«زمجرة العبوات».. ما الهدف من إصدار تنظيم أجناد مصر الأخير؟

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

نشر تنظيم أجناد مصر الإرهابي، منذ قليل، إصدارًا مرئيًا جديدًا بعنوان: «زمجرة العبوات» بلغت مدته 24 دقيقة، يتوعد فيه بتنفيذ عمليات جديدة داخل مصر، وزعم الإصدار أن المجموعات المنفذة لعمليات سابقة قام بها التنظيم المتطرف لم يلق القبض عليها وتملك من العدة والعتاد الكثير وما يؤهلها لمزيد من العمليات الإرهابية ضد أمن واستقرار مصر.

جرائم إرهابية

قال الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الإرهاب والجماعات المسلحة، عمرو عبدالمنعم: من الواضح أن الإصدار الجديد معد سابقًا للنشر على منصات التواصل الاجتماعي ولكن عجل الظهور به الأنباء عن مقتل رجل تنظيم القاعدة ومنظرها الدكتور المصري أيمن الظواهري في إشارة إلى استمرار تنظيم القاعدة بمسمياته المختلفة في عمليته الإرهابية.

وأضاف عمرو عبدالمنعم في تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، منذ قليل: استخدم الإصدار صوت الدكتور عمر عبدالرحمن وأيضًا صوت الشيخ عبدالحميد كشك كما وثق للجرائم الإرهابية السابقة التي عانت منها البلاد والعباد تحت مسمى ضرب النساء والمنتقبات في المظاهرات وقصص وهمية عن اغتصاب سيدة 15 مرة في أحد معسكرات الأمن على حد زعمهم.

125404007 3425426074161037 6677639531281090358 n
هشام عشماوي قبل سنوات في أحد إصدارات أنصار بيت المقدس

ادعاءات

كما ادعى الإصدار الإرهابي أن الأمن المصري في حادث كمين الواحات استعان بقوات أجنبية وهذا خداع صريح لأتباعهم رغم توثيق قوات الجيش والشرطة للعمليات سواءً في إصدارات وثائقية أو مسلسلات درامية.

تناول الإصدار أيضًا العمليات الخسيسة التي قام بها التنظيم الإرهابي مثل: مشاهد عملية تفجير محيط جامعة القاهرة الأول والثاني، عملية قسم الطالبية في الهرم، عملية قصر القبة، عملية الألف مسكن، عملية قسم عين شمس، ضرب مرتكز أمني متحرك على الطريق الدائري في القاهرة بالتعاون مع حركة حسم.

تفاصيل

والإصدار يشير للعلاقة بين التنظيم وحركة حسم الإخوانية وبه مشاهد تذاع لأول مرة، كما توجد لقطات حية من عملية كمين الواحات وفيديو جديد للإرهابي هشام عشماوي يشرح فيه تفاصيل العملية وطريقة الهروب على سبورة بطريقة المدارس العسكرية.

التنظيم تعمد نشر الإصدار في هذا التوقيت ليرد على كثير من التساؤلات الحائرة عند شباب الجهاديين ماذا بعد الظواهري؟!

وذلك بطريقة غير مباشرة، ولم يأت ذكر الرسوم المسيئة للنبي محمد صل الله عليه وسلم ولا موقف الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون من العداء للإسلام، وتناول موقف التنظيم المتطرف من القيادات الأمنية ونشر مسرح عمليات بعض المناطق الأهلة بالسكان في استخفاف صريح وواضح بأرواح المواطنين المصريين والمسلمين العزل، وتعمد إثارة مشاعر الشباب بضرب الفتيات أمام الجامعات في المظاهرات.

دوافع

وفي سياق متصل، يقول الكاتب الصحفي بالأهرام، هشام النجار: لم أتأكد من زمن هذا الإصدار ولعله قديم أدخلوا عليه إضافات وأعادوا بثه، وهذا يدعمه أن وضع فرع القاعدة في مصر حاليًا لا يؤهلها لإطلاق تهديدات أو إصدارات بهذا الحجم.

وأضاف هشام النجار في تصريحات خاصة لـ”رؤية”: يبدو أن هناك دافع من وراء استدعاء مثل تلك الإصدارات القديمة منها منافسة تنظيم داعش الإرهابي الذي هدد بتنفيذ عمليات في مصر والسعودية والحيلولة دون سيطرته على الحالة الجهادية التي تعاني من ضعف شديد وفراغ في سيناء، وفي عموم محافظات مصر نتيجة العمليات العسكرية والقبضة الأمنية القوية، ومنها أيضًا محاولة التغطية على انكسارات تنظيم القاعدة الأخيرة نتيجة تصفية قادته في أكثر من منطقة مثل تصفية حسام عبدالرؤوف في أفغانستان وعبدالله أحمد عبدالله في إيران، وكلاهما مصري وكانا من ضمن المرشحين لخلافة الظواهري.

ولذلك فاستدعاء إصدارات قديمة من هذا النوع هي محاولة للتغطية على هذا التراجع وتلك الضربات الموجعة للقاعدة المركزية خاصة أن حلم الظواهري ومعه قادة القاعدة من أصل مصري هو العودة للمشهد المصري وإيجاد حاضنة للتنظيم في مصر، وهو ما فشل فيه التنظيم طوال السنوات الماضية.

تنظيم أجناد مصر

كان تنظيم أجناد مصر قد أَعلن لأول مرة عن وجوده في يناير عام 2014، وقال إنه شن أول هجماته في نوفمبر 2013. وتقول الشرطة المصرية -بحسب موقع “دويتش فيلا”- إن قائد ومؤسس التنظيم هو الإرهابي همام عطية، الذي قتل في اشتباك مع قوات الأمن في أبريل 2015.

وتوقفت هجمات تنظيم أجناد مصر بعد قليل من مقتل عطية. وقالت الشرطة: إن عطية كان قيادياً بارزاً في تنظيم “أنصار بيت المقدس” المتشدد في محافظة شمال سيناء، ثم انشق عنه 2013، وأسس تنظيم أجناد مصر.

وفي نوفمبر 2014 غيّر تنظيم أنصار بيت المقدس اسمه إلى “ولاية سيناء” وأعلن مبايعته لتنظيم (داعش).

ربما يعجبك أيضا