وسط معاركه القضائية.. أنصار «ترامب» يدعمونه بمسيرات مناهضة للرئيس المُنتخب

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

اتهامات بالتزوير، ومعارك قضائية، ألقت بظلالها على المشهد السياسي العام في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد التنديد بالنتائج النهائية للانتخابات الرئاسية هذا العام.

معركة انتخابية درامية، حسم نتائجها فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بكرسي الرئاسة الأمريكية، متغلبًا على نظيره دونالد ترامب، في مشهد عالمي يوضح حسم العملية الانتخابية، ولكن من الواضح أن أنصار ترامب يرون المشهد من زاوية أخرى!.

تنديد.. واتهامات بالتزوير

1 39

لم يهدأ الرئيس الأمريكي المنتهيه ولايته دونالد ترامب، منذ إعلان نتائج الانتخابات بفوز جو بايدن بكرسي الرئاسة، وظل يندد بتلك النتائج المخيبة للآمال -على حد وصفه- وسط سيل من الاتهامات بعمليات تزوير واسعة حرمته من الفوز بهذا السباق.

وبدأ ترامب على خلفية تلك النتائج، في المضي قدمًا في سلسلة من المعارك القضائية الطويلة للطعن بفوز غريمه بايدن، متهمًا إياه بسرقة العملية الانتخابية، الأمر الذي سيعيق بكل تأكيد الديمقراطيين في مهمة تشكيل الحكومة.

ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية، رفعت حملة ترامب عاصفة من الدعاوى القضائية، في هذا الصدد، وقدمت عددًا كبيرًا من الادعاءات حول الانتخابات، وشملت الدعاوى انتهاك الانتخابات في 3 اتجاهات، أولها مزاعم حول أشخاص صوتوا ولا يحق لهم ذلك، كالإدلاء بأصوات أشخاص ماتوا بالفعل.

وعلى الرغم من تقديم حملة ترامب لبعض الأدلة التي تدعم هذا الادعاء، إلا أنه تم رصد عدد قليل من الأمثلة على هذا السلوك، ولم يظهر دليل على انتشار تزوير واسع النطاق.

ومن جانب آخر، تم الادعاء بأن مراقبي التصويت التابعين لحملة ترامب لم يحصلوا على حق الوصول الكامل لرصد فرز الأصوات.

وأخيرًا انتقدت الدعاوى القضائية قواعد الانتخابات التي تسمح بفرز بطاقات الاقتراع البريدية المختومة بتاريخ يسبق موعد انتهاء الانتخابات ولكنها وصلت بعد يوم الانتخابات.

ومن جانبها، أشارت صحيفة “التلجراف” إلى أن الأدلة التي قدمتها حملة ترامب، لا يمكن أن تثبت تهمة تزوير الانتخابات التي زعمها الرئيس الأمريكي.

ترامب يكسر صمته

وعلى جانب التصريحات، كسر ترامب صمته بعد أسبوع من عدم إدلائه بتصريحات أمام وسائل الإعلام، حيث تحدث خلال فعالية في حديقة الورود بالبيت الأبيض للإعلان عن قرب الترخيص للقاح لفيروس “كورونا”.

كذلك أشار ترامب في هذا الصدد، عبر سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على “تويتر” إلى أن إدارته في نيويورك، كانت قد أنتجت لقاحًا رائعًا وآمنًا لفيروس كورونا المستجد “كوفيد19″، قبل الموعد المحدد له بكثير، مشيرًا إلى أن أي إدارة أخرى كانت ستستغرق خمس سنوات على الأقل لإنتاجه.

وأضاف: “المشكلة الآن، جاءت بعدما قال أندرو مارك كومو حاكم ولاية نيويورك، إنه سيؤجل استخدام اللقاح، والدول الأخرى تريده الآن!”.

https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1327638503883235332

وتابع ترامب: “لا يمكننا إضاعة الوقت ويمكننا فقط إعطاء تلك الدول التي ستستخدم اللقاح على الفور”، مختتمًا: “توقفوا عن لعب السياسة!”.

وكان ترامب، قد دعا الديمقراطيين لدعم مشروع قانون تخفيف تداعيات فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، قائلًا: “يجب على الكونجرس الآن إنجاز مشروع قانون الإغاثة لمواجهة كوفيد 19، ويحتاج إلى دعم الديمقراطيين”، مضيفًا :”دعونا نساعد الناس”.

https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1327633164823617548

وفي تغريده أخرى، أشار ترامب إلى أن “مرسوم الموافقة من قبل وزير خارجية ولاية جورجيا على نتائج الانتخابات الأمريكية، سيجعل من المستحيل التحقيق من التوقيعات ومطابقتها على بطاقات الاقتراع والمغلفات، وما إلى ذلك”.

واستطرد: “كانوا يعلمون أنهم سوف يغشون.. يجب فضح التوقيعات الحقيقية!”، متسائلًا: “ما الذي يحاولون إخفاءه؟ إنهم يعرفون، وكذلك يفعل الآخرون.. لابد من كشف الجريمة!”.

https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1327619654592892931

من جهته، قال سكرتير ولاية جورجيا إنه تم إعادة فرز ما يقرب من 20% من أصوات الناخبين خلال يوم كامل وبطريقة يدوية.

ووفق بيان تداولته وسائل إعلام محلية، فإن اليوم الأول من عملية التدقيق اليدوية مرّ بسلاسة لما يزيد على مليون و100 ألف بطاقة انتخابية.

كما أشار البيان إلى أن ما يقرب من 50 مقاطعة أنهت عملية التدقيق في الأصوات، وأن إحدى المقاطعات سيتعين عليها إعادة احتساب بطاقات الاقتراع يدويا، إثر خطأ في اتباع الإجراءات المعتمدة، على حد تعبير البيان.

أنصار ترامب يدعمونه بمسيرات حاشدة

لم تتوقف حملات التنديد بفوز جو بايدن بكرسي الرئاسة الأمريكية، على تلك الدعاوى القضائية فقط، بل قام أنصار ترامب بالخروج في مظاهرات واسعة النطاق، اليوم السبت، وسط العاصمة الأمريكية واشنطن، معلنين تأييدهم له.

وكانت احتجاجات مؤيدة لترامب قد خرجت في أنحاء الولايات المتحدة منذ أن أشارت النتائج إلى فوز بايدن بالرئاسة في السابع نوفمبر الجاري، لكنها كانت احتجاجات صغيرة ومحدودة.

ولكن اليوم، توسعت رقعة الاحتجاجات، حيث توافد آلاف عدة من الأشخاص بمحيط البيت الأبيض، وهم يلوحون بالرايات ويهتفون “أربع سنوات أخرى” لترامب، ومنددين بنتائج العملية الانتخابية.

ويشارك في المظاهرات المؤيدة لترامب في واشنطن ومدن أخرى مزيج من أنصاره وشخصيات يمينية وأعضاء جماعتي “المحافظون على العهد” (أوث كيبرز) و”الأولاد الفخورين” (براود بويز)، في تعبير شعبي عن دعم مسعاه للبقاء في السلطة.

وأطلق المنظمون أسماء عدة على المسيرات، من بينها “مسيرة من أجل ترامب”، و”أوقفوا السرقة”، و”مسيرة المليون ماجا”، وهي كلمة ترمز بالأحرف الأولى لشعار حملة ترامب الانتخابية “اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى”.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مشاهد لتلك المسيرات الحاشدة.

ومن جانبه، قام ترامب بنشر مقطع فيديو للمظاهرات المناصرة له، معلقًا عليه: “مئات الآلاف من الناس يظهرون دعمهم في العاصمة ولن يرشحوا انتخابات مزورة وفاسدة!”.

https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1327708998662025216
https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1327707126375051267

ترامب يحيي مناصريه

ومن جانبه، خرج دونالد ترامب، من البيت الأبيض لتحية مناصريه الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر في الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض، لإظهار دعمهم للرئيس في رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية.

ومن جانبها، نشرت مراسلة CNN، سارة سيدنر، عبر حسابها الرسمي بموقع التدوينات القصيرة “تويتر” مقطع فيديو، ظهر خلاله ترامب، داخل سيارة عندما كان يمر بمكان تجمع أنصاره في ساحة الحرية بوسط العاصمة الأمريكية واشنطن.

وظهر ترامب في الفيديو، من وراء زجاج نافذة السيارة التي كان يستقلها، يلوح بيده، فيما أطلق أنصاره الصيحات تحية له، ولوحوا بأيديهم وأطلقوا الصفارات، فيما كانوا يرفعون لافتات ورايات كتب عليها “أفضل رئيس على الإطلاق” و”أوقفوا السرقة” (للأصوات) و”ترامب 2020: لنحافظ على عظمة أمريكا”.

وكان أفراد من الأمن يركضون بجانب سيارته خلال الموكب.

تشديدات أمنية

من جانبها، شددت السلطات الأمريكية، الإجراءات الأمنية في محيط البيت الأبيض، تزامنًا مع تلك التظاهرات.

وفي هذا السياق، نشرت فضائية “العربية”، لقطات من محيط البيت الأبيض، في ظل وجود هذه التجمعات، والإجراءات الأمنية التي قامت بها السلطات الأمريكية، تحسبًا لوقوع أي أعمال عنف أو تخريب.

وأفاد المصدر، بأن كل الشوارع المؤدية إلى البيت الأبيض مغلقة تمامًا بشاحنات وسيارات شرطة وسط تواجد الالآف من رجال الشرطة الفيدرالية والسرية.

ربما يعجبك أيضا