بعد اتهامه بجرائم حرب.. رئيس كوسوفو هاشم ثاتشي يقدم استقالته

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

بعد تأكيد المحكمة الخاصة بكوسوفو اتهامه بارتكاب جرائم حرب، قدم رئيس كوسوفو هاشم ثاتشي استقالته، قائلا «أستقيل اعتبارا من اليوم».

وقال هاشم ثاتشي (52 عاما) الذي سيتجه إلى محكمة لاهاي لاستجوابه من قبل المدعي المعني بجرائم الحرب في كوسوفو، إنه سيثبت للمحققين الذين يتحرون في الادعاءات المتعلقة بالنزاع المسلح الذي دار بين عامي 1998 و1999 إنه لم يرتكب أي مخالفات جنائية أثناء الحرب مع صربيا.

ويواجه ثاتشي عشر تهم قُدِّمَت لوائحها في 24 أبريل، إلى المحكمة الخاصة بكوسوفو التي أُنشئت في 2015 والمفوّضة بالتحقيق في جرائم يُشتبه في أن مقاتلين انفصاليين من ألبان كوسوفو ينتمون إلى «جيش تحرير كوسوفو»، ارتكبوها واستهدفت خصوصاً الصرب، وغجر الروما، والمعارضين.

واتهم مدعي عام المحكمة في لاهاي ثاتشي وهو قائد لجيش تحرير كوسوفو بالمسؤولية الجنائية عن قتل ما يقرب من 100 من المعارضين السياسيين للصرب والغجر وألبان كوسوفو، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بما فيها الإخفاء القسري والاضطهاد والتعذيب.

من جانبها اعتبرت الولايات المتحدة أن الأمر يتعلق بـ«خطوة نحو العدالة والمصالحة»، وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية «إن هذا الإعلان ضروري لتعزيز سيادة القانون والعدالة للضحايا في كوسوفو، وللسماح للبلاد بقلب صفحة هذه الفترة الرهيبة».

ويمثل القائد الانفصالي السابق الذي يرأس بلاده منذ 2016 أمام المحكمة ومسؤولون آخرون، بينهم رئيس حزب كوسوفو الديمقراطي قدري فيسيلي، حيث يتهم المشتبه بهم الآخرون أيضا في المسؤولية الجنائية عن جرائم قتل تشمل مئات من الضحايا معظمهم من الألبان كما تشمل معارضين سياسيين.

وأشارت المحكمة الخاصة إلى أنّ ثاتشي وفيسيلي قادا حملة سرية لإبطال القانون الذي أنشأ المحكمة وإعاقة عملها، وذلك لضمان عدم مثولهما أمام القضاء، ورفض فيسيلي الاتهامات، قائلا إن «بيان المدعي العام محاولة جديدة لإعادة كتابة التاريخ»، متهماً إياه بأن لديه دوافع «سياسية».

مفاوضات

وفي 8 مارس 2011، بدأت بلغراد وبريشتينا مفاوضات لتطبيع العلاقات الثنائية ولتفكيك واحدةٍ من أكثر النزاعات الأوروبية تداخلاً وتعقيداً، بالنظر إلى أن النزاع بين الصرب والألبان بشأن كوسوفو يتكئ على أبعاد تاريخية ودينية وثقافية وحضارية.

وجاء إذعان صربيا للانخراط في تلك المفاوضات نتيجة ضغوط مارسها الاتحاد الأوروبي الذي طالب صربيا بالتعاون الإقليمي كشرط مسبق لانضمامها إلى التكتّل.

وعلى وقع تلك المفاوضات، تمكّن الطرفان من حل بعض المسائل الفنية العالقة، مثل إدارة الحدود وتحديد الهوية المناسبة للطائفة الصربية في كوسوفو، ولعل تلك الإجراءات قد أفسحت في المجال لإبرام اتفاق بروكسل لعام 2013 والذي كان يهدف إلى دمج الأغلبية الصربية في شمال كوسوفو.

 لكن تلك المفاوضات، وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات لم تحدث اختراقاً حقيقياً بشأن جوهر النزاع بين البلدين.

وكان من المقرر أن يلتقي ثاتشي ورئيس الوزراء عبد الله هوتي مع وفد صربي في جولة أولى من المفاوضات بوساطة أمريكية بهدف تطبيع العلاقات، وقال هوتي على صفحته على «فيسبوك»: «بسبب التطورات الجديدة، يتوجب علي العودة إلى بريشتينا للتعامل مع الموقف».

وأضاف هوتي، الذي كان في بروكسل لمقابلة مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، إنه أخطر الوسيط الأمريكي ريتشارد جرينيل، وقطع زيارته إلى واشنطن، وإنه سيعود إلى كوسوفو.

كان الموفد الأمريكي ريتشارد غرينيل قال في وقت سابق، في تغريدة، إن «المحادثات التي كانت مقررة السبت» في البيت الأبيض، والرامية إلى إحياء حوار السلام المتوقّف منذ نهاية 2018،  ستجري بين الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء الكوسوفي عبد الله هوتي.

وكان غرينيل أعلن الأسبوع الماضي أن بلغراد وبريشتينا وافقتا على عقد لقاء في البيت الأبيض في محاولة لإحياء الحوار المتعثر بينهما منذ أكثر من عام، وبحسب لائحة الاتهام، يتحمّل تاجي وفيسيلي والمشتبه بهم الآخرون مسؤولية جزائية عن نحو مائة جريمة قتل.

واعتبر حسني غوكاتي رئيس جمعية المحاربين القدامى في كوسوفو، أن المحكمة «ارتكبت خطأ» بالإعلان عن الاتهام قبيل قمة بين كوسوفو وصربيا، واصفا الخطوة بأنها «مسيّسة بالكامل».

واعتبر بروفسور الحقوق في جامعة بريشتينا فيغان كورولي، أن الإعلان عن التهم قد يكون مرتبطاً بالقمة المقررة في 27 يونيو «حيث يمكن أن تشمل المحادثات حل المحكمة الخاصة».

وشدّد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قبضته على السلطة، بعد تحقيق حزبه فوزاً كبيراً في الانتخابات التشريعية على حساب المعارضة.

جيش تحرير كوسوفو

في 1991 تأسس جيش تحرير كوسوفو، وبدأت أول حملة له في عام 1995، عندما أطلق هجمات استهدفت محاكم صربية في كوسوفو.

في 24 مارس 1999، وبعد فشل محاولات الحل الدبلوماسي، تدخل الناتو وبرر حملته في كوسوفو على أنها «حرب إنسانية».

تواصلت الهجمات الجوية لـ78 يوم، وتم التوصل إلى اتفاق يسمح للقوات الصربية بالانسحاب في 9 يونيو، وكانت المهلة 11 يوما، من ضمن الاتفاق شروط لنشر قوات دولية لحفظ السلام.

وبين عامي 1998 و1999، أسفرت حرب كوسوفو بين الألبان والقوات الصربية عن أكثر من 13 ألف قتيل، منهم حوالي 11 ألف كوسوفي ألباني وألفي صربي.

ربما يعجبك أيضا