برعاية مصرية.. عودة ملف المصالحة الفلسطينية واستكمال لقاءات «فتح» و«حماس» بالقاهرة

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بعد 13 عامًا من الانقسام والمحاولات الفاشلة، عاد ملف المصالحة الفلسطينية من جديد إلى الساحة السياسية بدعوة من القاهرة، إذ تأمل أن تتحقق الوحدة الفلسطينية ومن ثم التوافق بشأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

في غضون ذلك، عُقدت عدد من اللقاءات بين وفدين من حركتي فتح و حماس بالقاهرة؛ لمناقشة موضوعات المصالحة، حيث تم التفاهم على عدد من النقاط، أبرزها استكمال اللقاءات بين الحركتين خلال الفترة المقبلة؛ لمناقشة الموضوعات العالقة كافة، برعاية مصرية كريمة.

وأكدت الحركتان على تثمينهما للجهود والرعاية المصرية المتواصلة لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط “أ ش أ”.

فتح وحماس

يشار إلى أن وفد حركة فتح ضم أمين سر لجنتها المركزية، اللواء جبريل الرجوب والقياديين أحمد حلس وروحي فتوح، فيما ضم وفد حركة حماس، نائب رئيسها صالح العاروري والقياديين خليل الحية، وحسام بدران.

بدوره، قال المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، في تصريحات سابقة، إن وفد حركته غادر القطاع لاستكمال المباحثات مع «فتح» حول ملف المصالحة الوطنية، مؤكدا إصرار حركته على إنجاح الجهود المبذولة لبناء استراتيجية نضال مشتركة ينخرط فيها الكل الوطني الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الوطنية.

وتعد زيارة القاهرة الثانية لممثلي الحركتين بعد اتفاقهما على إجراء الانتخابات وفق جدول زمني محدد لإنهاء 13 عامًا من الانقسام.

فى سياق آخر، قال أمين سر اللجنة المركزية، لـ«فتح»، اللواء جبريل الرجوب، إن السلطة الوطنية جاهزة للتفاوض مع إسرائيل مجددا استناداً إلى القرارات الدولية وليس صفقة القرن.

وأضاف، في لقاء تليفزيونى قبيل قدومه للقاهرة، إن نتائج الانتخابات الأمريكية قد تكون لها تداعيات على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأن الديمقراطيين مازالوا متمسكين بحل الدولتين، بينما الأغلبية في الحكومة الإسرائيلية والكنيست من اليمين الذي يدعو لتنفيذ الصفقة.

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، إن القيادة الفلسطينية لا تنظر إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، باعتباره المنقذ أو أنه سيقف بجانب الشعب الفلسطيني.

وأضافت عشراوي: إنه يجب معالجة جذرية للشوائب التي أدت إلى فشل السياسة الأمريكية في المنطقة والانطلاق إلى مرحلة جديدة وليس تكرار أخطاء الماضي التي آلت إلى الوضع المأساوي الحالي، لافتة إلى أن القيادة الفلسطينية معنية بطرف دولي ثالث يرعى المفاوضات.

فرص إنهاء الانقسام

من جانبه، قال رأفت عليان القيادي بحركة “فتح” في لقاء تلفزيوني على قناة “الغد” الفضائية: إن مفتاح الحل في ملف المصالحة هي الانتخابات وأن يكون للشعب الفلسطيني رأيه، مشيرًا إلى أن الأجواء في لقاء القاهرة كانت إيجابية والطرفين متفقين على ضرورة الذهاب إلى الانتخابات وهذه أخبار سارة وجيدة لإنهاء الانقسام ولكننا نحن نتحدث عن الممارسة على الأرض بعد عودة الطرفان إلى غزة ورام الله فهل هناك إمكانية على تطبيق هذه الاتفاقية التي تمت على الطاولة على أرض الواقع  لكي يشعر به المواطن الفلسطيني؟

وأضاف: إن الشعب الفلسطيني يأمل أن يكون الاتفاق فعلي على أرض الواقع.

ولفت عليان إلى أن العودة إلى حكومة وحدة وطنية تعد لانتخابات على الفور تكون هذه هي أخبار سارة دون ذلك يبقى هذا الاجتماع وهذه الابتسامات التي يوزعها الطرفان فقط للتسويق الإعلامي.

فيما قال شرحبيل الغريب كاتب ومحلل سياسي، إن القاهرة تدفع بكل ثقلها من أجل تقريب وجهات النظر لطي صفحة الإنقسام إلى الأبد.

وأشار إلى أن ما يناقش في القاهرة ملفات حساسة ومهمة جدا ربما هذه الملفات تتحدث عن الانتخابات التشريعية والمجلس الوطني والرئاسي وتحدد مواعيد واضحة والحديث عن تنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العاملين في بيروت واللجان المنبثقة عنها، وهناك حرص شديد على الوصول لاتفاق واضح البنود للتنفيذ بشكل عملي هذه الحالة تجعلنا نرسم سيناريو بشأن هذه الفرصة التاريخية التي تستضيفها القاهرة من الممكن أن تؤسس لعلاقات وشراكة وطنية ومصالحة فلسطينية شاملة.

وأوضح المحلل السياسي أن أهم الملفات حاليًا هو ملف الانتخابات وأن يحدد موعد للانتخابات التشريعية وهذه الرؤية إذا ما نجحت القاهرة في الضغط في تثبيتها في اتفاق واضح، ستشكل تغيير في الحالة الوطنية المستمرة بفعل الإنقسام.

من جانب آخر، توقع مراقبون تأخر التوصل إلى اتفاق بشأن المصالحة حتى تسلم جو بايدن الرئاسة الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا