هربًا من معارك إثيوبيا.. آلاف اللاجئين يعبرون الحدود إلى السودان

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

عبر آلاف اللاجئين الفارين من القتال الدائر في منطقة تيجراي بشمال إثيوبيا إلى الحدود السودانية، حيث تتزايد المخاوف من أن الصراع بين الجيش الاتحادي وجبهة تحرير شعب تيجراي قد يؤدي إلى أزمة إنسانية خطيرة.

يُعتقد أن ما يصل إلى 8000 إثيوبي قد عبروا الحدود في اليومين الماضيين، ويقول مسؤولو الإغاثة إن مئات الآلاف غيرهم من المرجح أن يغادروا منازلهم إذا لم ينته الصراع، الذي يدخل أسبوعه الثاني الآن.

وفي الأسبوع الماضي، شن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، عمليات عسكرية في تيغراي، بعد أن اتهم السلطات المحلية بمهاجمة معسكر في المنطقة ومحاولة نهب أصول عسكرية، فيما نفت جبهة تحرير شعب تيغراي، التي تتولى السلطة في الإقليم، الهجوم واتهمت رئيس الوزراء بتلفيق القصة لتبرير نشر قواته هناك.

أزمة إنسانية

وأكد مسؤولو الحدود السودانية وصول الآلاف من الأطفال الجياع والمتعبين، وكذلك ضحايا القتال، إلى السودان بعد رحلة صعبة، وتتزايد المخاوف من حدوث أزمة إنسانية.

وقال خالد السر رئيس المفوضية الحكومية للاجئين في ولاية كسلا بشرق السودان، إن «هناك الكثير من الأطفال والنساء، وما زال يأتي المزيد من الناس، بما في ذلك الجرحى من العمليات هناك، الأرقام تتزايد بسرعة».

وأضاف: «إنهم يصلون متعبين للغاية ومرهقين، كما إنهم جائعون وعطشون لأنهم قطعوا مسافات طويلة على أرض وعرة»، مشيرا إلى أن الوضع على الأرض يتدهور بسرعة.

واشتمل القتال على اشتباكات بين القوات البرية وضربات جوية ومبارزات بالمدفعية، مع الإبلاغ عن خسائر فادحة في الجانبين.

وقال سجاد محمد ساجد، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في إثيوبيا، إن طوابير طويلة ظهرت خارج محلات الخبز وشاحنات محملة بالإمدادات عالقة على حدود الإقليم، حيث أغلقت المطارات والطرق في تيجراي، وانقطعت خدمات الإنترنت، وأوقف العمل في البنوك.

وقال ساجد، إن ما يصل إلى مليوني شخص في الإقليم المعزول يمرون بأوقات صعبة للغاية ويفتقرون إلى الوقود أو الطعام أو كليهما، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس».

صراع طويل الأمد

في أحدث بيان له، قال أبي إن الهجوم في تيجراي يسير كما هو مخطط له، وتجاهل طلبات الأمم المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأفريقي من أجل إنهاء فوري للصراع.

وكتب أبي على تويتر: «ستتوقف العمليات بمجرد نزع سلاح المجلس العسكري بالإقليم، واستعادة الإدارة الشرعية في المنطقة، والقبض على الهاربين وتقديمهم إلى العدالة».

وأعلن طرفا الصراع تحقيق تقدم في العمليات العسكرية في الإقليم، حيث قال الجيش الاتحادي إنه تمكن من السيطرة على مطار مهم، بينما قالت الجبهة إن مقاتليها تمكنوا من إسقاط مقاتلة.

وفي ظل عدم توفر أي معلومات بسبب قطع الاتصالات بالكامل عن الإقليم سواء خطوط الهاتف أو الإنترنت، تبقى كل هذه المعلومات ادعاءات خالصة.

وأكدت الحكومة، أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تسيطر على مجمع لقيادة المنطقة الشمالية العسكرية القوية في ميكيلي عاصمة تيجراي.

قال ساجد: «إن هذا قد لا يكون شيئًا يمكن حله من قبل أي طرف في غضون أسبوع أو أسبوعين، يبدو أنه سيكون صراعا طويل الأمد، وهو مصدر قلق كبير حيث يصعب حماية المدنيين».

سيطرت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لعقود من الزمن قبل أن يتولى أبي السلطة في عام 2018، وفاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضي لإنهائه حربًا مع إريتريا المجاورة.

نالت الإصلاحات السياسية الشاملة التي دفع بها الجندي السابق البالغ من العمر 44 عامًا إشادة واسعة، لكنها سمحت بظهور مظالم عرقية ومظالم أخرى.

اشتكى زعماء تيجرايون من استهدافهم ظلماً في محاكمات الفساد، وعزلهم من المناصب العليا وإلقاء اللوم عليهم في مشاكل البلاد.

أدى تأجيل الانتخابات الوطنية بسبب جائحة كورونا إلى تفاقم التوترات، وعندما صوت البرلمانيون في العاصمة أديس أبابا لتمديد تفويضات المسؤولين، مضى قادة تيغراي قدما في الانتخابات الإقليمية في سبتمبر التي اعتبرتها حكومة أبي غير شرعية.

يمكن للجانبين الوصول إلى أسلحة ثقيلة ومدرعات ومخزونات كبيرة من الذخيرة، وقد حذر المراقبون من احتمال نشوب صراع طويل من شأنه أن يلحق ضررا هائلا بالبلد والمنطقة الهشة.

حشد الدعم

قال زعماء أمهرة وأوروميا، وهي أكبر المناطق العرقية التسع في إثيوبيا ويبلغ عدد سكانها حوالي 35 مليون نسمة، إنهم يخططون لاحتجاجات مناهضة لجبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي اليوم الخميس، فيما يبدو أنها حملة حكومية لحشد الدعم للهجوم.

وقال جيزاشيو مولونه المتحدث باسم حكومة أمهرة الإقليمية التي تدعم آبي، إن المسيرات ستحتج على الفظائع والخيانة التي ارتكبتها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

ومن جانبه قال مكتب شؤون الاتصالات في تيغراي في منشور على فيسبوك، إن هناك تقارير عن استهداف عرقية تيغراي عبر إثيوبيا.

ويترك الصراع  نحو 900 من رجال الإغاثة الناشطين في إقليم تيغراي منقطعين عن العالم، بينما كان الإقليم يستضيف بالفعل نحو 100 ألف مشرد بسبب الصراعات الداخلية،علاوة على 600 ألف شخص يعتمدون على المعونات الدولية لتوفير الغذاء اليومي.

ربما يعجبك أيضا