سوء التغذية بين الأطفال.. أزمة إنسانية متفاقمة في اليمن

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله


صراخ لا يكاد يتوقف، حتى يعود من الجوع، مرة أخرى دون فائدة. فلا طعام يسد الرمق، ولا دواء يهدئ آلام الجسد؛ فمعارك الجوع الضارية تضرب بقسوة الأطفال في اليمن، وتلقي بأجسادهم النحيلة على أسرّة المستشفيات لعلها تعيد لهم قليلا من الحياة، أو تسد رمقهم بما تيسر من المغذيات ومنعشات الحياة.

أزمة إنسانية متفاقمة

يعاني الأطفال في محافظة حجة الشمالية من أمراض قاتلة حيث أدى فيروس كورونا ونقص تمويل المساعدات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. حيث سجلت أكبر زيادة بنسبة فاقت 15% ما يعرض أكثر من 98 ألف طفل دون سن الخامسة على الأقل لخطر الموت إن لم يتلقوا العلاج بصورة عاجلة.

وينتشر سوء التغذية الحاد في أوسط أطفال محافظة حجة بشكل متزايد حيث أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» مطلع الشهر الجاري عن تزايد في حالات سوء التغذية في مستشفى عبس بنسبة 30 % مقارنة بالعام الماضي ما يجعل آلاف الأطفال معرضون لخطر الموت وتركهم في معزل يضع حياتهم على المحك.

بحسب المنظمات الإغاثية فإن معدل سوء التغذية بين الأطفال الصغار ارتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في أجزاء من اليمن التي مزقتها الحرب، في ظل نقص المساعدات، وانهيار النظام الصحي ونزوح الآلاف جراء المعارك.

خطر تفشي المجاعة

تصاعد مخيف لحالات سوء التغذية الوخيم، دفع مدير مكتب الصحة في تعز، نداء استغاثة إلى المنظمات الدولية والمانحين لوضع حلول ناجعة للأمن الغذائي على مستوى البلاد.


تقرير منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة تتحدث عن أكثر من نصف مليون حالة من سوء التغذية الحاد جنوب البلاد بحسب دراسة جديدة.

وفي أحدث تغريدة بثها برنامج الأغذية العالمي على «تويتر» قبل يومين، أشار إلى أن ملايين اليمنيين محاصرون من الصراع والجوع، وإلى أن «تكلفة الأغذية الأساسية باتت أعلى من أي وقت مضى».

في السياق نفسه، قالت كلوديا بو، كبيرة مستشاري الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي، إنه من بين 20 منطقة شديدة التأثر: «هناك أربع مناطق نشعر بالقلق من أنها قد تواجه خطراً متزايداً بشأن الوقوع في براثن المجاعة، إذا تدهور الوضع أكثر خلال الأشهر المقبلة، وهي بوركينا فاسو، وشمال شرقي نيجيريا، وجنوب السودان، واليمن».

حصار الحوثي

للعام الثالث على التوالي تعاني المناطق المحررة شمالي حجة من حصار مطبق من ميليشيات الحوثي، إذ تمنع عن آلاف الأسر كافة أنواع المساعدات الانسانية ووصولها إلى هذه المناطق وجعلها بعيدة عن أي مشاريع خيرية ليكتب لها أن تكون في زاوية النسيان وتتركهم فريسة الجوع والمرض.

بين كل هذه التحذيرات بات أنين الأطفال وبكاؤهم غير مسموع في بلد يعيش حرب انقلابية وسياسات متصارعة زادته الجائحة العالمية كورونا سوءا حتى لم يبق في أيدي الناس غير الرضوخ للجوع وترك سوء التغذية يلتهم أطفالهم دون حيلة منهم ولا قوة .

ربما يعجبك أيضا