المنتدى الاقتصادي العالمي| 5 طرق لتأثير فيروس كورونا على الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء

بسام عباس

ترجمة: بسام عباس

بينما ركز العالم على الآثار الصحية لوباء كوفيد 19، حظي التأثير الاجتماعي والاقتصادي باهتمام أقل. في معظم أنحاء أفريقيا– كما ورد في تقرير جديد– كان التأثير الاجتماعي للوباء، ولا سيما على الأطفال، مدمرًا.

يستعرض التقرير، الذي يحمل عنوان:”كوفيد 19: كارثة للأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”، المعلومات من حوالي 40 قاعدة بيانات مع تقارير ناشئة على مستوى الدول من أكثر من 41 دولة أفريقية. وفيما يلي خمسةأفكار رئيسية حول وضع الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء:

1–لقد فاجأت الدول الأفريقية المتشككين فيها وحققت أداءً جيدًا نسبيًّا في المعركة ضد الوباء

في الأيام الأولى للوباء، استنتج النقاد سريعًا أن التأثير على أفريقيا سيكون مروّعًا. كان من المفترض أن تتضافر القضايا الصحية الأساسية والظروف الصحية السيئة وترتيبات المعيشة المزدحمة لينتج عنها خسائر فادحة في القارة.

ومع ذلك، وحتى مع وجود تناقضات في معدلات الاختبار، فإن بيانات منظمة الصحة العالمية تضع معدل الإصابة في جميع أنحاء القارة بحوالي 5٪ من المعدل في الأمريكتين أو أوروبا.

ولن تكون الأسباب معروفة لفترة من الوقت، ولكن ليس هناك شك في أن العديد من الدول الأفريقية استجابت سريعًا للوباء، مع إغلاق المدارس والإغلاق العام وانتشار لوائح ارتداء الأقنعة. ويبدو أن التجارب الحديثةلهذه الدول مع الأمراض المعدية الأخرى، بما في ذلك الإيبولا، تعني أنها كانت أكثر استعدادًا، وأن مواطنيها كانوا أكثر تفهمًا للحاجة إلى تعديل سلوكياتهم.

وبالتأكيد كانت هناك عوامل أخرى لعبت دورًا. وربما يشمل ذلك متوسط سنالشبابفيجميعأنحاءالقارة، ومستويات أعلى من مقاومة الأمراض، وتأثير اللقاحات الأخرى.

2– الأثر الاقتصادي لفيروس كوفيد 19 على أفريقيا كان كارثيًّا

تمر المنطقة الآن بأول ركود اقتصادي لها على الإطلاق، فمع عدم إفلات دولة واحدة من هذا الركود؛ما حطم سجل الفقر وتراجع 15 عامًا من نمو الدخل. وقد أدى ذلك إلى وقوع نحو 23 مليون شخص في براثن الفقر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى منذ بداية العام، وهو– وفقًا للتقرير– ما يعدّأكبر تغيير في عام واحد يتم تسجيله من حيث القيمة المطلقة أو النسبة المئوية، وبهامش كبير.

ويمكن أن يرتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين يقبعون تحت خط الفقر أو في فقر مدقع في الدول النامية إلى أكثر من 500 مليون شخص، وهو ما يقرب من ضعف العدد في عام 1990 ويضع تلك الدول بعيدًا عن المسار الصحيح للوصول إلى هدفها في الحد من الفقر في إطار أول أهداف التنمية المستدامة.

3–التأثير على الأطفال كان حادًّا بشكل استثنائي

بينما يتأثر جميع أفراد الأسرة بانخفاض دخل الأسرة وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فإن إغلاق المدارس يمثل مجموعة إضافية من التحديات التي يواجهها الأطفال، حيث تشير التقديرات إلى أن معدلات الفقر بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 17 عامًا أو أقل قد قفزت بنسبة 10٪ منذ بداية عام 2020، ويمكن أن ترتفع إلى 20٪ في عدد من الدول. ويضاف إلى ذلك العوامل المناخية (مثل الجفاف والفيضانات وغزو الجراد) فضلًا عن الصراعات (التي تتسبب في انعدام الأمن وعدم الاستقرار والنزوح)التي كانت موجودة قبل الجائحة، ولكنها اشتدت أيضًا منذ بداية العام.

وقد كان لإغلاق المدارس، رغم أنه أمر شائع في كثير من أنحاء العالم، تأثيرات شديدة الاختلاف في الدول النامية. ففي حين انتقل أطفال الدول الغنية إلى التعلم الإلكتروني، لم يكن هذا خيارًا قابلًا للتطبيق بالنسبة لمعظم العائلات في أفريقيا، الذين يفتقرون في الغالب إلى أجهزة الكمبيوتر أو الاتصال بأسعار معقولة؛ما يعتبرها الأطفال الآخرون أمرًا مفروغًا منه. كما أدى ارتفاع معدلات الأمية بين البالغين إلى عدم تمكن العديد من الأطفال من الحصول على دعم الوالدين على عكس الدول الغنية الأخرى.

ويقدّر أن هناك نحو ربع مليار طفل تلقوا قليلاً من التعليم، أو لم يتلقوا أي تعليممطلقًا خلال هذه الفترة. ومن المتوقع ألا يعود عدد كبير من هؤلاء الأطفال إلى المدرسة أبدًا عند إعادة فتحها، كما حدث في غرب أفريقيا في أعقاب أزمة الإيبولا.

وعلاوة على ذلك، فقد نحو 50 مليون طفل وجبة واحدة في اليوم يوفرها لهم النظام المدرسي. والدليل المبكر الواقعي على ذلك ارتفاع سريع في معدلات الزواج المبكر، والجنس القائم على المعاملات، وارتفاع معدلات حمل المراهقات، إلى جانب زيادة الإساءة الجنسية والجسدية والعاطفية التي تزامنت مع تفشي اضطراب الخدمات الاجتماعية.

4–تراجع الدعم المالي المقدم للأسر المعرضة للخطر، بينما تنتظر كميات كبيرة من الدعم الدولي التوزيع

يتراجع مستوى برامج التحويلات النقدية، والمبادرات المصممة بحيث يكون لها نفس تأثير إعانات الرفاهية أو البطالة التي تعدّأمرًا مفروغًا منه في الدول المتقدمة، إلى مستويات متدنية للغاية عبر القارة السمراء. حيث تصل، في المتوسط،إلىأقلمن 10٪منالعائلاتفيجميعأنحاءأفريقياجنوبالصحراء، وذلك في بيئة يعد أكثر من 40٪ من العائلات بهامعرّضة للمخاطر.

ومع ذلك، فإن حجم المدفوعات اللازم لتجنب أشد الآثار خطورة هو جزء صغير من حجم المدفوعات المماثلة في الدول المتقدمة؛ حيث إن متوسط الدفعهو 30 دولارًافقطفيالشهرمقارنةبـ 40 مرةفيدولمجموعةالعشرين.

ويمكن أن يؤدي تقديم التحويلات النقدية للأسر إلى تخفيف أو منع معظم التحديات التي يواجهها الأطفال حاليًا. والأفضل من ذلك، تشير النمذجة الاقتصادية إلى مضاعف سريع لهذه التحويلات، حيث تنفق العائلات على الفور المدفوعات الصغيرة على احتياجاتها اليومية.

وقد زادت المؤسسات المالية الدولية من دعم هذه البرامج، التي تمولها الحكومات الوطنية التي تعاني من ضائقة مالية. ومع ذلك، واعتبارًا من نهاية سبتمبر 2020، لم يتمكن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من الوصول إلا إلى حوالي 12٪ من طاقتهما التمويلية المعتمدة البالغة 1.2 تريليون دولار، كما جرى إنفاق نحو 14 مليار دولار فقط من 22 مليار دولار من التمويل الطارئ الجديد المعتمد وإعادة توزيع المشاريع المخصصة لدول إفريقيا جنوب الصحراء.

5– الاستخدام الكبير للخدمات المالية عبر الهاتف المحمول في أفريقيا يمكن أن يساعد الأسر ويوفر فرصًا لتجاوز الدول الأخرى نحو طريق الانتعاش

بات الحصول على دعم نقدي حيوي للأسر الأكثر احتياجًا، وكثير منهم يعيشون في مستوطنات غير رسمية وليس لديهم حسابات مصرفية، أسهل بفضل المعدلات الأعلى من المتوسط لاعتمادالأموالعبرالهاتفالمحمولفيجميعأنحاءأفريقيا.

وتعد القارة السمراء موطنًا لعدد أكبر من مستخدمي الأموال عبر الهاتف المحمول مقارنة بأي منطقة أخرى، حيث يوجد 181 مليون مستخدم نشط اعتبارًا من عام 2019. ومن بين 1.04 مليار حساب نقدي مسجل في العالم، تم تسجيل 520 مليون مستخدم في أفريقيا جنوب الصحراء أو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

فيما وصلت برامج التحويلات النقدية الحالية المستخدمة لمساعدة الفئات الأكثر ضعفًا أثناء الوباء إلى المتلقي من خلال المدفوعات المباشرة إلى هواتفهم المحمولة. ويُنظر إلى مثل هذه البرامج على أنها تستفيد من التسليم الآمن والسريع وتقليل فرصة توجيه الأموال بعيدًا عن الأشخاص الأكثر احتياجًا، أو– وهو الأسوأ– المتورطين في الفساد.

الرابط الأصلي من هنا

ربما يعجبك أيضا