إرهاب الملالي في أوروبا.. بلجيكا تحاكم «الأسدي»

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

بعد أقل من أسبوع، وفي الـ27 من الشهر الجاري، سيحاكم الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي والمتهم  بالتورط في مخطط للاعتداء على معارضين لطهران في فرنسا في 2018، مع ثلاثة آخرين أمام محكمة أنفيرس في بلجيكا.

وفي صيف 2018، أوقفت السلطات الألمانية أسد الله الأسدي، حين كان يعمل السكرتير الثالث في السفارة الإيرانية في فيينا، وتبيّن للنيابة العامة وللقضاة الذين أحالوه للمحاكمة، أنّه رئيس وحدة التجسّس الإيرانية في أوروبا، ونتيجة لذلك فقد حصانته الدبلوماسية في غضون 48 ساعة.

ويواجه أسدي، تهمة التخطيط والتمويل لعملية إرهابية، بناءً لأوامر مباشرة تلقاها من إيران، لقتل أكبر عدد ممكن من المشاركين في مؤتمر نظّمته المعارضة الإيرانية في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية، في يونيو 2018.

ويعمل المتهمون الأربعة وهم  أسد الله أسدي، وأمير سعدوي، ونسيمة نعامي، وميهرداد عارفاني، منذ سنوات على اختراق صفوف المعارضة الإيرانية.

كشفت المعلومات أن أسد الله أسدي ومحمد رضا زاريج، زارا مكان تجمع المعارضة قبل عام على انعقاده، وأكدت أن زاريج يعد من المقربين من المرشد الأعلى، فيما يتبع أسد الله أسدي لقسم 312 في وزارة الاستخبارات الإيرانية، والذي دفع بدوره مئات الآلاف إلى أمير سعدوني ونسيمة نعامي من أجل تتبع نشاطات المعارضة.

تحقيقات سرية

تشير المعلومات إلى أن من بين المتهمين زوجان بلجيكيان من أصل إيراني اعتقلا في 30 يونيو  2018 في منطقة بروكسل، وفي حوزتهما 500 غرام من المتفجرات وصاعقاً في السيارة.

ووفقا للتحقيق كانت ستستخدم هذه المعدات في اليوم نفسه لارتكاب اعتداء في فيلبانت في المنطقة الباريسية، خلال التجمع السنوي الكبير لمجاهدي خلق، الإيرانية المعارضة.

ووجه توقيف الزوجين الذي كشفته النيابة الفدرالية البلجيكية، التحقيقات نحو ألمانيا وفرنسا، أين أوقف متهم آخر في الصيف.

وسببت القضية التي تولاها القضاء البلجيكي في سرية تامة،  توتراً دبلوماسياً خاصةً بين فرنسا وإيران.

وفي أكتوبر 2018 اتهمت السلطات الفرنسية وزارة الاستخبارات الإيرانية بالتخطيط لهذه المؤامرة وهو ما نفته طهران بشدة.

محاولة يائسة

وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: إن هذه المرامرة كانت محاولة يائسة للنظام للقضاء على البديل القابل للحياة، في أعقاب الاحتجاجات التي عمّت إيران في عام 2018، والتي لعبت فيها المقاومة الإيرانية دورًا رائدًا.

وسعى النظام الإيراني للإفراج عن أسدي وبذل جهودا حثيثة، رغم أنه ضبط متلبسا، وقالت صحيفة «وطن إمروز»، إن عدم نشاط جهازنا الدبلوماسي لمدة عامين أدى إلى إعلان القضاء البلجيكي عن انتهاء التحقيق بشكل نهائي وبدء محاكمة أسدي وثلاثة آخرين.

ووصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، التهم الموجهة لأسدي بـ «الزائفة» كما حاول العديد من المدافعين عن النظام إلقاء اللوم على بعض الأحزاب المارقة في نظرهم.

من جانبه، أكد رئيس جهاز أمن الدولة البلجيكي، جاك رايس، أنه تم وضع خطة الهجوم باسم إيران وتحت قيادتها، ولم يكن الأمر يتعلق بمبادرة من أسدي لوحده.

تهديد

وفي  أكتوبر الماضي، قال أسدي للسلطات الأمنية البلجيكية: إن الجماعات المسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا وكذلك في إيران مهتمة بنتيجة قضيته، وهو ما رأته السلطات هناك كتهديد مباشر لأمنها، وفقا لـ«رويترز».

وتؤكد تهديدات الأسدي مرة أخرى أن المؤامرة الإرهابية ضد تجمع المقاومة في باريس تمت الموافقة عليها على أعلى مستوى في نظام الملالي الذي يمول كل الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، وفق موقع المجلس الوطني للمقاومة الإيراني.

وبحسب المجلس ذاته، فإن محاكمة أسدي فرصة لدول الاتحاد الأوروبي لمحاسبة النظام الإيراني بأكمله على أنشطته الخبيثة.

ربما يعجبك أيضا