بسجل دموي وتمويل قطري.. تعيين رأس جديد لـ«القاعدة في بلاد المغرب»

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

بعد 5 أشهر من استهداف رئيس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، تم تعيين رأس جديد للتنظيم وهو الجزائري “أبوعبيدة العنابي” أحد كوادر التنظيم المعروف بسجله الدموي والإرهابي.. تعيين تم بتمويل وصفقة قطرية بهدف جر الجزائر نحو مستنقع الفوضى وفق أجندة أجنبية مشبوهة وفقًا لمخطط التغلغل القطري بالمنطقة.

رأس التنظيم الجديد

عيّن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب أحد كوادره على رأس التنظيم خلفًا للجزائري عبد المالك دروكدال الذي قُتل بيَد القوّات الفرنسيّة في يونيو الماضي في شمال مالي، بحسب ما أفاد موقع “سايت” الأمريكي المتخصّص في مراقبة مواقع الجماعات المتطرّفة.

وأعلن التنظيم في شريط فيديو تلقّاه موقع “سايت”، عن تعيين زعيم جديد له، هو الجزائريّ أبو عبيدة يوسف العنابي، الرئيس الحالي لـ”مجلس الأعيان” الذي يعمل كلجنة توجيهيّة للجماعة الإرهابية.

وبحسب مركز الأبحاث الأمريكي “مشروع مكافحة التطرّف” (كاونتِر إكستريميسِم بروجِكت)، فإنّ هذا العضو السابق في جماعة الدعوة والقتال الجزائريّة المدرج على اللائحة الأمريكية السوداء لـ”الإرهابيّين الدوليّين” منذ سبتمبر 2015 هو أيضًا مسؤول الفرع الإعلامي بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب ويَظهر بانتظام في مقاطع الفيديو التي ينشرها التنظيم.

من هو “أبوعبيدة العنابي”؟

أبوعبيدة يوسف العنابي، واحد من أكثر الإرهابيين دموية في منطقة المغرب العربي والساحل، واسمه الحقيقي مبارك يزيد ويكنى بـ”أبوعبيدة يوسف العنابي”، وهو واحد من مؤسسي التنظيم الإرهابي “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” بالجزائر عام 2004 مع الإرهابي عبدالمالك درودكال، والتي ارتكبت عدة عمليات إرهابية ضد مدنيين وقوى الأمن خصوصاً بالمناطق الشرقية من الجزائر.

وفي نوفمبر 2009، نجا الإرهابي أبوعبيدة العنابي من الموت بعد أن تمكن الجيش الجزائري من إصابته بجروح بليغة إثر كمين عسكري بمنطقة “امسوحان” التابعة لمحافظة لولاية تيزيوزو شرقي البلاد، وهي العملية التي قضى فيها الجيش الجزائري على 3 إرهابيين من قادة التنظيم.

شارك أبوعبيدة العنابي في تنفيذ عدة عمليات إرهابية دموية بالجزائر، كان من أبرزها استهداف محيط قصر الحكومة ومركزين للشرطة وآخر للدرك بمنطقة باب الزوار بالعاصمة الجزائرية في 2007، ونجم عن الهجمات الإرهابية مقتل 30 شخصًا وإصابة أكثر من 220 آخرين.

وكذلك محاولة اغتيال الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة عام 2007، بعملية انتحارية استهدفت حشداً شعبياً كان في انتظاره بوسط محافظة باتنة (شرق) أسفرت عن مقتل 20 شخصاً وجرح 107 آخرين.

أما أكبر وأخطر عملية إرهابية نفذها تنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” بتخطيط من الإرهابي أبوعبيدة يوسف العنابي، كانت الهجوم على المنشأة الغازية “تيقنتورين” الواقعة بمنطقة “عين أميناس” جنوبي الجزائر.

وهي العملية التي نفذها 32 إرهابياً دخلوا إلى الجزائر عبر الأراضي الليبية، ومولتها قطر بـ10 ملايين دولار، حيث رفضت الجزائر التفاوض مع الإرهابيين، قبل أن تقتحم قوة خاصة المنشأة الغازية وتتمكن من تحرير الرهائن الذين فاق عددهم 600 شخص، وتقضي على المجموعة الإرهابية، فيما قتل 23 رهينة خلال العملية.

وفي 2019، أكدت دراسة بريطانية أن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب” سعى لـ”الاستفادة من الحراك الشعبي بالجزائر”من خلال الاندساس بين صفوف المتظاهرين، والتي  سعى من خلالها الإرهابي استغلال الأوضاع السياسية واستقطاب الحراك لصالحه بهدف تجنيد عناصر جديدة في تنظيمه الإرهابي، بعد الضربات العميقة التي تلقاها في العقد الأخير، وشلت نشاطه على الأراضي الجزائرية.

تمويل قطري وأجندة مشبوهة

وبعد إعلان تعيينه، كشف الخبير الأمني الجزائري علي الزاوي، عن وجود معلومات مؤكدة عن وجود صراعات داخل هذا التنظيم الإرهابي، وعن دور النظام القطري في إعادة ترتيب صفوفه الداخلية.

وبحسب الزاوي فإن الصفقة التي تمت برعاية قطرية بين حكومة مالي وتنظيم ما يسمى بـ”نصرة الإسلام والمسلمين”، تم الإفراج بمقتضاها عن 300 إرهابي.

وأكد الزاوي دور النظام قطري في تلك الصفقة، بعد أن قاد وساطة بين الإرهابيين من جهة وحكومة مالي من جهة أخرى، استعدادا لإنقاذ التنظيم الإرهابي من السقوط.

وكشف عن أن الإرهابي ولد الإمام الشافعي، مؤسس مجموعة “التوحيد والجهاد” الإرهابية النشطة في الساحل، هو الوسيط بالصفقة المثيرة للجدل بـ”أمر قطري”.

وقال: إن “تعيين العنابي على رأس تنظيم القاعدة بالمنطقة تم بتخطيط قطري تمهيدا لإعلانه زعيمًا جديدا بعد 5 أشهر من التخبط”، في إشارة إلى سعي النظام القطري لإنقاذ القاعدة.

ووفق تقارير استخباراتية فإن الإرهابي الشافعي، هو “رجل الدوحة المدسوس في أفريقيا ومهندس علاقاتها مع الجماعات الإرهابية”، بالإضافة إلى علاقاته مع قياديي القاعدة بمنطقة الساحل.

علي الزاوي المكلف بالشؤون الأمنية والسياسية والعضو في “هيئة الأزواديين الدولية” أكد أن تعيين الإرهابي “أبوعبيدة يوسف العنابي” على رأس تنظيم القاعدة الإرهابي بالمنطقة يهدف ” لخلط الأوراق وجر الجزائر نحو مستنقع الفوضى وفق أجندة أجنبية مشبوهة”.

ونفى علي الزاوي وجود خلاف بين الإرهابي العنابي وسلفه درودكال، وقال: “لم يكن هناك أي خلاف بينهما، وما يحدث هو تنفيذ لأجندة خطرة تستهدف كل المنطقة على رأسها الجزائر بدأت منذ 2012، وهو مخطط قديم مهيأ” في إشارة إلى بداية التغلغل القطري بالمنطقة.

ربما يعجبك أيضا