هل تخطط الولايات المتحدة إلى عمل عسكري ضد إيران؟

يوسف بنده

رؤية

بات موضوع الاتفاق النووي والعودة إلى طاولة المفاوضات من المواضيع المتداولة في الصحف الإيرانية، بعد الإعلان عن فوز مرشح الديمقراطيين جو بايدن، وذهاب دونالد ترامب صاحب الموقف المتشدد تجاه طهران والاتفاق النووي بنسخته القديمة.

 وقد رأت صحيفة “ابتكار” أن الزيارات الخارجية التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد تهدف لتقديم الدعم والتأييد لهجوم محتمل على إيران، في الأيام الأخيرة، من وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

وحسب تقرير قناة إيران انترنشنال، فقد أوضحت الصحيفة أن الشروط الأمريكية الـ12 التي جاءت على لسان وزير خارجيتها لم يتحقق أي منها، فالضغوط القصوى لم تقيد طهران في دعم المجموعات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان، كما فشلت هذه السياسة في منع زعزعة استقرار المنطقة، فإيران ومن خلال مهاجمة السفن في مياه الخليج، والهجوم على المنشآت النفطية في السعودية باستخدام طائرات مسيرة، ومهاجمة القوات الأميركية في العراق، أظهرت أنها مستمرة في سياستها، وإدارة ترامب عمليا فشلت في خلق ردع لسياسات طهران.

وتوقعت الصحيفة، وبالنظر إلى هذه المعطيات وتأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على رفع إيران نسبة مخزونها من اليورانيوم أن تقدم إدارة ترامب على عمل عسكري يستهدف إيران، وتحديدا منشآتها النووية.

قاذفة قنابل تتحرك

وقد أعلن الجيش الأميركي إرسال قاذفة استراتيجية من طراز «B-52H» من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، في مهمة طويلة لردع «العدوان» وطمأنة شركاء واشنطن بالمنطقة، دون تحديد وجهتها النهائية، وذلك بعد أيام من إعلان انسحاب جزئي للقوات الأميركية من العراق وأفغانستان.

وعادةً ما تُستخدَم هذه القاذفة للقصف في بداية هجمات عسكرية كبيرة، لتدمير منشآت معادية ضخمة، وبنى تحتية لوجستية، ومواقع شديدة التحصين تحتاج إلى قنابل ثقيلة، كالمواقع النووية الإيرانية المحصنة، والتي تقع تحت الأرض.

وحسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، فقد جاءت هذه الخطوة رغم المعلومات التي أكدتها «نيويورك تايمز» عن استبعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيام بضربة عسكرية كبيرة لطهران، قبل مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، بعد أن سأل مستشاريه عن سيناريوهات توجيه ضربة لطهران تستهدف على الأرجح برنامجها النووي.

قاآني في بغداد

وفي تطور آخر، قالت مصادر إيرانية: إن قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قاآني، الذي عاد إلى بغداد فجأة، اتفق مع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي على العودة إلى الهدنة، التي خرقتها فصائل عراقية موالية لطهران قبل أيام بإطلاقها صواريخ باتجاه السفارة الأميركية، مقابل تعهُّد الكاظمي بأن القوات الأميركية لن تقوم بأي ضربة ضد الفصائل العراقية الموالية لطهران، وهو احتمال بقي على الطاولة في واشنطن على عكس احتمال توجيه ضربة كبيرة لطهران.

وتابعت المصادر أن الكاظمي أكد للمسؤول الإيراني، أنه يستطيع تقديم ضمانات تتعلق بالجيش العراقي الذي لن يقدم أو يشارك بأي عمل عسكري ضد الفصائل، كما أن حكومته لن تغطي سياسياً أي تحرك أميركي منفرد، لكنه لا يمكن أن يقدم أي ضمانات نيابة عن الأميركيين.

وقد وصف سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، التقارير الإعلامية الأخيرة حول الزيارة السرية التي قام بها إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى العراق في أعقاب قيام إدارة دونالد ترامب بدراسة احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، وصفها بأنها “فبركة إعلامية”.

وكانت وكالة “أسوشييتد برس”، وشبكة “بي بي سي” العربية، قد ذكرتا أن قاآني قام بزيارة “سرية” للقاء مسؤولين عراقيين في الأيام الأخيرة.

وبحسب وكالة “أسوشييتد برس”، فقد التقى قاآني، خلال هذه الرحلة، بجماعات مدعومة من إيران وطلب منهم عدم القيام بعمل “استفزازي” في الشهرين المتبقيين من إدارة دونالد ترامب.

وأفادت “بي بي سي” العربية، نقلاً عن مصادر في جماعات عراقية، أن قائد فيلق القدس زار العراق يوم الأربعاء الماضي، والتقى خلال زيارته أيضًا رئيس الوزراء العراقي. وطبقاً للتقرير، كان من أبرز معالم زيارة قاآني التركيز على منع الجماعات المتشددة من مهاجمة المصالح الأميركية والحفاظ على وقف إطلاق النار حتى تتولى الإدارة المقبلة السلطة.

عمليات إسرائيلية

وفي حين أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل بعمليات أمنية سرية وجراحية، بدلاً من توجيه ضربات كبيرة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 14 مسلحاً موالياً لإيران، معظمهم عراقيون، مساء السبت في ضربات جوية استهدفت مواقعهم في شرق سورية، مُرجِّحاً أن طائرات «إسرائيلية» هي التي شنت الغارات.

ونفت مواقع مقربة من دمشق، نقلاً عن مصادر سورية، وقوع أي غارات بالمنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، والتي تخضع لنفوذ إيراني.

وبحسب الجريدة الكويتية،، قالت مصادر، إن الطائرات الإسرائيلية لم تقم بأي غارات على الحدود السورية- العراقية، مرجحة أن يكون الجيش الأميركي وراء الضربة.

وأضافت أن آخر هجمات لسلاح الجو الإسرائيلي في سورية كانت الأربعاء الماضي، عندما تبنّت تل أبيب رسمياً قصف «مواقع إيرانية» في سورية، بعد إعلانها اكتشاف عبوات ناسفة مزروعة في الجولان.

وتوعّدت إيران أمس، بهزيمة أي محاولة إسرائيلية للنيل من دورها في سورية، مؤكدة أن عصر هجمات «الكر والفر» في سورية من جانب إسرائيل انتهى، وذلك تعليقاً على غارة الأربعاء.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة: «وجود إيران في سورية استشاري، وبالطبع إذا عرقل أحد هذا الوجود فسيكون ردنا ساحقاً».

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في رسالة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إنه «يجب عدم العودة للاتفاق النووي السابق مع إيران، ومنعها من حيازة أسلحة نووية». وكانت شخصيات عربية، بينها رئيس الاستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل، دعت بايدن إلى إجراء حوار مع حلفاء واشنطن قبل أي تفاوض على اتفاق جديد مع طهران، مشددين على ضرورة عدم العودة للاتفاق القديم.

ربما يعجبك أيضا