوزراء خلال رئاسة لوران غباغبو، والنائب السابق كواديو كونان برتين.

و الحسن عبد الرحمن واتارا ‏ هو سياسي عاجيّ ورئيس ساحل العاج منذ 2011. كما شغل منصب رئيس وزراء ساحل العاج في الفترة من نوفمبر 1990 إلى ديسمبر 1993. وهو حاليا رئيس حزب تجمع الجمهوريين، وهو الحزب الذي يتخذ من شمال ساحل العاج قاعدة له، وكان المسؤول التنفيذي السابق في صندوق النقد الدولي، حيث قاد بلاده بعد سنوات الحرب لتحقق نموا اقتصاديا سنويا لا يقل عن 7% منذ عام 2012، وهو أول عام كامل له في المنصب، وله شعبية كبيرة بين غالبية السكان في ساحل العاج.

النسب

 فيما قال رئيس اللجنة الانتخابية إبراهيم كوليبالي كويبيير، بعد استعراضه النتائج النهائية لقد “انتخب الحسن وتارا رئيسا للجمهورية”، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 53,90%، وحصل واتارا على 3,031,483 صوتا من أصل 3,215,909 ناخبين أدلوا بأصواتهم في الاقتراع التي شهد أعمال عنف، وتمكنت 17601 مركز اقتراع فقط من أصل 22381 من فتح أبوابها، ما أدى إلى تراجع عدد الناخبين المدرجين على القوائم الذين تمكنوا من الإدلاء بأصواتهم من 7,495,082 إلى 6,066,441 ناخبا.

وحصل واتارا بحسب “الفرنسية” على 3,031,483 صوتا من أصل 3,215,909 ناخبين أدلوا بأصواتهم في الاقتراع التي شهد أعمال عنف، وبحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية، فإن المرشح المستقل كواديو كونان بيرتين حل في المرتبة الثانية بحصوله على 1,99% من الأصوات (64011 صوتا).

أسباب ترشح واتارا مجددا

وأوضح رئيس ساحل العاج (كوت ديفوار) مرارا في خطاباته له أن ترشحه للرئاسة، يعود لسببين “حالة القوة القاهرة بعد وفاة مرشح الحزب أمادو غون كوليبالي أوائل يوليو/ تموز الماضي، وأداء الواجب المدني”، والحقيقة أن واتارا كان قد عقد العزم على عدم الترشح للرئاسة مجددا، وكان قد جهز رئيس الوزراء السابق ليكون مرشح الحزب الحاكم، ولكن وفاته غيرت الكثير في ساحل العاج، ففي مارس/ آذار الماضي قال الحسن أمام البرلمان، إنه لن يترشح للانتخابات القادمة، وأعلن حينها أنه يريد فتح الباب أمام جيل جديد، رغم أن دستور البلاد الجديد يتيح له الترشح مجددا، ولكنه قرر ترشيح رئيس الوزراء حينها أمادو/ أحمد غون كوليبالي بدلا عنه، وأكد واتارا -البالغ من العمر 78 سنة حينها- أنه قد بدأ “التهيئة للمغادرة، ولحياتي ما بعد الرئاسة، وبدأت إحياء نشاط معهدي، وإنشاء هيئة، ولكن الإنسان في التفكير والله في التدبير”.

المعارضة العاجية

في حين، قام ناشطون من المعارضة بتخريب بعض مكاتب الاقتراع أو منعها من فتح أبوابها، وأعلنت المعارضة عدم اعترافها بها وقالت إنها أسست “مجلسا وطنيا انتقاليا برئاسة بيدي” زعيمها لتشكيل “حكومة انتقالية”.

ورافقت هذه الانتخابات الرئاسية التي اعتبرتها المعارضة غير دستورية لعدم سماح الدستور بالترشح لولاية ثالثة، توترات كبيرة وأعمال عنف خلفت عشرات القتلى، أثارت قلقا داخل البلاد وخارجها، ودعا معارضون إلى “العصيان المدني” وذهبوا إلى حد إغلاق نحو 5 آلاف مكتب تصويت.

وتقول المعارضة الإيفوارية: إن القانون لا يسمح إلا بفترتين رئاسيتين، في حين يقول الحزب الحاكم إن دستورا جديدا تم تبنيه في عام 2016 غير هذا، وقال عبد الله بن مايت -محامي واتارا، للصحفيين وفقا للفرنسية بعد إعلان المجلس لقراره في العاصمة التجارية أبيدجان- إن هناك مناقشة قضائية تمت بشفافية.. لقد حسم المجلس الدستوري الجدل، وأعتقد أن الإيفواريين سيحسنون صنعا إذا امتثلوا لهذا القرار واحترموا القرار والسلطة التي أصدرته”.

ربما يعجبك أيضا