النمسا عقب هجوم فيينا.. البقاء بالمنزل وإغلاق مساجد وإيقاف مسؤولين

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

حالة من الرعب شعر بها جميع من ذهبوا إلى المسارح ودار الأوبرا بالنمسا، والتي وقع الحادث الإرهابي بالقرب منها، حيث خرج البعض لمشاهدة العروض الثقافية الأخيرة قبل تطبيق إجراءات الحظر جراء انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتمضي السلطات النمساوية نحو اتخاذ قرارات حاسمة في حربها على التطرف، إذ أكدت أنها ستعمل على إغلاق المساجد المتطرفة، في وقت تأكد فيه توقيف مسؤول أمني نمساوي رفيع عن العمل.

إغلاق مساجد

أكدت الهيئة الدينية الإسلامية في النمسا، أكبر منظمة تمثل المسلمين وتدير 360 مسجدا في هذا البلد، في بيان أنها أغلقت مكانا للعبادة مخالفا لعقيدتها، وقال رئيسها أوميت فورال إن الحرية رصيد ثمين في بلدنا، يجب علينا حمايتها من الانتهاكات بما في ذلك عندما تخرج من صفوفنا.

وتأتي هذه التطورات بعد الهجوم الذي أودى بحياة أربعة أشخاص في وسط العاصمة من طرف شاب نمساوي يحمل كذلك جنسية مقدونيا الشمالية متعاطف مع تنظيم داعش، وقالت السلطات فيما بعد إن اسمه كوجتيم فيض الله، وعمره 20 عاما، وقد قتلته الشرطة بعد تسع دقائق من فتحه النار على المدنيين.

تقصير أمني

وتبحث النمسا كافة السبل لعدم تكرار مثل هذا الحاد الدموي مرة أخرى، ورأت أن الحادث ينم عن تقصير أمني من وزارة الداخلية، ولذا أعلن قائد الشرطة في فيينا، توقيف رئيس مكافحة الإرهاب عن العمل، بعد 4 أيام من الهجوم الذي كشف وجود ثغرات في مراقبة منفذه، خصوصاً أن أجهزة الاستخبارات النمساوية كانت قد تلقت تحذيراً من نظيرتها السلوفاكية بأن المهاجم ذي السوابق المتطرفة حاول شراء ذخائر.

وأقرت النمسا الأربعاء، بحدوث تقصير أمني سمح لمناصر لتنظيم داعش، سبق وصدر بحقه حكم بالحبس في البلاد، بتنفيذ الهجوم. وحكم على فيض الله بالسجن في أبريل من عام 2019، لمحاولته الالتحاق بصفوف المتطرفين في سوريا، لكن أفرج عنه في ديسمبر، قبل أن يقضي كامل فترة عقوبته، ثم يُحال على منظمات تشرف على برامج لاجتثاث التطرف.

إجراءات أمنية

وحث وزير الداخلية النمساوي، كارل نيهامر، السكان على البقاء في منازلهم، وصدر قرار، يوم الحادث، بغلق المدارس، وطلب من أولياء الأمور إبقاء أبنائهم بالمنازل.

وقد أوضح المستشار النمساوي سيباستيان كورتس أن الأربع حالات وفاة جراء الحادث، بينهم رجل وامرأة من كبار السن، وشاب من المارة، ونادلة، ووصف الشرطي المصاب في الحادث بأنه شجاع.

فيما أعلنت المنظمة التي تمثل الجالية اليهودية بالنمسا (أي كي جي) غلق المعابد اليهودية في جميع أنحاء البلاد، وقال إريك نولر مسؤول لجنة الأزمات بالمنظمة إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في جميع المؤسسات اليهودية في أنحاء الدولة، وتم حث الجميع على البقاء في منازلهم، حيث إنه لم يتضح بعد إذا كان الحادث يستهدف الجالية اليهودية أم لا.

أجواء متوترة في أوروبا

ويأتي هذا الهجوم الذي وقع في مدينة عادة ما تكون معدلات الجريمة فيها منخفضة جدا، فيما تسود أجواء متوترة في أوروبا، ففي فرنسا، قتل ثلاثة أشخاص الخميس في هجوم بسكين استهدف كنيسة نوتردام دو لاسومبسيون في نيس (جنوب شرق) نفّذه شاب تونسي وصل أخيرا إلى أوروبا.

وقبل أيام قليلة، شكّل قطع رأس سامويل باتي مدرس التاريخ الذي عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد على طلابه خلال حصة حول حرية التعبير، صدمة في فرنسا وخارجها.

وكانت النمسا حتى الآن بمنأى نسبيا عن موجة الهجمات الإسلامية في أوروبا في السنوات الأخيرة، وفي مارس 2018، هاجم شاب مؤيد للإسلاميين بحسب الشرطة، أحد عناصر القوات الأمنية أمام السفارة الإيرانية في فيينا بسكين قبل أن يُردى. وفي يونيو 2017، قام رجل تونسي المولد بقتل زوجين مسنين في لينز. وصرح وقتها أنه يريد أن يكون عبرة لأنه شعر بالتمييز كأجنبي ومسلم.

ربما يعجبك أيضا