على خطى فرنسا.. نواب ألمان يدعون لحظر الذئاب الرمادية

محمود رشدي

رؤية – محمودرشدي

توجه جديد من البرلمان الألماني لدراسة حظر المنظمة الرمادية التركية المتطرفة، وكانت الحكومة الفرنسية قد حلت المنظمة بدعوى أنها تثير التمييز والكراهية وضالعة في أعمال عنف، ومن المؤكد أن أنقرة لن تنظر إلى الخطوة بعين الرضا، خاصة لارتباط الحركة بحزب الحركة القومية حليف الرئيس رجب طيب أردوغان.

نواب ألمان يدعون لحظر المنظمة

دعا نواب ألمان الحكومة إلى النظر في حظر جماعة الذئاب الرمادية القومية التركية المتطرفة، المرتبطة بشكل وثيق بأحد حلفاء الرئيس رجب طيب أردوغان. وبحسب المشرعين الألمان، هناك نحو 11 ألف تركي ينتمون إلى اليمين المتطرف في ألمانيا. وكانت فرنسا أعلنت مطلع شهر نوفمبر حل هذه الجماعة، المتهمة بتبني عقيدة قومية وعنصرية.

وبرر مقدمو الطلب هذه الخطوة بأن المنظمة عنصرية ومعادية للسامية ومعادية للديمقراطية وتهدد الأمن الداخلي في البلاد. وقد رحب الطلب المقدم إلى البرلمان الألماني بالتصرف الفرنسي مع المنظمة “وربط ذلك بالأمل في أن تتبع دول أخرى النموذج الفرنسي.

وحسب تقرير لهيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية)، فإن الذئاب الرمادية تحمل وتنشر الأفكار القومية اليمينية المتطرفة، ونوه التقرير إلى ان المنظمة لها علاقات بحزب الحركة القومية في تركيا والذي يشكل تحالفاً حكومياً مع حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية).

وكان الجيش الألماني قد أعلن عن تحقيقات بشأن أربع وقائع تطرف داخل صفوف الجيش لها علاقة بجماعة الذئاب الرمادية المعروفة كذلك باسم الشباب المثالي، وقالت الحكومة إن إحدى هذه الحالات تثبت بأدلة موثقة عدم ولاء للدستور في الحد الأدنى.

فرنسا

وكانت الحكومة الفرنسية قد حلت منظمة الذئاب الرمادية قبل أسبوعين بدعوى أنها تثير التمييز والكراهية وضالعة في أعمال عنف. لكن الخارجية التركية نددت بالخطوة وطالبت بضرورة “حماية حرية التعبير والتجمّع للأتراك في فرنسا.

وجاء قرار الحكومة الفرنسية بعد تشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية قرب ليون بكتابات شملت عبارة الذئاب الرمادية.

عنف الحركة

توصف بالجناح غير الرسمي لحزب الحركة القومية الذي يقوده دولت بهجلي الذي دخل في تحالف حكومي مع أردوغان رغم أنه كان من أشد معارضيه

وتتهم الذئاب الرمادية بارتكاب نحو 700 عملية اغتيال بين عامي 1974 و1980، ويتواجد عناصرها في أوروبا خاصة في ألمانيا التي بها أعداد كبيرة  من الأتراك

خرج عناصرها بمظاهرات ضد الأرمن في عدة مدن فرنسية، و كتبوا اسم منظمتهم على نصبٍ تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية في مدينة ليون، كما اعتدوا على احتجاجاتٍ كردية وأخرى أرمنية في فرنسا وألمانيا والنمسا قبل أشهر.

النظام التركي والحركة

يستغل أردوغان كل مكان وجد فيه الترك لخلق نوع من الارتباك الداخلي في هذه الأماكن، بهدف إحياء المشروع الكبير الذي يتبناه والمتمثل في إعادة بعث الخلافة العثمانية والتي قامت تاريخيا على فكرة المشروعية الدينية والتفوق العرقي التركي

ويستخدم النظام التركي اتباعة في العديد من الدول الأوروبية لعدة أهداف أولها التجسس على تلك الدول بحسب تقارير نشرتها أجهزة الاستخبارات الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، التي أعلنت أن الأئمة الذين ترسلهم تركيا إلى مساجد بلادهم يتجسسون لصالح النظام التركي.

ويعود الهدف الثاني من الاستغلال التركي لتلك العناصر لكي يكونوا ادوات ضغط على الدول الأوروبية، بينما يهدف الثالث في أن يستخدمهم النظام التركي في أعمال الشغب والفوضي في تلك البلدان كما تقوم به جماعة الذئاب الرمادية.

ربما يعجبك أيضا