بايدن على مشارف البيت الأبيض.. وإرث «الترامبية» يترصده

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

تساؤلات عدة حول رئاسة جو بايدن للولايات المتحدة بعد أن أصبح على مشارف البيت الأبيض، وسط استمرار دونالد ترامب بالاعتراض على نتائج صناديق الاقتراع تاركًا إرثًا هائلًا لمن سيخلفه، في وقت تزداد فيه تصريحات النارية لتزيد التكهنات بشأن محاولات اغتيال “بايدن” أو انتزاع الشرعية منه في ظل احتدام الأجواء في صفوف مؤيدي ترامب خاصة أن بعضهم مدجج بالسلاح، لكن حتى في حال خسارة ترامب للبيت الأبيض، ستبقى الترامبية كقوة مجتمعية وثقافية وسياسية قائمة لسنوات ولا يستبعد احتمال ترشح ترامب في المستقبل حال خسارته.

إرث ترامب

مع فارق الأصوات بين ترامب وبايدن وتوقعات بفوز الأخير بكرسي الرئاسة، يتوقع الكثيرون أن المرشح الديمقراطي سيتسلم رئاسة البلاد في أسوأ حالاتها، سواء من جهة الانقسامات التي فاقمتها الحملات الانتخابية أو بسبب أزمة كورونا بعد تسجيل الإصابات أرقامًا قياسية جديدة.

ومن أبرز الملفات التي سيواجهها بايدن في حاله توليه الرئاسة، أزمة البطالة التي يعاني منها الملايين في الولايات المتحدة، فضلًا عن تفاقم الأزمة بين الشرطة الأمريكية وحركة “حياة السود مهمة”، بالإضافة لمفاوضات السلام ونزاعات في الشرق الأوسط والتوتر مع إيران بسبب الاتفاق النووي، والحرب التجارية مع الصين وغيرها من قضايا شائكة بانتظار ساكن البيت الأبيض.

تهديدات بالاغتيال ونزع الشرعية

مع ارتفاع فرص بايدن في الفوز بالرئاسة، تتعالى التصريحات النارية والتهديدات من قبل مؤيدي ترامب باغتيال المرشح الديمقراطي جو بايدن قبل تسلمه السلطة، الأمر الذي لم يستبعده الباحث “دومينيك مويزي” في مقابلة نشرتها “لوباريزيان”، قائلًا: “إنه خطر فعلي بسبب احتدام الأجواء في صفوف مؤيدي ترامب خاصة أن بعضهم مدجج بالسلاح”.

من جهة أخرى، تناولت صحيفة “لوفيجارو” في افتتاحيتها مساعي ترامب لنزع الشرعية عن خلفه المحتمل جو بايدن، وذلك بتعكير فوز خصمه من خلال التشكيك بشرعية انتخابات لم يعد بإمكانه الفوز بها، في وقت استطاع فيه بايدن حتى الآن من تجاوز كل العقبات باعتماده أسلوبًا هادئًا ومغايرًا تمامًا لأسلوب ترامب. ولكن الصحيفة تساءلت كيف سيتمكن بايدن في حال فوزه من ممارسة السلطة في وقت يتم فيه تأليب نصف الشعب الأمريكي عليه وفي وقت قد يعمد فيه مجلس الشيوخ لتعطيل سياسته.

مخاطر الترامبية

التصاريح النارية لترامب تظهر أن ما يجري يتعدى مسألة تداول السلطة بين رئيس جمهوري وآخر ديمقراطي، فقد أصبحت ديمومة الأسس الديمقراطية لقوة عظمى هي الولايات المتحدة على المحك، بحسب صحيفة “ليبراسيون” التي لفتت إلى “أهمية رصد ردّ فعل الحزب الجمهوري ووجوب معرفة مدى تأثره بعدوى الترامبية وما إذا كان الأمر سيجعله يمضي قدما في الحرب التي أعلنها ساكن البيت الأبيض”.

وبحسب الصحيفة فإن ردود فعل الحزب الجمهوري غير مطمئنة حتى الآن ذلك أن الترامبية باتت جزءًا من المشهد السياسي الأمريكي وتطرفها لم يصدم الكثيرين في صفوف اليمين الأمريكي. وخلصت “ليبراسيون” إلى أن “جو بايدن” سيجد نفسه على رأس بلد على حافة الانشقاق وأن مهمته الأولى ستكون تضميد كافة جراح المجتمع الأمريكي سواء كانت جراحا ديمقراطية أو اقتصادية وعرقية او صحية وقد لفتت الصحيفة إلى أن طبع بايدن وسنّه قد يشكلان ورقة رابحة تسمح بتحقيق مثل هذا الإنجاز”.

“حتى لو ذهب ترامب، فالواضح أنه سيترك وراءه إرث الترامبية التي لم تطبع الحزب الجمهوري الأمريكي بطابعها الخطير فحسب، بل أسست شعبيّة ستظل، على الأغلب، فاعلة ومؤثرة لسنوات طويلة مقبلة”.

وتضيف الصحيفة “من الصفات المهمة لهذه الترامبية أنها تشجع على أشكال الصراع والتصدع داخل المجتمع الأمريكي، عبر تعميقها الاستقطابات العنيفة بين التيارات العنصرية البيضاء.

ومن ثم “سواء خسر ترامب البيت الأبيض أم وجد طريقا للبقاء فيه بطريقة ما، فإن “الترامبية” ستكون قوة مجتمعية وثقافية وسياسية قائمة لسنوات”، فهناك كثيرون يرجون وده وستبقى له قاعدة شعبية صلبة، ولا يستبعد أن يسعى إلى الترشح للرئاسة مرة أخرى في المستقبل إن خسرها الآن. تاركًا لخلفه إرثًا هائلًا من الانقسام داخل المجتمع الأمريكي الذي لن يعود كما كان قبل عهد ترامب، وهو الإرث الذي سيحمله بايدن على كاهل سنواته السبع والسبعين.

ربما يعجبك أيضا