وزير الخارجية الفرنسي في مصر.. الإرهاب والإساءة لنبي الإسلام مرفوضان

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – حملت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إلى مصر؛ العديد من الرسائل بشأن الأزمة الأخيرة التي وقعت بين العالم الإسلام وباريس بسبب الرسوم المسيئة إلى نبي الإسلام محمد بن عبد الله، أبرزها “ضرورة تضافر جميع الجهود لإعلاء قيم التعايش والتسامح بين كافة الأديان، ومد جسور التفاهم والإخاء، وعدم المساس بالرموز، وبراءة الإسلام ونبيه من أي إرهاب”.

“التفاهم والإخاء”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، لمناقشة التعاون المشترك في إطار العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، وسبل تعزيز الجهود لمواجهة تصاعد نبرات التطرف والكراهية في ظل التوتر الأخير بين العالم الإسلامي وأوروبا، أكد الحاجة الملحة لتضافر جميع الجهود لإعلاء قيم التعايش والتسامح بين كافة الأديان، ومد جسور التفاهم والإخاء، وعدم المساس بالرموز الدينية.

وأعرب السيسي في بيان عبر صفحة متحدث الرئاسة السفير بسام راضي بـ”فيس بوك”، عن رفضه التام للأعمال الإرهابية بكافة أشكالها، أو ربط أي دين بأعمال العنف والتطرف، مشيراً إلى التجربة المصرية في ترسيخ مبادئ التسامح ونبذ العنف والفكر المتطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفهم خصوصية كل عقيدة وما تتضمنه من مبادئ، وأن مصر على استعداد للتعاون ودعم مختلف الجهود الدولية لتعزيز هذه المفاهيم.

وشدد وزير الخارجية الفرنسي على احترام فرنسا وتقديرها لكافة الأديان ومبادئها وقيمها، وتطلعها لتعزيز التعاون والتشاور مع مصر لمكافحة ظاهرة التعصب والفكر المتطرف الآخذة في الانتشار، لا سيما في ظل كون مصر منارة للوسطية والاعتدال، إلى جانب نهجها في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر، مشيداً في هذا الصدد بجهود مصر تحت قيادة السيسي، لتحقيق التفاهم والحوار بين أبناء كافة الديانات.

“رفض الإساءة”

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي إن الإساءة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة تمامًا، وسنتتبع من يُسيء لنبينا الأكرم في المحاكم الدولية، حتى لو قضينا عمرنا كله نفعل ذلك الأمر فقط، مكملا: “أوروبا مدينة لنبينا محمد ولديننا، لما أدخله هذا الدين من نور للبشرية جمعاء”.

وتابع شيخ الأزهر: “نرفض وصف الإرهاب بالإسلامي، وليس لدينا وقت ولا رفاهية الدخول في مصطلحات لا شأن لنا بها، وعلى الجميع وقف هذا المصطلح فورًا؛ لأنه يجرح مشاعر المسلمين في العالم، وهو مصطلح ينافي الحقيقة التي يعلمها الجميع”، مردفا خلال حديثه لوزير الخارجية الفرنسية: “إذا كنتم تعتبرون أن الإساءة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حرية تعبير، فنحن نرفضها شكلًا ومضمونًا”.

“لا دبلوماسية”

وبين الطيب أن المسلمين حول العالم (حكامًا ومحكومين) يرفضون الإرهاب الذي يتصرف باسم الدين، ويؤكدون على براءة الإسلام ونبيه من أي إرهاب، لافتا إلى أن الأزهر يمثل صوت ما يقرب من ملياري مسلم، وقلتُ إن الإرهابيين لا يمثلوننا، ولسنا مسؤولين عن أفعالهم، وأعلنتُ ذلك في المحافل الدولية كافة، في باريس ولندن وجنيف والولايات المتحدة وروما ودول آسيا وفي كل مكان، وحينما نقول ذلك لا نقوله اعتذارًا، فالإسلام لا يحتاج إلى اعتذارات.

وتابع شيخ الأزهر:” حديثي بعيد عن الدبلوماسية حينما يأتي الحديث عن الإسلام ونبيه، صلوات الله وسلامه عليه”، مردفا: “حديثي بعيد عن الدبلوماسية حينما يأتي الحديث عن الإسلام ونبيه، صلوات الله وسلامه عليه”، ووددنا أن يكون المسؤولون في أوروبا على وعي بأن ما يحدث لا يمثل الإسلام والمسلمين؛ خاصة أن من يدفع ثمن هذا الإرهاب هم المسلمون أكثر من غيرهم”.

“الرد الفرنسي”

قال وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، إن فرنسا تكن احترامًا عميقًا للإسلام ومكانته في الثقافة والتاريخ والعلوم الفرنسية، وتأمل أن تشجع وتنمي البحوث وتعاليم الإسلام وحضارته وثقافته والتي تخص مؤسسة الأزهر بشكل مباشر، وأهمية صوت الأزهر والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في الدعوة إلى التسامح والاعتدال.

وأضاف لودريان خلال تصريحات صحفية أدلى بها في مؤتمر صحفي بمشيخة الأزهر، عقب لقائه مع الإمام الأكبر، اليوم الأحد، أن المسلمين في فرنسا جزء متكامل من المجتمع الفرنسي، وبإمكانهم أن يمارسوا شعائرهم في مناخٍ محمي من الدولة.

وقال لودريان إن المعركة الوحيدة التي يجب أن نحاربها وبجانب أصدقاء وشركاء مثل مصر هي ضد الإرهاب والتطرف وضد هؤلاء الذين يشوهون الدين لأغراض سياسية، ونحن نفرِّق بين الإسلام وهؤلاء المتطرفين، وأن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب، مضيفًا أنه مع مؤسسة عظيمة مثل الأزهر يجب أن نقاتل ضد هذا الخليط من الكراهية وضلالات المتطرفين الدينية.

ربما يعجبك أيضا