عصيان في «تيجراي».. و«آبي أحمد» يتوعد ويعلن الطوارئ

محمد عبدالله
آبي أحمد- رئيس وزراء إثيوبيا

رؤية


يبدو أن الأوضاع في إقليم تيجراي في الشمال الإثيوبي تتجه نحو التصعيد، بعدما اتهم رئيس الوزراء آبي أحمد «جبهة تحرير شعب تيجراي» الحزب الحاكم في هذه المنطقة بـ«مهاجمة قاعدة عسكرية فدرالية»، ليعلن «رجل نوبل» عن رد مؤلم على الهجوم.


نزاع محتمل

بإعلان الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ في الإقليم لمدة 6 أشهر، وتوعد «آبي أحمد» برد حاسم، مما قد ينذر بتأجيج الوضع في الإقليم ودخول إثيوبيا – ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث السكان – حربًا أهلية في وقت تشهد فيه البلاد سلسلة من النزاعات الداخلية المتزايدة.

وقال رئيس الحكومة في رسالة عبر حسابه على «تويتر» إن: «جبهة تحرير شعب تيغراي هاجمت معسكرا للجيش (الفدرالي) في تيجراي»، وأضاف أن «قواتنا الدفاعية تلقت الأمر بالقيام بمهمتها في إنقاذ الأمة، وقد تم تجاوز المرحلة الأخيرة من الخط الأحمر».

وكان آبي أكد بعد تصريحاته الأولى، عبر التلفزيون الرسمي أن «القوات غير الموالية» انقلبت على الجيش في ميكيلي عاصمة تيجراي، ودانشا وهي بلدة تقع في غرب المنطقة، وأضاف في خطابه الذي بثه التلفزيون أن قوات الأمن صدت الهجوم على دنشا في منطقة أمهرة المتاخمة لجنوب تيغراي، موضحا أن الهجوم تسبب بسقوط «العديد من القتلى والجرحى وبأضرار مادية».


توريط إريتريا

في محاولة منها للزج بإريتريا في الأزمة الحاصلة، ألبست «جبهة تحرير شعب تيجراي عناصرها بزات عسكرية مثل تلك التي يرتديها جنود الجيش الأريتري من أجل «توريط الحكومة الإريترية في مزاعم كاذبة بالعدوان على شعب تيجراي» بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء.

وفي بيان نشرته وسائل إعلام محلية، قالت حكومة إقليم تيجراي إن قيادة وجنود قيادة الشمال المتمركزة في ميكيلي “قرروا الوقوف إلى جانب شعب تيجراي والحكومة الإقليمية”، بحسب «يورو نيوز عربية» بعدما جرى الحديث عن قطع خدمة الإنترنت عن الإقليم.

مقدمات الأزمة

بيد أن الأزمة الحالية، بدأت بوادرها بعد تصاعد التوتر في الأيام الأخيرة بين أديس أبابا وتيجراي، ورفض قادة الإقليم تمديد البرلمان الفيدرالي لولاية النواب – الوطنيين والمحليين – وقرروا تنظيم انتخابات في منطقتهم في أيلول/سبتمبر، في تحد واضح لقرار الحكومة، بتأجيل الانتخابات بسبب انتشار فيروس كورونا، مما سمح بتمديد فترة الحكومة التي كان من المقرر أن تنتهي صلاحيتها الدستورية في أكتوبر المقبل إلى عامًا آخر.

لم يكن هذا هو الخلاف الأول من نوعه مع قومية التيجراي الأقل سكانًا فتمثل 6.1% من سكان إثيوبيا والأكثر تأثيرًا، بل عمَد «آبي أحمد» منذ قدومه للسلطة إلى اتباع سياسة تقوم على تقليص الأقلية الأكثر تأثيرًا وخلق جبهات لتعميق النزاعات الداخلية على السلطة بدلًا من إفشاء السلام والوحدة بحسب سياساته الإصلاحية المعلنة.

حلم الانفصال

تميز خطاب «ديبرصيون جبريميكيل»، رئيس جبهة تحرير التيجراي في الذكرى 45 لتأسيس جبهته بالاحتفالات التي تميزت بعسكرة واضحة وغاب عنها الفيدراليون، وهدد بانفصال الإقليم عن إثيوبيا.

تضم تيجراي جزءا كبيرا من الأفراد والمعدات العسكرية للدولة الفيدرالية، وهو إرث الحرب التي وقعت من 1998 إلى 2000 بين إثيوبيا وإريتريا الواقعة على حدود الإقليم.

رغم تطمينات مسؤولو تيجراي مؤخرا أنهم لن يبدأوا نزاعا عسكريا، وقال غيتاتشو رضا، المسؤول البارز في الجبهة، لـ«وكالة فرانس برس» الأسبوع الماضي “لن نكون أول من يطلق النار ولا أول من يفشل”، فقد حاول «أبي أحمد» دخول الوسطاء كالاتحاد الأفريقي ورجال الدين في إثيوبيا لردع الجبهة عن قرارها لكن دون جدوى.

ربما يعجبك أيضا