بين الصعود والهبوط.. الذهب يترقب لقاح كورونا المحتمل

كتب – حسام عيد

ضغوط قوية تعرض لها الذهب مع تزايد شهية الإقبال على المخاطرة لدى المستثمرين وسط نتائج أولية تشير لفعالية اللقاح المحتمل ضد وباء كورونا “كوفيد-19” الذي أصابت تداعياته السلبية الاقتصاد العالمي.

وتراجعت أسعار الذهب بشكل كبير بالبورصات العالمية، خلال جلسة يوم الإثنين 9 نوفمبر 2020، ليهبط سعر الأوقية بحوالي 5%، مقارنة بمستواها مع بداية الجلسة، مدفوعة بعمليات جني أرباح بعد إعلان شركة “فايزر” الأمريكية وشريكتها الألمانية “بيونتك” أن فاعلية لقاحهما ضد الفيروس تجاوزت 90%، في نتائج إيجابية.

أكبر هبوط يومي منذ 2013

وتراجعت أسعار الذهب بأكثر من 97 دولارًا عند تسوية أولى تعاملات الأسبوع، بفعل قوة العملة الأمريكية ومكاسب أسواق الأسهم العالمية القوية على خلفية الأنباء الإيجابية حول لقاح محتمل ضد “كورونا”.

وتعرض المعدن الأصفر لأكبر خسائر يومية من حيث القيمة والنسبة المئوية منذ عام 2013، بفعل تزايد شهية الإقبال على المخاطرة لدى المستثمرين وسط نتائج أولية تشير لفاعلية اللقاح المحتمل ضد الوباء الذي أضر النشاط الاقتصادي.

وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية لمستويات قياسية في مستهل تعاملات اليوم، مع مكاسب تتجاوز 1500 نقطة في مؤشر “داو جونز”، قبل أن تتراجع قليلاً وسط التعاملات عن هذه القمة.

وعند التسوية، تراجع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنحو 5% أو 97.3 دولار إلى 1854.40 دولار للأوقية.

كوفيد-19.. سبب المكاسب والخسائر

بلوغ أسعار الذهب مستويات 1959.80 دولارًا في الأيام الأخيرة، وهي الأعلى في شهرين، يعود للتخوفات المتصاعدة بين أوساط المستثمرين من الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى عدم وضوح رؤية الانتخابات الأمريكية.

وأدى انتهاء الانتخابات الأمريكية والإعلان عن الرئيس الأمريكي الجديد إلى تقليل التعرض للذهب كملاذ آمن، فبدأت عمليات البيع وهبوط الأسعار مرة أخرى.

كما أن الهبوط اليومي الحاد لأسعار الذهب تعود بشكل أساسي إلى إعلان “فايزر” و”بيونتك” أن اختبارات لقاحهما لفيروس كورونا انتهت بنجاح، مؤكدة فعالية اللقاح التجريبي وأن نسب الشفاء من فيروس كورونا جراء استخدامه تتجاوز الـ90%، بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وهي الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه.

وقد ساهم التعليق الإيجابي لمنظمة الصحة العالمية عن لقاح شركة فايزر، في تسريع وتيرة هبوط أسعار الذهب بالأسواق العالمية.

وعلى مدار الأشهر الماضية، وتحديدًا منذ ظهور كوفيد-19، تسببت الجائحة الوبائية في ارتفاع الذهب على مدار الأشهر الماضية، مع تفضيل المستثمرين عدم ضخ سيولة في الأصول الخطرة، لكن الإعلان عن اللقاح يبشر بانتهاء الأزمة، مما ينتج عنه تراجع أسعار الذهب، ورفع شهية المستثمرين إلى الاتجاه إلى شراء الأسهم بالبورصات.

وقد حدث ذلك بالفعل خلال تداولات جلسة الإثنين 9 نوفمبر 2020، حيث سجلت المؤشرات الأمريكية والأوروبية قفزات قياسية.

ارتداد بـ1.5%

وبعدما سجلت أكبر تراجع يومي منذ 2013 بفعل الأنباء الإيجابية حول لقاح “فايزر” لفيروس “كورونا”، ارتفعت أسعار الذهب في تعاملات الثلاثاء 10 نوفمبر 2020، حيث اكتسب المعدن زخمًا من آمال تقديم مزيد من التحفيزات في الولايات المتحدة للتخفيف من حدة تداعيات أزمة “كورونا” على الاقتصاد.

وحذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي بمدينة “دالاس” “روبرت كابلان” من أنه رغم تعافي اقتصاد أمريكا من الركود العميق فإن زيادة إصابات “كورونا” لا تزال تشكل مخاطر هبوطية.

وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 1.5% أو بمقدار 27 دولاراً مسجلة 1881.40 دولار للأوقية في تمام الساعة 09:20 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة، كما صعد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 1.1% عند 1884.17 دولار للأوقية.

ضبابية الأفق

ورغم أن التفاؤل بشأن اللقاح، عزز شهية المخاطرة، فإن الضبابية لا تزال تخيم على تداعيات زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، في الولايات المتحدة وأوروبا.

وحقق الذهب، الذي يعد الملاذ الآمن في أوقات الاضطراب، مكاسب كبيرة منذ تفشي فيروس كورونا، وبلغ سعر الأوقية العالمي ذروته في 7 أغسطس الماضي عند 2089 دولارا وسط توقعات بوصول السعر لـ3000 دولارا وأكثر في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تسببت بها الجائحة.

لكن مع ترقب طرح لقاح كورونا المحتمل في مارس 2021، فمن المتوقع أن تتذبذب أسعار الذهب بالسوق العالمي خلال الفترة المقبلة بين 1800 و1900 دولار للأوقية صعودًا وهبوطًا.

ربما يعجبك أيضا