22 مليار برميل نفط «غير تقليدي».. إنجاز إماراتي «تنافسي» جديد

كتب – حسام عيد

باستراتيجية تنافسية، تمضي الإمارات قدمًا في التحول إلى مركز إقليمي وعالمي للطاقة، فبعد إعلانها إنتاج أول كمية من الغاز غير التقليدي بالشرق الأوسط في الأسبوع الثاني من نوفمبر الجاري، لم تمض سوى أيام قليلة، لتكشف النقاب عن إنجاز فريد جديد، وهو اكتشاف 2 مليار برميل من النفط الخام التقليدي و22 مليار برميل من موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص.

اكتشافات نفطية ضخمة

وقد أعلن المجلس الأعلى للبترول في أبوظبي يوم الأحد الموافق 22 نوفمبر 2020، اكتشافات جديدة لموارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية تقدر كمياتها بحوالي 22 مليار برميل من النفط، إضافة إلى زيادة احتياطيات النفط التقليدية بمقدار 2 مليار برميل من النفط في إمارة أبوظبي.

جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الذي عقده يوم الأحد عبر تقنية الاتصال المرئي، برئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول.

وتأتي هذه الزيادة في الاحتياطيات نتيجة لعمليات التطوير المستمرة التي تقوم بها شركة بترول أبوظبي الوطنية-أدنوك في سعيها لتحقيق هدفها بزيادة السعة الإنتاجية إلى 5 ملايين برميل من النفط يومياً بحلول عام 2030، وأنشطة التقييم، لا سيما في حقل “النوف”.

وتم دعم تقييم موارد النفط غير التقليدية ببيانات شاملة وموسعة عن الآبار بالإضافة إلى برنامج تقييم مخصص من أدنوك في منطقة برية تغطي مساحة 25000 كيلومتر مربع في أبوظبي.

تعزيز أمن الطاقة بالإمارات

ويأتي اكتشاف شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» لموارد نفط غير تقليدية في مناطق برية وزيادة الاحتياطي النفطي من الموارد التقليدية؛ نتيجة جهودها الحثيثة لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من احتياطيات الموارد الهيدروكربونية لصالح وخدمة دولة الإمارات، حيث ستسهم الموارد الجديدة في تعزيز أمن الطاقة في الدولة، وترسيخ مكانتها موردًا عالميًا أساسيًا وموثوقًا لأجود أنواع النفط الخام، حيث استطاعت أدنوك زيادة سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى أكثر من أربعة ملايين برميل يومياً هذا العام.

ويفوق حجم الاكتشافات البالغ 22 مليار برميل من موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص التي أعلن عنها المجلس بعض الحقول الرئيسية في أبوظبي من حيث الموارد، حيث تقارن إمكانات الإنتاج بأكبر عمليات النفط الصخري في أمريكا الشمالية.

وتسهم احتياطيات النفط التقليدية البالغة ملياري برميل التي أعلن عنها المجلس في زيادة احتياطيات الإمارات من موارد النفط التقليدية إلى 107 مليارات برميل من النفط القابل للاستخلاص، مما يعزز مكانة الدولة في المركز السادس عالميًا في قائمة الدول التي تملك أعلى احتياطيات نفطية.

«أدنوك» والنمو الذكي

فيما اعتمد المجلس الأعلى للبترول خطة عمل «أدنوك» لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 448 مليار درهم “121.97 مليار دولار” للسنوات الخمس القادمة، والتي ستمكن الشركة من تحقيق النمو الذكي حيث تعتزم «أدنوك» من خلال هذه الخطة إعادة توجيه 160 مليار درهم “43.6 مليار دولار” إلى الاقتصاد المحلي خلال الفترة بين 2021 ــ 2025 عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة الذي يهدف إلى التعاون مع شركات القطاع الخاص والشركات العالمية وإتاحة المزيد من الفرص أمام القطاع الخاص المحلي والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص عمل لمواطني دولة الإمارات.

كما وافق المجلس خلال اجتماعه على ترسية «أدنوك» لمناطق جديدة لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز ضمن الجولة الثانية من المزايدة التنافسية التي أطلقتها أبوظبي في عام 2019 ضمن استراتيجيتها لإصدار تراخيص لمناطق جديدة.

واستعرض المجلس الأعلى للبترول النقلة النوعية التي تحققها «أدنوك» في نشاطاتها في مجال التسويق والإمداد والتداول والتطوير المستمر الذي تنجزه لتقديم المزيد من الخدمات والمنتجات للعملاء لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من كل برميل نفط يتم إنتاجه وتكريره وبيعه حيث أصبحت أدنوك بفضل هذا التوسع أكثر تكاملاً في مجالات الشحن والخدمات اللوجستية والتخزين والتجارة والتداول؛ وذلك عبر تأسيس شركتين تجاريتين جديدتين هما: “أدنوك التجارية” و”أدنوك للتجارة العالمية”.

كما تعتزم «أدنوك» توسيع قدراتها في مجال الشحن من خلال شراء أسطول من ناقلات النفط الخام العملاقة من خلال شركة “أدنوك للإمداد والخدمات” مما يوفر تدفقات جديدة للإيرادات على المدى البعيد مع دخولها قطاعاً جديداً لدعم تلبية الطلب المتنامي على منتجاتها وانتقالها إلى التجارة والتداول.

واطلع المجلس على المشروع المشترك الذي تم الإعلان عنه مؤخراً بين أدنوك و” القابضة ” -ADQ تحت اسم “تعزيز”- والذي أسسه الطرفان بهدف تطوير والإشراف على إقامة مشاريع صناعية ضمن “مجمع الرويس للمشتقات البتروكيماوية”.

وأشاد الشيخ محمد بن زايد بجهود «أدنوك» لتوسعة استثماراتها ونشاطاتها عبر استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي لضمان استمرارها في تحقيق قيمة مستدامة لدولة الإمارات وشعبها.

كما أشار إلى أهمية نجاح “أدنوك” في المحافظة على تنافسيتها ومرونتها واستمرارية واستدامة أعمالها دون انقطاع أو توقف في عملياتها الأساسية ومواصلة تحقيق أهدافها التشغيلية والمالية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها الأسواق حاليا وانتشار جائحة “كوفيد ـ 19”.

دفع عجلة التعافي بحقبة ما بعد كورونا

كما أعرب ولي عهد أبوظبي عن تقدير المجلس الأعلى للبترول للتقدم المحرز في خطط «أدنوك» للتوسع في عمليات التكرير والبتروكيماويات، مشيراً إلى أنها ستلعب دورًا مهمًا في دفع عجلة التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد “كوفيد – 19″، إضافة إلى نهج أدنوك الذكي والمبتكر في التوسع في بناء الشراكات الاستراتيجية وخلق الفرص الاستثمارية المشتركة التي أدت إلى إنجاز الشركة لعدد من الاتفاقيات والصفقات المهمة.

من جانبه، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، الدكتور سلطان الجابر: “استطعنا بفضل توجيهات القيادة الحكيمة والنقلة النوعية التي قمنا بها على مدى السنوات الأربع الماضية تحقيق أداء تشغيلي ومالي قوي، إضافة إلى تعزيز مكانة وقدرات ومرونة أدنوك لمتابعة دورها الرائد في تحقيق قيمة مستدامة للإمارات على المدى البعيد وخلق فرص استثمارية جديدة للقطاع الخاص المحلي وتوفير فرص عمل للمواطنين عبر برنامجنا لتعزيز القيمة المحلية المضافة”.

وأضاف في تعليق له بشأن الاكتشافات الهيدروكربونية الجديدة: “إن إعلان المجلس الأعلى للبترول اكتشاف كميات كبيرة من الموارد النفطية غير التقليدية والقابلة للاستخلاص، يجسد مدى كفاءة أدنوك في تسريع وتيرة استكشاف وتطوير موارد أبوظبي الهيدروكربونية غير التقليدية وهو يمثل إنجازا كبيرا لتطور قطاع الموارد غير التقليدية في الدولة”.

ربما يعجبك أيضا