هل يتحول الكونجرس لشوكة في خاصرة إدارة بايدن المقبلة؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بدا مشهد انتخابات الكونجرس بالنسبة للرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن «ملبدا بالغيوم» مع تعزيز الجمهوريين حظوظهم بالأغلبية في الغرفة التشريعية العليا في واشنطن. فرغم احتفاظ الديمقراطيين بالأغلبية داخل مجلس النواب، إلا أنه لا يمكن إقرار أية قانون في الولايات المتحدة ما لم يوافق عليه مجلس الشيوخ، ولا يمكن للرئيس تعيين وزير أو سفير أو قاض إذا لم يصادق على هذا التعيين مجلس الشيوخ.

لمن ترجح الكفة؟

بفوز المرشحين عن الحزب الجمهوري في ألاسكا وكارولينا الشمالية، تبلغ مقاعد الحزب الجمهوري 50 مقعدا، مقابل 48 للحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه الرئيس الجديد.

ولا يتبقى سوى مقعدي ولاية جورحيا المحافظة بطبيعتها والمؤجلين لجولة إعادة بي الحزبين في يناير المقبل. وفي حال فوز الديمقراطيين ستتعادل كفة الحزبين لـ 50 مقعدا لكل منهما.

وهنا يمنح الدستور الأمريكي نائبة الرئيس «كامالا هاريس»صوتا ترجيحيا في أي جلسة تحضرها إذ تعتبر دستوريا رئيسة المجلس.

لكن لو مكنت جورجيا الجمهوريين من الفوز والاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ، فإن ذلك لن يكون في صالح «جو بايدن»بكل تأكيد.

المعادلة الانتخابية

الكونجرس في دورته الحالية يتمتع بأغلبية جمهورية بواقع 53 مقعدا، مقابل 47 للديمقراطيين. في المعادلة الانتخابية لتحقيق الأغلبية يتعين نجاح الديمقراطيين في انتزاع المقعدين المتبقيين بولاية جورجيا، هذا في حال فوز بايدن بالسباق الرئاسي.

أما في حال حسم الصراع لصالح ترامب، فيحتاج الديمقراطيون إلى 3 مقاعد، وهو أمر صعب. أما في حالة التعادل بين الحزبين، فإن الأغلبية تؤول إلى حزب الرئيس .

إرث ثقيل


«بايدن» ورث تركة مثقلة عن سلفه دونالد ترامب، زاد من حدتها، تفشي فيروس كورونا بين المواطنين الأمريكيين، فضلا عن حالة الانقسام غير المسبوقة داخل المجتمع الأمريكي منذ تولي ترامب مقاليد الحكم في 2016.


وهو ما جعل الرجل يضعهما على رأس أولويات إدارته، إذ أعلن تشكيل خلية أزمة بكورونا الذي فتك بحياة أكثر من 237ألف شخص في الولايات المتحدة.

أكد بايدن أيضا قدرته على ضم ما يكفي من أصوات الجمهوريين لصفه، وهي آمال سيكون عليها تحقيقها عند كل قرار يريد إنفاذه حال يكون الغالبية جمهورية، ليظل السؤال: هل يكون مجلس الشيوخ شوكة في خاصرة إدارة بايدن المقبلة؟

ربما يعجبك أيضا