أفغانستان.. مخاوف غربية من عواقب سحب القوات الأمريكية وطالبان ترحب

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن سحب 2000 جندي من أفغانستان و500 من العراق قبل انتهاء عهدة الرئيس الحالي دونالد ترامب، وينخفض بذلك عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان من 4500 إلى 2500، فيما ينخفض عددهم في العراق من 3000 إلى 2500.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، كريستوفر ميلر، إن قرار خفض القوات “اتخذ بناء على توجيهات الرئيس ترامب، وبعد التشاور مع مجلس الأمن القومي والقادة العسكريين”، أما مستشار الأمن القومي الأمريكي، فقال إن ترامب “يأمل في عودة جميع القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق بحلول مايو المقبل”.          

بدوره، حذر أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ من أن ثمن مغادرة أفغانستان في وقت قريب جدًا قد يكون باهظًا للغاية.

أما حركة طالبان فرحبت بالانسحاب الأمريكي، وهي مستمرة في هجماتها على قوات حكومة كابول، وتحاول السيطرة على المزيد من الأراضي في ولايات قندوز، وهلمند، وغزني، وفراه، وهي تسيطر أصلا على مساحات شاسعة من أفغانستان.

الجيش الأمريكي

وكان الجيش الأمريكي توقع أن يصدر الرئيس دونالد ترامب أمرا رسميا، الأسبوع الجاري، لبدء انسحاب إضافي للقوات في أفغانستان والعراق، قبل مغادرته منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين مُطلعين (لم تسمّهم) قولهم إن “البنتاغون أصدر إشعارا للقادة، يعرف باسم “أمر تحذير”، لبدء التخطيط لخفض عدد القوات الأمريكية إلى 2500 جندي في أفغانستان و2500 في العراق بحلول 15 يناير/ كانون الثاني، وسط توقعات بإصدار ترامب لقرار خفض القوات في البلدين”.

فيما قال مسؤول أمريكي، إن “الجهات المختصة في وزارة الدفاع، تلقت تعليمات الرئيس ترامب بسحب إضافي للقوات من أفغانستان والعراق، وتقوم بوضع مخطط لذلك”.

تضارب ميللر

والغريب أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، كريستوفر ميللر، أرسل رسالة تبدو متناقضة إلى الجيش، قائلا: “الولايات المتحدة يجب أن تواصل معركتها ضد القاعدة والقوى الإرهابية التي كانت وراء أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، بينما قال أيضا إن الوقت قد حان لإعادة القوات إلى الوطن.

وكتب ميللر في رسالته: “هذه الحرب لم تنته بعد.. نحن على وشك هزيمة القاعدة والمرتبطين بها، لكن يجب أن نتجنب خطأنا الاستراتيجي السابق المتمثل في الفشل في رؤية المعركة حتى النهاية.. في الواقع، لقد كانت هذه المعركة طويلة، وكانت تضحياتنا هائلة، والكثيرون سئموا الحرب – أنا واحد منهم – لكن هذه هي المرحلة الحاسمة التي ننتقل فيها جهودنا من دور القيادة إلى الدور الداعم”، وأضاف ميلر: “يجب أن تنتهي كل الحروب.. إنهاء الحروب يتطلب التنازلات والشراكة. لقد واجهنا التحدي، أعطيناه كل ما لدينا.. الآن، حان وقت العودة إلى المنزل”.

الناتو

في سياق متصل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، ينس ستولتنبرغ، إن قرار الولايات المتحدة بخفض عدد قواتها في أفغانستان متسرع وسيكون تكلفته مرتفعة للغاية، وأوضح ستولتنبرغ، أنه على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة بشأن مهمة الناتو في أفغانستان، وأضاف ” نحن الآن نواجه قرارا صعبا. نحن في أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاما، ولا يريد أي من حلفاء الناتو البقاء لفترة أطول من اللازم”، وتابع “لكن في الوقت نفسه، قد يكون ثمن المغادرة في وقت مبكر أو بطريقة غير منسقة مرتفعا للغاية”.

وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى أن تنظيم “داعش” قد يعيد بناء دولتخ من جديد في أفغانستان بعد أن فقدتها في سوريا والعراق، وذكر أن الناتو قلص بشكل كبير من وجوده في أفغانستان لدعم عملية السلام فيها، مضيفا أن هناك أقل من 12 ألف جندي للناتو في أفغانستان وأن أكثر من نصفهم ليسوا أمريكيين.

الموقف الأفغاني

بدوره استبعد أسد الله خالد، القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني، إمكانية انسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل من البلاد في وقت قريب، وقال خالد إنه على عكس التصور العام، قد يرتفع عدد القوات الأجنبية بدلاً من ذلك في الأشهر المقبلة، وأضاف أن مسلحي طالبان عجلوا في هجماتهم بالتوازي مع محادثات السلام في قطر، رغبة منهم في اجتياح ولايات قندوز، وهلمند، وغزني، وفراه، لكن محاولاتهم باءت بالفشل”، وتابع: “بدلاً من ذلك، استعادت قواتنا الأمنية والدفاعية الشجاعة تسع مناطق كانت تحت سيطرة طالبان”.

ربما يعجبك أيضا