لغز كوريا الشمالية.. ممنوع الاقتراب والإعدام عقوبة مخالفي التدابير الوقائية

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

«لا يوجد كورونا في البلاد» هكذا أعلنها زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون» ، حيث تتخذ كوريا الشمالية، إجراءات شديدة لمنع انتقال الفيروس إليها، أغلقت حدودها ليس فقط أمام الناس بل وأمام البضائع الأجنبية.

تقول وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: «بيونج يانج تقيم بحزم جدار حصار في المناطق القريبة من الحدود وخط الترسيم العسكري، وتطالب العمال والمقيمين بالالتزام بالنظام والسيطرة فورا على أي موقف غير طبيعي، والاستجابة له».

وذكرت محطة الإذاعة الكورية أن البلاد تبني “جدار حصار” في عمق المنطقة الحدودية وبالقرب من خط الترسيم العسكري.

وقالت تقارير إعلامية: إن السلطات الكورية الشمالية منعت صيد الأسماك حتى «لا تسمح بأي ثغرة لانتقال الفيروس عبر القمامة البحرية».

وقد أبلغ جهاز المخابرات الوطنية بكوريا الجنوبية لجنة المخابرات البرلمانية، يوم الجمعة الماضي، بأن الشمال يتخذ إجراءات “تتعارض مع المنطق العام” لمنع انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن كوريا الشمالية رفضت المساعدات الغذائية من الصين، على الرغم من وضعها الاقتصادي الصعب.

وقال جهاز المخابرات: إن السلطات الكورية الشمالية أعدمت موظفا في إدارة الجمارك سمح بدخول بضائع من الصين.

كما كشفت أن بيونج يانج عمدت إلى تلغيم حدودها مع الصين لمنع دخول وخروج الأشخاص والبضائع حتى لا ينتقل إليها وباء كورونا.

لا يوجد كورونا في الشمالية

1 1361288

أعلنت منظمة الصحة العالمية من خلال تقرير نشرته مؤخراً أنها لم تبلغ عن أي حالات من تفشي فيروس كورونا المستجد في كوريا الشمالية.

وأجرت كوريا الشمالية اختبارات على 10,462 شخصاً، وتزعم أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالات من الإصابة حتى 29 أكتوبر، وفقًا للتقرير الأسبوعي للمنظمة حول مستجدات كوفيد-19.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه من بين 5,368 شخصاً تم تحديدهم على أنهم مرضى مشتبه بهم في الشمال، هناك ثمانية أجانب.

وتم وضع إجمالي 161 شخصاً في الحجر الصحي في الفترة من 15-22 أكتوبر، ليصل إجمالي عدد المشتبه في إصابتهم المفرج عنهم إلى 32,011 حتى 22 أكتوبر، وفقا للمنظمة.

وقالت المنظمة: إن 846 مواطناً كوريا الشمالية يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا خلال هذه الفترة نتيجة “المراقبة المكثفة”، مضيفة أن جميع الاختبارات كانت سلبية.

وزعمت كوريا الشمالية أنها خالية من فيروس كورونا، لكنها كانت سريعة نسبيًا في حملتها لمكافحة الفيروسات من خلال إغلاق حدودها في وقت سابق من هذا العام وتشديد إجراءات الحجر الصحي.

تهديد وجودي

يقول «سكوت سنايدر» الباحث المتخصص في شؤون كوريا الشمالية لدى مجلس العلاقات الخارجية في أمريكا: إن بيونج يانج تعتبر «فيروس كورونا» مسألة بقاء.

وأضاف سنايدر -في مقال نشره في مجلة «فوربس» الأميركية- أن كوريا الشمالية تحركت سريعا وأغلقت الحدود تفاديا لتفشي الفيروس.

واعتبر أن كورونا في حال انتشاره إلى كوريا الشمالية، سيعد تهديدا وجوديا للدولة  التي تشهد ترديا في نظام الصحة العامة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

سرقة اللقاح

أفادت تقارير إعلامية كورية جنوبية، بأن وكالة المخابرات الوطنية نجحت في إحباط محاولات كورية شمالية لاختراق الشركات الكورية الجنوبية التي تطوّر لقاحات لفيروس كورونا المستجد.

يقول عضو في لجنة المخابرات بالبرلمان قوله: إن وكالة المخابرات الكورية الجنوبية أحبطت محاولات كورية شمالية، كانت تسعى لاختراق الشركات الكورية التي تعمل على تطوير لقاحات لكوفيد-19.

ونسب الموقع إلى ها تاي-كيونغ العضو بالبرلمان قوله: “بعد الاطلاع على إحاطة من وكالة المخابرات الوطنية فإن الوكالة لم تحدد عدد شركات الأدوية التي استهدفت أو أسماءها، لكنها قالت إنه لم يقع أي ضرر من محاولات الاختراق”.

وكانت شركة “مايكروسوفت” قد قالت الأسبوع الماضي إن متسللين يعملون لحساب حكومتي روسيا وكوريا الشمالية حاولوا اقتحام شبكات سبع شركات أدوية ومراكز متخصصة في أبحاث اللقاحات في كوريا الجنوبية وكندا وفرنسا والهند والولايات المتحدة.

وتعمل شركة “سيلتريون” الكورية الجنوبية على علاج تجريبي لكوفيد-19 أظهر خفضا يصل إلى 100 ضعف في الحمل الفيروسي للمرض في التجارب على الحيوانات.

دولة منعزلة

أطلقت بيونج يانج منذ فبراير الماضي “حملة لمكافحة الفيروس”، تتمثل في زيارات إلى المنازل للتحقق من صحة السكان أو إرسال شاحنات في جولات للتذكير عبر مكبرات للصوت بإرشادات النظافة، ودعوة المواطنين لـ”الطاعة المطلقة” لإرشادات السلطات الصحية.

ومن بين الإجراءات المشددة التي فرضتها كوريا الشمالية، وضع الأشخاص الأجانب الذين يريدون زيارتها في الحجر الصحي لمدة 30 يوما، بخلاف بقية الدول التي تعتمد 14 يوما فقط.

كوريا الشمالية ليست بالأساس دولة سياحية، ولا تجذب الآخرين لزيارتها بسبب نظامها السياسي، وحدودها الجنوبية مغلقة رسميا منذ عقود.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن محللين ودبلوماسيين قولهم إن خطوة غلق الحدود أفضل وسيلة لحماية كوريا الشمالية من وباء الفيروس، نظرا لضعف نظامها الصحي.

ولا يوجد أصلا الكثير من الأجانب داخل كوريا الشمالية، وحتى البعثات الدبلوماسية الموجودة في بيونج فرضت عليها المزيد من القيود، إذ منع أفرادها من التواصل مع المواطنين الكوريين الشماليين أو مغادرة مجمعاتهم، وكل شيء يدار بالمكالمات الهاتفية.

وحتى قبل كورونا، لم يكن بوسع مواطني كوريا الشمالية السفر بحرية حتى داخل بلادهم، ناهيك عن السفر إلى الخارج، لأن السلطات تسيطر على حركة الأشخاص بأشكال مختلفة عبر تصريحات السفر وتسجيل الإقامة.

وعلى سبيل المثال، يجب على أولئك الراغبين في زيارة العاصمة بيونج يانج من خارجها الحصول على موافقة خاصة، طبقا لموقع “كي. بي. أس” الكوري الجنوبي.

ويعيش معظم سكان كوريا الشمالية في مدنهم أو المناطق المجاورة طوال حياتهم، باستثناء بعض المناسبات الخاصة مثل الذهاب إلى مؤسسات التعليم العالي، والخدمة في الجيش والزواج.

ربما يعجبك أيضا