السيسي في جنوب السودان.. تاريخ ممتد من التعاون المشترك

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

زيارة تاريخية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى دولة جنوب السودان والتي تعد الأولى من نوعها، والتي ستشهد عقد قمة مصرية جنوب سودانية، وستتناول مناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتنموي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين وذلك في إطار الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بينهما.

قضايا ذات الاهتمام المشترك

من المقرر أن تشهد القمة المصرية – الجنوب سودانية بين الرئيس السيسي، ورئيس دولة جنوب السودان، سيلفا كير، كذلك التباحث حول أهم التطورات السياسية الخاصة بالقضايا الإقليمية والقارية ذات الاهتمام المشترك.

حيث وصف الرئيس السيسي، مباحثاته في جوبا مع رئيس جنوب السودان بأنها مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة، عكست توافر الإرادة السياسية المشتركة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

مضيفا خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية جنوب السودان، أن مباحثاتهما تناولت تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، لا سيما التطورات الجارية في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا ذات الأهمية الاستراتيجية، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على المنطقة. حيث توافقا على تنسيق جهودنا المشتركة بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويحافظ على مصالح شعوب الإقليم في إطار من الشفافية والمصلحة المشتركة.

جوبا..أهمية خاصة

ويمثل جنوب السودان أهمية خاصة لمصر من حيث العمق الأمني والاستراتيجي، وباعتباره أرض التلاقي والتواصل العربي الأفريقي، فضلا عما يمتلكه من فرص واعدة .

وسارعت مصر عام 2011 فور إعلان ميلاد دولة جنوب السودان إلى الاعتراف بها رسميا كدولة مستقلة احتراما لرغبة أبنائها وأقامت علاقات دبلوماسية قوية معها.

وتمتلك مصر أكبر قوة ضمن قوات حفظ السلام الدولية في جنوب السودان، كما رحبت بالاتفاق بين الخرطوم وجوبا حول إقليم أبيي الغني بالنفط ودعت الأطراف إلى الالتزام به.

القاهرة – جوبا.. محطات هامة

زار رئيس جنوب السودان «سيلفا كير»، القاهرة، 3 مرات، أعوام 2014، 2017، 2017 حيث تم التأكيد خلال لقاءاته مع السيسي على تعزيز الاستثمارات والتعاون المشترك بين البلدين في جميع المجالات.

كما تم التعبير عن الارتياح لمستوى التنسيق بين الدولتين مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين من خلال الاستغلال الأمثل للفرص المتاحة لتعزيز التكامل بين البلدين والبناء عما تحقق خلال الزيارات السابقة المتبادلة بين البلدين.

تعاون مشترك

ووقعت البلدان مذكرات للتفاهم في مختلف المجالات العلمية والثقافية كما وضع حجر الأساس لفرع جامعة الإسكندرية بدولة جنوب السودان، إلى جانب تقديم آلاف المنح الدراسية السنوية لطلاب جنوب السودان بالجامعات المصرية.

وعلى المستوى الاقتصادي تم توقيع بروتوكول لإنشاء أكبر منطقة صناعية مصرية في العاصمة جوبا على مساحة 116 كم مربع لتساهم في زيادة حجم الصادرات المصرية وإتاحة آلاف فرص العمل أمام الشباب.

كما قامت القاهرة بتنفيذ حزمة من مشروعات تنموية في المناطق المعزولة بجنوب السودان لتوفير مياه الشرب الصالحة، فضلا عن تنظيم مؤتمر دولي لعرض الدراسات النهائية لإقامة أول سد متعدد الأغراض بتكلفة إنشاء تصل لـ 2 مليار دولار .

وفي المجال الصحي تسعى مصر لزيادة دعمها لجنوب السودان من خلال المساعدات الدوائية وإنشاء وحدات الغسيل الكلوي في مستشفيات جوبا وتدريب الطواقم الطبية في جنوب السودان.

عديدة هي إذن مجالات التعاون بين القاهرة – جوبا، وتأتي زيارة السيسي، في وقت بالغ الحساسية والأهمية، لتأكيد الحضور المصري في القارة السمراء، والعودة إلى الحضن الأفريقي، عبر مشاريعها التنموية ومد يد المساعدة لبلدان الجوار الأفريقي.

ربما يعجبك أيضا