رغم الجائحة.. «يوم العُزّاب» يجلب الحظ السعيد لـ«علي بابا» الصينية

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

يشهد تاريخ 11 نوفمبر من كل عام في الصين طفرة في عمليات التسوق الإلكتروني بالتزامن مع احتفال الشباب بـ”يوم العزّاب”، حيث تتبارى شركات التجارة الإلكترونية في تقديم عروض سخية فيما يشبه  مهرجان كبير للتسوق، لكن هذا العام حمل نجاح الاحتفال إشارة قوية على بدء تعافي الاقتصادي الصيني بشكل أسرع من تداعيات جائحة كورونا التي كانت انطلقت شرورها من ووهان الصينية.

مجموعة “علي بابا” الشهيرة وغيرها من شركات التجارة الإلكترونية كل عام تجني ثمار “يوم العزاب” بسهولة ويسر وتحقق أرقاما تتجاوز مهرجانات التسوق الأخرى الشهيرة في أمريكا وأوروبا مثل “الجمعة السوداء” و”إثنين الانترنت”، لكن في 2020 جاءت أرباحها مضاعفة مقارنة بالعام الماضي.    

صباح أمس، أعلنت مجموعة علي بابا أن الطلبيات عبر مواقعها للتجارة الإلكترونية مع بدء موجة شراء “يوم العزاب” تجاوزت الـ 56 مليار دولار، إذ اشترى المستهلكون نحو 16 مليون سلعة.

أرقام قياسية

ونتيجة لتداعيات جائحة كورونا ولتشجيع عملائها على التسوق ولتعويض خسائر فترة الإغلاق، أضافت “علي بابا” وغيرها من الشركات الصينية خصومات إلى مهرجان “يوم العزاب”، بدأت خلال المدة من 1 إلى 3 نوفمبر.

وقالت “علي بابا”، اليوم الخميس، إن جنون مبيعات “يوم العزاب” هذا العام حطم الأرقام القياسية بصورة غير متوقعة، إذ حققت مبيعات بنحو 75 مليار دولار – شاملة مبيعات الثلاثة أيام الأولى من نوفمبر- في زيادة عن أرباح العام الماضي بنسبة 26%، حيث جنت من “يوم العزاب 2019” نحو 38.4 مليار دولار.

وأوضحت عملاقة التجارة الإلكترونية، أنها حتى الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش من صباح أمس، رقما قياسيا من الطلبيات بلغ 583 ألف طلب كل ثانية، لافتة إلى أنها قدمت هذا العام خصومات على مليوني سلعة لأول مرة وهو ما يصل إلى مثلي عدد السلع المخفضة في “يوم العزاب 2019”.

منصات التجارة الإلكترونية الصينية الأخرى حققت هذا العام أيضا مبيعات قياسية خلال يوم العزاب،  هذا الصباح، أعلنت شركة “جيه دي” أنها سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا للمبيعات بلغ 271.5 مليار يوان “41 مليار دولار” خلال مهرجان يوم العزاب، بزيادة وصلت إلى 33% مقارنة بالعالم الماضي.

وخارج الصين اكتسب المهرجان زخما هذا العام، حيث حققت شركة Lazada التابعة لـ”علي بابا” في جنوب شرق آسيا مبيعات قياسية خلال يوم العزاب، تحديدا في سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام.

يبدو أن فترة الإغلاق التي أنهكت المستهلكين حول العالم، جعلت هذه الفئة أكثر ثقة في منصات التسوق الإلكتروني، وفي الصين ترجمت مبيعات “يوم العزاب” هذا السلوك إلى واقع، وبحسب استطلاع سابق أجرته شركة أبحاث السوق “أوليفر وايمان” أعرب 86٪ من المستهلكين الصينيين عن استعدادهم لإنفاق مثل أو أكثر مما أنفقوه خلال “يوم العزّاب” في العام الماضي.

“يوم العزاب” أيضا أعطى صورة إيجابية عن تعافي الاقتصاد الصيني – ثاني أكبر اقتصاد بالعالم- من الجائحة، بعد أن حقق نموا إيجابيا في الربع الثاني على التوالي الشهر الماضي، يقول شياوفينج وانج المحلل في شركة “فورستر” لأبحاث السوق لـ”سي إن إن”: إن الاقتصاد الصيني شهد انتعاشاً قويا بعد رفع قيود الإغلاق، وحاليا عادت سلوكيات الشراء لدى المستهلكين الصينيين إلى مستويات ما قبل الوباء، إن لم تكن أعلى.

وأضاف هذا العام تضاعف عدد الشركات التي قدمت عروضا بمناسبة “يوم العزاب”، فبالنسبة لقطاع تجارة التجزئة وبعد شهور من الإغلاق يبقى المستهلك الصيني هو النقطة المضيئة وتشتد الحاجة إليه للتعويض خسائر الجائحة.

علي بابا ويوم العزاب

على الرغم من أن العديد من الشركات الصينية تشارك في مهرجان يوم العزاب، إلا أنه يبقى مرتبطا بشكل وثيق بشركة علي بابا والتي دائما ما تحتفظ بأعلى نسبة من مبيعات هذا المهرجان السنوي.

هذا العام مبيعات يوم العزاب حملت للشركة تعويضا ليس فقط عن خسائر فترة الإغلاق، لكن أيضا عن خسارة بنحو 10% من قيمتها السوقية تعرضت لها الأسبوع الماضي، إثر سحب الجهات التنظيمية إدراج شركة التكنولوجيا المالية التابعة لها Ant Group”“، وذلك بعد نحو شهر من انتقادات لـ”جاك ما” مؤسس علي بابا، للسلطات الصينية بشأن القيود التنظيمية التي تفرضها على التكنولوجيا المصرفية والمالية.

لكن يبدو أن الخلاف بين السلطات الصينية والملياردير جاك ما لم يؤثر بتاتا على ثقة المستهلكين الصينيين في “علي بابا”، على الرغم من دعوات جمعية المستهلكين الصينيين – بناء على طلب من الحكومة- للمواطنين بترشيد الاستهلاك خلال موسم التسوق 11/11.

كما حذرت شبكة تلفزيون CCTV التابعة للدولة، من حيل منصات التسوق خلال مهرجان يوم العزاب، إلا أن ذلك لم يجد نفعا مع المستهلك الصيني الذي في النهاية كل ما يهمه هو الحصول على صفقة جيدة، شأنه في ذلك شأن كل المستهلكين في العالم.

كانت “علي بابا” بدأت في تقديم خصومات “يوم العزاب” اعتبارا من العام 2009، وكان لها السبق في هذا المجال وحولت الاحتفال الذي يحظى بشعبية واسعة بين شباب الصين إلى مناسبة للتسوق الإلكتروني.

أما عن سر تاريخ 11/11 واختياره كيوم للعزاب، فيعود إلى أن هذا التاريخ مكون من أربعة آحاد تحديدا رقم “واحد” مكرر في إشارة إلى “العزوبية”، وتعود نشأة هذه المناسبة إلى جامعة نانجينغ الصينية التي اقترحت الاحتفال بيوم العزاب لأول مرة في العام 1993، ليتحول فيما بعد إلى مناسبة سنوية شعبية يتفاخر فيها الشباب الصينيون بكونهم عزابا ويقدمون على شراء الهدايا لأنفسهم كـ”سناجل”، على غرار ما يحدث بين الثنائيات في “عيد الحب”.

image 2020 11 12 151115

ربما يعجبك أيضا