بعد تصريحات لمسؤولي الاحتلال.. هل حانت ساعة ضرب إيران؟

حسام السبكي

حسام السبكي

بمرور الوقت، ومع اقتراب تسليم المرشح الجمهوري الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، مقاليد البلاد، للرئيس المنتخب جو بايدن، تزداد المخاوف، من إقدام أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة إثارة للجدل، في السنوات الأخيرة، على مغامرة غير محمودة العواقب، في ظل تهديدات متوالية للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وتحديدًا في العراق، من قبل الميليشيات المدعومة من طهران.

هذه المرة، تكشف تسريبات نقلًا عن مصادر إسرائيلية، بتلقي جيش الاحتلال، تعليمات جديدة، حول عزم الإدارة الأمريكية، توجيه ضربة للمنشآت الحيوية الإيرانية، قبيل رحيلها عن البيت الأبيض في يناير المقبل، وهو ما يلقى قبولًا وترحيبًا لدى الأوساط السياسية الإسرائيلية، غير أن الوضع في الولايات المتحدة، وخاصةً على مستوى الإدارة الجديدة، لا يرى في ذلك مؤشرًا إيجابيًا، خاصةً بعدما لقيته الولايات المتحدة وعناصرها، في حقبة ما بعد اغتيال قاسم سليماني.

وقد استعرضنا في شبكة رؤية الإخبارية، في تغطيات سابقة، تقارير حول تفكير إدارة ترامب في توجيه ضربة نحو طهران قبيل الرحيل، ويمكن الرجوع إليها في تقريري تقارير: ترامب يأبى ترك الرئاسة بدون ضرب إيران و رغم مكائد ترامب.. هل يعطي الاتفاق النووي قبلة حياة جديدة للإيرانيين؟.

تحضيرات إسرائيلية

تحضيرات جيش الاحتلال الإسرائيلي

قبيل ساعات، تلقى الجيش الإسرائيلي تعليمات بالاستعداد لسيناريو هجوم أمريكي محتمل على إيران قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في يناير المقبل.

ووفقا لموقع “واللاه” العبري، نقلا عن مصادر إسرائيلية، بارزة قولها “الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات في الأسابيع الأخيرة بالاستعداد لاحتمال قيام الولايات المتحدة بضربة عسكرية ضد إيران قبل مغادرة الرئيس ترامب منصبه”.

وأضافت المصادر بأن “الحكومة الإسرائيلية أصدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد ليس فقط بسبب أي معلومات استخبارية أو تقييم بأن ترامب سيأمر بمثل هذه الضربة، ولكن لأن كبار المسؤولين الإسرائيليين يتوقعون فترة حساسة للغاية قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في 20 يناير”.

وقال المسؤولون الإسرائيليون للموقع العبري، إن “إجراءات الاستعداد في الجيش الإسرائيلي تتعلق بالرد الإيراني المحتمل على إسرائيل بشكل مباشر أو من خلال وكلاء إيران في سوريا وغزة ولبنان“.

وأفادت المصادر الإسرائيلية بأنهم “يتوقعون أن تتلقى إسرائيل إشعارًا مسبقًا قبل أي ضربة أمريكية محتملة ضد إيران، لكنهم قلقون من عدم كفاية الاستعداد الكامل، وبالتالي الأمر الصادر إلى جيش الدفاع الإسرائيلي بالبدء في اتخاذ خطوات تحضيرية على افتراض أن مثل هذا السيناريو ممكن أن يحدث”.

وأشار الموقع إلى ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، الأسبوع الماضي، إلى أن “ترامب أثار احتمال مهاجمة منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز وذلك خلال اجتماع عقده مع كبار أعضاء فريقه للأمن القومي، حيث أثار ترامب الفكرة بعد اطلاعه على تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مخزونات إيران المتزايدة من اليورانيوم المخصب، لكن كبار المسؤولين -بما في ذلك نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو  حذروا من مخاطر التصعيد الإقليمي. لكن ترامب يبدو أنه مقتنع بأن ضرب إيران مباشرة سيكون مخاطرة كبيرة، لكنه نظر في خيارات أخرى”.

وذكر الموقع بأن “وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تحدث مرتين في الأسبوعين الماضيين مع كريستوفر ميلر وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة، وناقشا الملف الإيراني وكذلك الأوضاع في سوريا والتعاون الدفاعي المشترك”.

وزار بومبيو إسرائيل والعديد من دول الخليج، الأسبوع الماضي، لمناقشة الملف الإيراني. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية الذين كانوا بصحبة بومبيو للصحفيين إن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة“.

وأشار موقع “واللا” إلى أنه “وأثناء وجود بومبيو في الخليج، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن القاذفة الاستراتيجية من طراز B-52 نفذت مهمة قصيرة المدى وطويلة المدى في الشرق الأوسط لردع العدوان وطمأنة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها. واعتبر ذلك إشارة أخرى إلى إيران.

في هذا السياق، قالت مجلة “فوربس” الأمريكية في تقرير لها، إن رحلة الطائرات العسكرية القاذفة “بي 52” إلى الخليج كانت بمثابة رسالة تحذير إلى إيران، مفادها: لا تقوموا بتصنيع أسلحة نووية.

وأضافت في تقرير نشرته، الثلاثاء متسائلة: “لماذا طارت قاذفات بي 52 الأمريكية من نورث داكوتا إلى منطقة الخليج الأسبوع الماضي؟، السيناريو الأرجح هو أن ذلك تحذير إلى إيران بألا تقوم بتصنيع أسلحة نووية، وألا تهاجم القوات الأمريكية”.

ومضت تقول: “ولكن هل تستمع إيران إلى الرسالة؟، قال بيان للقيادة المركزية الأمريكية إن الرحلة الطويلة التي قطعت فيها طائرتان قاذفتان من طراز ”بي 52″ ما يقرب من 7 آلاف ميل من نورث داكوتا إلى الخليج كان الهدف منها ردع الاعتداء، وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة”.

وتابعت: ”تؤكد تلك الرحلة المباشرة، دون توقف، قدرة الجيش الأمريكي على نشر القوة العسكرية الجوية في أي مكان بالعالم في وقت قصير، والاندماج في عمليات القيادة المركزية للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين“.

وأردفت: ”لم تكن واضحة المهمة التي كانت الطائرتان القاذفتان مكلفتين بها، أو نوعية التسليح الذي كانتا تحملانه“.

بالإمكان الاطلاع على تقرير فوربس كاملًا من هنا.

عقوبات جديدة

إليوت أبرامز المبعوث الأمريكي لإيران

وامتدادًا للنهج العدائي الأمريكي، الذي أخذ في التصاعد حتى الذورة، في حقبة ترامب، والذي تكلل بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015، أعلن المبعوث الأمريكي لإيران إليوت أبرامز إن بلاده ستفرض عقوبات على 4 كيانات تدعم برنامج إيران الصاروخي، وذلك وفقًا لـ«العربية».

وأشار أبرامز إلى أن الكيانات الأربع الداعمة لبرنامج إيران الصاروخي مقرها الصين وروسيا.

تهوين إيراني

حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني

على الجانب الآخر، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن قرار الحرب العسكرية ضد طهران، خرج من جعبة خيارات الإدارات الأمريكية، مدعيًا بأن واشنطن أصابها “اليأس والإحباط”.

وقال سلامي، في بيان أصدره اليوم الأربعاء بمناسبة ذكرى تأسيس منظمة تعبئة المستضعفين “البسيج”، إن “الحرب العسكرية خرجت من خيارات العدو (واشنطن) الذي يشهد اليوم مرحلة غروبه“​​​.

وأضاف أن “العدو يشعر باليأس والإحباط من عدم تمكنه من ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، لافتًا إلى أن “العدو يستهدف الروح القيمة للشعب  الإيراني ودينه وثقافته ومعيشته وصحته“.

وتابع “صامدون حتى النهاية التي ستترافق مع الزوال التام للعدو”، مضيفًا “نؤمن بانتصارنا وسنتابع حتى تحقيق ذلك”.

أبواب التفاوض موصدة!

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي

وعلى ذكر الصلف الإيراني، الذي ربما يكون مدعومًا بتفاؤل حذر، بعد وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن، إلى سدة الحكم في واشنطن، يرى الجانب الإيراني، أن احتمالات التفاوض بين طهران وواشنطن، بعيدة المنال حاليًا، مشيرة إلى عدم نجاحها خلال السنوات الماضية، وما زاد الطين بلة، إقدام إدارة ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي في 2018، فضلًا عن سيل من العقوبات لم ينته حتى اليوم.

وانتقد المرشد الإيراني علي خامنئي، بشدة، تصريحات الدول الأوروبية حول برنامج إيران الصاروخي، قال في إشارة ضمنية إلى الأجواء التي أعقبت الانتخابات في الولايات المتحدة والتي أدت إلى فوز جو بايدن: “لا يمكننا الاعتماد على أقوالهم والتخطيط بناء عليها”.

وقال علي خامنئي، الذي تحدث في اجتماع المجلس الاقتصادي، أمس الثلاثاء 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، دون أن يشير إلى أي تيار محدد: “البعض يعقدون الأمل عليهم، لكن يجب أن نفترض أنه لن يكون هناك انفراج من الخارج”.

وشدد المرشد خامنئي على أن “رفع العقوبات” هو أحد سبل “معالجة العقوبات”، قائلا: “جربنا طريقة رفع العقوبات مرة واحدة وتفاوضنا لعدة سنوات، لكننا لم نتوصل إلى نتيجة”.

وقد أفردنا في شبكة رؤية، تقريرًا مستفيضًا، حول الرؤية الإيرانية لمستقبل العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، في ظل المخاوف المتبادلة من تهديدات متكررة، وذلك في تقرير «خامنئي» سكت دهرًا ونطق كفرًا .. لا تفاوض مع واشنطن!.

ربما يعجبك أيضا