وعود أردوغان تتبخر.. والاعتقالات الليلية تلاحق الأويغور

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تحدث رئيس رابطة الأويغور الأمريكية، قزات ألطاي، عن مآسي اعتقال الأويغور في تركيا، من خلال عدة تدوينات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

ألطاي، أوضح أن الناشط الأويغوري إحسان بك تم اعتقاله الليلة الماضية، من خلال مداهمة منزله بالبنادق مثل أفلام هوليوود، مشيرا إلى أن الشرطة التركية تعمدت إخافة زوجته وأطفاله بتوجيه السلاح إليهم أيضًا.

وأوضح ألطاي أن إحسان بك لاقى في تركيا نفس المعاملة السيئة التي هرب منها في الصين، مضيفًا أن إحسان بك الذي يحاول أن يكون صوت الأويغور بطريقة نشطة في تركيا، يتم احتجازه باستمرار من قبل الشرطة التركية، بحجج غير واقعية، فضلًا عن تعرضه للمضايقات من قبل المخابرات.

وانتقد ألطاي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن زعيم الأمة الذي يصيح ضد دولة الكيان الصهيوني، ويزأر كالأسد في وجه ممارسات صحيفة شارلي إيبدو، يعرض حياة وممتلكات الأويغور للخطر، عندما تأتي مليارات الدولارات من الصين.

كانت الشرطة التركية، اعتقلت؛ بعمليات أمنية في منتصف الليل، 3 لاجئين من أقلية الأويغور، الذين كانت عائلاتهم في معسكرات الإبادة الجماعية في الصين منذ سنوات.

نشطاء الأويغور

ونشر ألطاي تدونية أخرى تضم صورا مختلفة لأردوغان ممسكا بالقرآن الكريم، وكتب عليها: “ليلة أمس تم اعتقال 3 من نشطاء الأويغور في مدينة إسطنبول أمام أطفالهم. ألا يأمرنا القرآن بأن نكون عادلين؟ بالأمس فقط تحدثوا عن سيادة القانون. من المفهوم، أنه لا القانون ولا القرآن، بل الصين التي تمنح تركيا الأموال هي الأعلى”.

وكان الأمين العام للمؤتمر العالمي للأويغور الدكتور أركين أمات، دعا الحكومة التركية إلى أن تكون أكثر جرأة تجاه قضية الأويغور الأتراك في الصين، واتهم أردوغان بالتخلي عن قضية الأويغور بعكس ما ظهر منه في عام 2009.

وأوضح أمات، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، وصف الأحداث في أورومتشي في عام 2009 بأنها “إبادة جماعية”، بينما يحدث اليوم ما هو أسوأ بكثير، لكن أردوغان يلتزم الصمت، ولا يتخذ أي موقف.

قمع وتقارير

وأكد أن الصين حاولت قمع “الحركات القومية المحلية” المختلفة بعد احتلال المنطقة عام 1949 ، حيث قُتل العديد من المثقفين والفنانين والمثقفين الأويغور في ذلك الوقت، وهرب أولئك الذين تمكنوا من الفرار إلى الخارج. فهدف الدولة الصينية، التي أطلقت حركة تحت اسم “الثورة الثقافية” في عام 1966، هو “استيعاب هذه المنطقة”، مشيرا إلى أن الصين حاولت أن تجعل الأويغور ينسون لغاتهم ودياناتهم وثقافاتهم بهذه السياسة.

يشار إلى أن تقارير الأمم المتحدة تتحدث عن وجود ما لا يقل عن مليون مواطن أويغوري محتجزين قسرًا داخل معسكرات، تطلق عليها الصين اسم “مراكز التدريب المهني”؛ بينما ترفض الحكومة الصينية الكشف عن أعداد هذه المعسكرات، وعدد الموجودين بداخلها، ومدى تمتع الموجودين بداخلها بحياتهم الاجتماعية.

المصالح تتصالح

ومنذ عامين، تتعالى الأصوات الداخلية التي تتهم الرئيس التركي رجب أردوغان وحزب العدالة والتنمية بالتخلي عن قضية الأويغور لصالح الاستثمارات الصينية، بحسب موقع صحيفة زمان التركية.

وانتقد زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” وحليفه الحزب “القومي” بـ”بيع قضية الأتراك الأويغور المسلمين في الصين”، واصفًا التحالف الحاكم بـ”الأسير للصين”، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال المؤتمر الدوري الأول لحزبه بمدينة مرسين جنوب تركيا.

داود أوغلو قال: “ما المصلحة الاقتصادية التي التزمتَم لأجلها الصمت على ممارسات الصين؟ أليس العالم أكبر من خمس دول كما تقولون؟ يبدو أنكم نسيتم أن الصين أحد القوى الخمس هذه. ألم يكن أردوغان صوت المظلومين ودولت بهجلي حامي الأتراك بالخارج؟ أي عبودية وانعدام كرامة هذا يا ترى؟”، على حد تعبيره.

وواصل داود أوغلو الذي انشق العام الماضي عن حزب العدالة والتنمية مهاجمة التحالف “الإسلامي القومي” الحاكم في تركيا قائلا: “ما الثمن الذي قبضتموه نظير بيعكم تركستان الشرقية؟ فلتخبرونا، ما هو قيمة الأويغور وفق حسابكم يا ترى”، في إشارة منه إلى سكوت الحكومة على الانتهاكات الصينية ضد الأويغور بسبب القروض التي تحصل عليها من الصين.

وكان وزير المالية التركي المستقيل، برات ألبيرق، أعلن في يوليو 2018 أن بلاده حصلت على حزمة قروض من مؤسسات مالية صينية، بقيمة 3.6 مليارات دولار، وذلك في تغريدة نشرها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

الصين وتركيا

ووفق تقرير لصحيفة صنداي تلغراف خرقت تركيا في الآونة الأخيرة مبدأ عدم تسليم الأويغور إلى الصين، عبر اتباع أسلوب مكن الصين في النهاية من ترحيل الأويغور إلى معسكرات التأهيل سيئة السمعة.

وقال تقرير الصحيفة البريطانية إن اعتماد تركيا الاقتصادي المتزايد على بكين يضر بقدرتها على تحمل الضغط الصيني وحماية الأويغور الذين فروا من إقليم شينجيانغ.

وبينما ترفض تركيا إعادة الأويغور مباشرة إلى الصين، يقول نشطاء إنه يتم إرسالهم إلى دول ثالثة، مثل طاجيكستان ومن هناك، يسهل على الصين تأمين تسليمهم.

وبحسب الصحيفة التي عرضت قصة امرأتين من الأويغور تم ترحيلهم من تركيا إلى طاجيكستان رغم عدم صلتهما بهذه الدولة ثم انقطعت أخبارهما، أجبر الاقتصاد المتشنج والاحتكاك مع أوروبا تركيا على الاستثمار في صداقات أخرى، وخاصة الصين.

استثمارات

وكجزء من مشروع بكين للحزام والطريق، استثمرت الشركات الصينية المليارات في تطوير البنية التحتية التركية، وتهدف بكين إلى مضاعفة الاستثمارات إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام المقبل.

وقضى عشرات من الأويغور أشهرًا في مراكز الاعتقال والترحيل في أنحاء تركيا بدون تهمة نتيجة المطالب القضائية الصينية.

وقال إبراهيم إرجين، وهو محام متخصص في قضايا الترحيل: “لن يتم تسليم الأويغورين من تركيا مباشرة إلى الصين. ولا أعتقد أن هذا سيتغير في أي وقت قريب. لذا فإنهم (الصين) يحاولون جعل حياتهم بائسة قدر الإمكان، وإرسالهم إلى بلدان أخرى حيثما أمكن ذلك.

ومع تحسن العلاقات بين الصين وتركيا، فقد خسر الأويغور”.

وأضاف إرجين: “لدي قائمة تضم 200 أكاديمي من الأويغور في تركيا، بطريقة أو بأخرى، الصين تطالب بترحيلهم جميعاً”.

ربما يعجبك أيضا