في افتتاح الدورة السنوية لـ«الشورى السعودي».. رسائل هامة وقوية من خادم الحرمين

حسام السبكي

حسام السبكي

انطلقت، في وقت متأخر، من مساء أمس الأربعاء، فعاليات السنة الأولى، من الدورة رقم 8 لمجلس الشورى السعودي، وحرص خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، على توجيه جملة من الرسائل الهامة والقوية، للداخل والخارج، في شتى القضايا، في مقدمتها بالطبع، جائحة كورونا، والقضية الفلسطينية، وغيرها من الموضوعات، التي حددت بشكل واضح، ملامح السياسات الداخلية والخارجية للمملكة، مع الاجتماع الأول، لمجلس الشورى السعودي.

اجتماع السنة الأولى لمجلس الشورى السعودي، جاء بحضور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وألقى خادم الحرمين كلمته الافتتاحية، عبر الفيديو كونفرانس، والتي اختار لها الملك سلمان، الكلمات التالية:

يسرنا افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، سائلين المولى أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه، وأن يعيننا لخدمة الوطن والمواطن، وأقدر لمجلسكم الموقر أعمالكم الجليلة.

 وأضاف:

منذ أن وحد جلالة الملك عبدالعزيز المملكة العربية السعودية وهي تأخذ بمبدأ الشورى، مما أسهم في تعزيز مسيرتها التنموية الشاملة لتحقيق ما تصبو إليه من أمن ورخاء وازدهار

وجاءت أبرز القضايا، التي تناولت كلمة جلالة الملك السعودي، فيما سنستعرضه في السطور التالية.

جائحة كورونا

3 2

في مستهل، كلمته، حول مكافحة الفيروس التاجي، أكد الملك سلمان، أن جهود القائمين على الأمر، من كافة الجهات الحكومية والخاصة “أثمرت في التصدي المبكر للحد من آثار الجائحة، وهو ما ساهم في تدني انتشار العدوى وانخفاض أعداد الحالات الحرجة”.

وكرر خادم الحرمين، تقديم الثناء للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، “ على تفهمهم وتعاونهم في اتباع التعليمات وتنفيذ الإجراءات”، كما وجه الشكر كذلك لـ” أجهزة الدولة كافة، على جهودهم في مواجهة الجائحة”.

ولم ينس ملك السعودية أيضًا، تقديم التحية لـ” الجنود البواسل في الحد الجنوبي”، داعيًا المولى عزوجل لهم بالثبات، ولشهداء المملكة بالجنة.

وعلى ذكر الجائحة أيضًا، وما انعكست به، على الفريضة الإسلامية الكبرى، الممثلة في حج بيت الله الحرام، قال الملك سلمان: “إننا نفخر بما شرفنا الله به من خدمة الحرمين الشريفين، وتوفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، وقد حرصنا على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام رغم الظرف الاستثنائي المتمثل بجائحة كورونا المستجد التي أصابت العالم، ودفعنا المزيد من احتياطات السلامة والوقاية، فاقتصر الحج على عددٍ محدودٍ من مواطنين ومقيمين، لضمان صحة الحجيج”.

الاقتصاد السعودي

اجتماع الدورة الثامنة لمجلس الشورى السعودي
اجتماع الدورة الثامنة لمجلس الشورى السعودي

تطرق خادم الحرمين، في كلمته أمام مجلس الشورى أيضًا، إلى الملف الاقتصادي، وخاصة في ظل ظروف استثنائية غير مسبوقة، تسببت بها جائحة “كوفيد- 19″، والتي تسببت حتى كتابة سطور التقرير التالي، في إصابة ما يقرب من 52.5 مليون شخص، توفي منهم 1.3 مليون، على مستوى العالم، كان نصيب المملكة منهم نحو 352 ألف مصاب، وقرابة 5.6 ألف حالة وفاة، وفق موقع «وورلد ميتر»، المتخصص في رصد آخر مستجدات الفيروس التاجي عالميًا.

وفي الشأن الاقتصادي، قال الملك سلمان إنه “في سبيل تخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد، سارعت بلادكم لتقديم مبادرات حكومية للقطاع الخاص، وخصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة، شملت أكثر من 218 مليار ريال، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ 47 مليار ريال”.

وتابع خادم الحرمين: “ولقد سعينا من خلال إدارة الجائحة إلى استمرار الأعمال وموازنة الأثر الاقتصادي والصحي والاجتماعي، وسنواصل التقييم المستمر، حتى انتهاء الجائحة”.

النفط

ضمن الملف الاقتصادي أيضًا، شدد الملك السعودي، على حرص بلاده، منذ تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط، على استقرار أسعار البترول، على المستوى العالمي، ودلل خادم الحرمين على ذلك بالإشارة إلى “الدور المحوري الذي قامت به في تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة أوبك بلس، وذلك نتيجة مبادرات المملكة الرامية إلى تسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها”.

وعاود الملك سلمان، التأكيد على أن المملكة تعمل ولازالت على “ضمان استقرار امدادات البترول للعالم بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا وانعكاساتها على أسواق البترول العالمية”.

قمة العشرين

2 5

ترأس المملكة العربية السعودية، الدورة الحالية لقمة العشرين، وانعقدت لأجل تكثيف المواجهة العالمية، لآثار جائحة فيروس كورونا المستجد، قمة افتراضية في مارس الماضي، وكشف خادم الحرمين عن انعقاد قمة أخرى هذا الشهر، معربًا عن تطلعه “ إلى تعزيز التنمية، وتحفيز التعاون عالمياً، لصنع مستقبل مزهر للإنسان”.

رؤية المملكة 2030

جلسة مجلس الشورى السعودي
جلسة مجلس الشورى السعودي

تتبنى حكومة المملكة العربية السعودية، خطة تنموية استراتيجية طموحة، تنتهي المرحلة الأولى منها، في 2030، فيما عُرف بـ “رؤية 2030″، في هذا السياق، قال خادم الحرمين، رؤية المملكة 2030 هي خارطة الطريق لمستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح”، وقال إن “الرؤية أسهمت خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة، أبرزها تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة، واستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل، ونستعد حاليا لمرحلة دفع عجلة الإنجاز التي تتسم بتمكين المواطن، وإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر، وزيادة فاعلية التنفيذ”.

وزف الملك السعودي، بشرى للمواطنين وكل محبي بلاد الحرمين، بالقول “يسرنا أن المملكة اليوم أصبحت الدولة الأكثر تقدما وإصلاحا من بين 190 دولة، وفقا للبنك الدولي، وأن المملكة حققت المرتبة الأولى خليجيا والثانية عربيا، في تقرير البنك الدولي: المرأة، أنشطة الأعمال والقانون 2020”.

إيران.. والحوثيون

حظي الملف الإيراني، برسالة هامة من الملك سلمان، على هامش الجلسة الافتتاحية، للسنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى السعودي، وفي هذا قال خادم الحرمين إن “المملكة تؤكد خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني، وترفض تدخله في شؤون الدول الداخلية، ودعمه الإرهاب والتطرف وتأجيج الطائفية، وتدعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه إيران، يضمن منعها من الحصول على أسلحة دمارٍ شاملٍ وتطوير برنامج الصواريخ البالستية وتهديد السلم والأمن”.

كما لفت الملك السعودي، إلى ذراع إيران الخبيث في اليمن، المتمثل في ميليشيا الحوثي الانقلابية، فأكد على استنكار بلاده لانتهاك مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، القوانين الدولية، بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار، وصواريخ بالستية تجاه المدنيين بالمملكة، مؤكدين دعم الشعب اليمني الشقيق لاستعادة سيادته واستقلاله، بواسطة سلطته الشرعية.

القضية الفلسطينية

1 31

تمثل القضية الفلسطينية، محط اهتمام منطقة الشرق الأوسط والعالم، وفي القلب منه، المملكة العربية السعودية، التي أثبتت تاريخيًا، إلى جانب شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، دعمها اللامحدود للقضية، على كافة المحاور والسبل.

في هذا الشأن، جدد الملك سلمان، التأكيد على إن “المملكة تؤكد استمرار وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”، كما شدد على مساندة “الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى اتفاق عادل ودائم”.

الشأن العراقي

من منطلق العلاقات الأخوية والودية، التي تشهدها الرياض وبغداد، في الآونة الأخيرة، أكد الملك سلمان على “الوقوف مع العراق وشعبه الشقيق”، وقال: “نساند جهود حكومة العراق في سبيل استقراره ونمائه وحفاظه على مكانته في محيطه العربي، وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والتعاون في مختلف المجالات من خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي”.

سوريا وليبيا

تمثل سوريا وليبيا، الجرحين الغائرين، في صدر الأمة العربية، منذ ما يسمى بـ”الربيع العربي” في 2011، وبخصوص الأزمة السورية، أكد الملك سلمان على “تأييد الحل السلمي بسوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، ومسار جنيف 1″، مشددا على “وجوب خروج الميلشيات والمرتزقة منها والحفاظ على وحدة التراب السوري”.

أما عن القضية الليبية، والتي ما تلبث أن تجد طريقًا للحل السياسي، يوقف إراقة الدماء في البلاد، حتى تصطدم بتدخلات مارقة، ولعبة مصالح لا تنتهي، غير أن خادم الحرمين رحب بما توصلت به اللجان العسكرية الليبية المشتركة، مؤخرًا، من التوقيع على الاتفاق الدائم على وقف إطلاق النار، برعاية أممية، معربًا عن تطلع حكومة المملكة، إلى أن “أن يمهد الاتفاق الطريق لإنجاح التفاهمات الخاصة بالمسارين السياسي والاقتصادي، بما يسهم في تدشين عهد جديد يحقق الأمن والسلام والسيادة والاستقرار لليبيا وشعبها الشقيق، داعين إلى وقف التدخل الخارجي في الشأن الليبي”.

السودان

طابع خاص تميزت به العلاقات السعودية السودانية، أسفر مؤخرًا عن رئاسة المملكة لـ”مجموعة أصدقاء السودان”، ومن هذا المنطلق، شدد الملك السعودي، على دعم بلاده السياسي الكامل، للسودان، بالإضافة لمحادثات جوبا للسلام.

الخاتمة

واختتم الملك سلمان خطابه قائلا: “حفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عليها فضله، ووفقنا وإياكم لمواصلة قيامنا بخدمة شعبنا، وتعزيز أدوار بلادنا الريادية، ومساهماتها في تحقيق الأمن والسلم والتنمية إقليمياً ودولياً.

https://twitter.com/spagov/status/1326640607234809858?s=20

ربما يعجبك أيضا