قمة العشرين برئاسة السعودية.. «اغتنام فرص القرن الـ21 للجميع»

محمود طلعت
قمة قادة دول مجموعة العشرين

محمود طلعت

وسط أزمة عالمية تعصف بقطاعي الاقتصاد والصحة، وتحت شعار «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع»، تستضيف المملكة العربية السعودية، قمة قادة دول مجموعة العشرين (G20)، المقرر عقدها تحت رئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يوم السبت المقبل.

ولم تشهد دورة من دورات وقمم «مجموعة العشرين» مبادرات وطروحات وقرارات أكثر من تلك التي شهدتها الدورة الحالية برئاسة السعودية، كما لم تمر دورة سابقة بمتغيرات عالمية حساسة، مثلما مرت به الدورة الحالية، خصوصا مع تفشي وباء «كوفيد-19» الذي لم تتوقعه جهة على مستوى العالم.

وتعتبر القمة الحدث الأبرز عالميًا، بوصفها أهم منتدى رئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي، إذ تمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعةً حوالي 80% من الناتج المحلي العالمي، و75% من حجم التجارة العالمية، و70% من سكان العالم، وسيجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والاجتماعية والاقتصادية.

أرضية صلبة للتوافق

وخلال الاجتماعات التحضيرية لمجموعة العشرين، أوجدت الرياض أرضية صلبة لتوافق جميع دول المجموعة في نقاط الخلاف، ما يدل على مكانة المملكة وقدرتها على التعامل مع المتغيرات كافة.

ويمكن التأكيد على أن هناك اتساقا وتوافقا كبيرا بين الأهداف الرئيسة لمجموعة العشرين وأهداف رؤية المملكة 2030 وهي: استقرار الاقتصاد الكلي، والتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، ورأس المال البشري المعزَّز، وزيادة تدفق التجارة والاستثمار.

ونجحت المملكة في حراكها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا على مستوى العالم على مدى السنوات الماضية وأثبتت نجاعة قراراتها ومواقفها الثابتة وقوة إرادتها السياسية وقدرتها على إعادة التموضع في المحيط العالمي.

لقد أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اليوم الأول من إعلان استضافتها للقمة أن السعودية تلتزم خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا وتعزيز التوافق العالمي، مؤكدا أن القمة فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية.

فرص القرن الـ21

إن القمة تستحق وفق المراقبين توصيفها بـ«التاريخية»، لأنها تنعقد في ظروف عالمية حرجة، لاسيما تلك التي تختص بالتجارة والتعاون الدولي، فضلا عن أوضاع الاقتصاد العالمي، التي كانت مضطربة أصلا حتى قبل تفشي وباء كورونا.

وبحسب مراقبين فإن قمة الرياض الافتراضية سترسي أسس التعافي الأكثر شمولية ومتانة واستدامة من أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد ما سيؤدي إلى بناء عالم أقوى وأفضل حيث يمكن للجميع اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين.

التعافي الاقتصادي

وتتأهب العاصمة السعودية الرياض حالياً لإعداد مسودات القرارات والإجراءات التي ستوصي بها قمة قادة مجموعة العشرين لوضع حلول تكون حاسمة وخطط عمل جريئة تعزز من التعافي من جائحة كورونا وتدفع نحو نمو التعافي في الاقتصاد العالمي والظروف المجتمعية الدولية.

وشهدت السعودية على مدار عام كامل انعقاد 180 اجتماعا توزع على 170 اجتماعا في إطار أجندة أعمال المجموعة، و16 اجتماعا وزاريا رفيعا وقمتي قادة، الأولى استثنائية (مارس الماضي) والثانية اعتيادية ختامية.

جائحة «كوفيد-19»

لقد ركزت دول مجموعة العشرين منذ البداية على اتخاذ جهود لمكافحة جائحة «كورونا» على الصعيد الصحي بهدف المساعدة في حماية الأرواح وتشكيل مستقبل أفضل وذلك من خلال تخصيص أكثر من 21 مليار دولار منذ بداية الأزمة لأدوات التشخيص، واللقاحات، والعلاجات، وذلك لصالح البشرية.

وسارعت دول مجموعة العشرين بالقيام بكل ما يلزم لحماية المنشآت، والتجارة، والوظائف، والصناعات، فضخت 5 تريليونات دولار عند بداية الأزمة، وتعهدت بتقديم مساهمات مالية جديدة واستثنائية طوال العام.

كما كَّرست دول أعضاء المجموعة جهودها لحماية الدول والشعوب المحتاجة، حيث أطلقت مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين “DSSI” والتي استفادت منها 44 دولة وأكثر من مليار إنسان.

اســتعداد للمستقبل

ووفقا لصحيفة «الشرق الأوسط»، خلصت الاجتماعات العليا في أمانة مجموعة العشرين، إلى التأكيد على أنه «لا يمكن إدارة التحديات الصحية والاقتصادية التي تواجه العالم من قبل كل دولة منعزلة، فالعالم مترابط للغاية، لذا هناك حاجة إلى العمل معاً، مع احترام وجهات النظر والظروف والتقاليد المختلفة».

وتعد السعودية الدولة الشابة بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين التي أخذت على عاتقها إحداث التحول الاقتصادي والاجتماعي الكبير لشعبيها، مما ينعكس في سعيها للتقدم والرغبة في اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين، مؤكدة أنه بالعمل مع الشركاء الدوليين والمجتمع المدني والأعمال والاجتماعات سيتمكن العالم من وضع أسس لاستعادة النمو والتعافي بصورة أقوى وضمان الحماية والاستعداد بشكل أفضل في المستقبل.

ووفق تأكيدات عدد كبير من الخبراء والمراقبين، فإن «عام 2020 سيظل عالقا في الأذهان على أنه عام التغيير، وسيتذكر الجميع رئاسة المملكة العربية السعودية على أنها هي من قادت الطريق نحو مستقبل أفضل».

ربما يعجبك أيضا