لـ«خلاف عمره قرابة 100 عام».. الجبل الأسود وصربيا تتبادلان طرد السفراء

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

تبادلت جمهوريتا صربيا والجبل الأسود طرد السفراء جرّاء قرار يعود تاريخه إلى ما قبل أكثر من مئة عام، وأعلنت الجبل الأسود سفير صربيا فلاديمير بوزوفيتش شخصا غير مرغوب فيه لتدخله في الشأن الداخلي للبلاد.

وكان السفير الصربي وصف قرارا كانت سلطات الجبل الأسود قد اتخذته عام 1918، بالاتحاد مع صربيا، بأنه تحرير،واتهمت حكومة الجبل الأسود بوزوفيتش بالتقليل من شأن الدولة، قبل أن تطرده في وقت لاحق.

طرد متبادل

أعلنت كل من دولة الجبل الأسود وصربيا، أن سفير الدولة الأخرى شخص غير مرغوب فيه،ويتعين على الدبلوماسيين الاثنين مغادرة البلد، التي يمثل بلاده فيها كما أعلنت وزارتا الخارجية في عاصمتي الدولتين بودجوريتشا وبلجراد اليوم السبت.

بدأت بهذا الإجراء دولة الجبل الأسود حيث طردت السفير الصربي فلاديمير بوزوفيتش.

وقالت وزارة خارجية الجبل الأسود: إن الدبلوماسي الصربي تدخل في الشؤون الداخلية للبلد المضيف، وبالتالي انتهك القانون الدولي.

كان بوزوفيتش أدلى مؤخرا بتصريحات علنية حول الوحدة المشكوك فيها قانونيا بين الجبل الأسود وصربيا عام 1918 باعتبارها فعل إرادة حرة.

وردت صربيا على هذه التصريحات بعد ساعات قليلة، وفي سياق المعاملة بالمثل أعلنت بلجراد أن سفير الجبل الأسود ترزان ميلوسيفيتش شخص غير مرغوب فيه وطردته من أراضيها.

وقامت الحكومة في بودجوريتشابعد أربعة أيام بتحركها هذا قبل استبدالها المتوقع، ففي يوم الأربعاء المقبل يصوت البرلمان على حكومة جديدة يقف وراءها تحالف كبير من المعارضة.

ويحكم الرئيس ميلو ديوكانوفيتش دولة الجبل الأسود منذ حوالي ثلاثين عاما ويتولى مهام متعددة، وقاد ديوكانوفيتش البلاد إلى الاستقلال عن صربيا عام 2006 ثم إلى الانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي “ناتو” عام 2017.

وتعتبر القوة المهيمنة في الائتلاف الحكومي الجديد هي الجبهة الديمقراطية الموالية لصربيا والموالية لروسيا أيضا،ويسعى الحلفاء الأصغر حجمًا والموالون للغرب لكسر ما يطلقون عليه القوة المطلقة لديوكانوفيتش، وتم الاتفاق خلال مفاوضات الائتلاف على عدم التشكيك في عضوية الناتو أو عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

خلافات متزايدة

ويتوقع مراقبون أن تؤدي هذه التطورات إلى مزيد من الاحتقان الذي تشهده العلاقات بين البلدين اللذين كانا تابعين للاتحاد اليوغوسلافي.

وزادت حدة التوتر بين البلدين بعد فوز ائتلاف معارض تابع للمعسكر المؤيد لصربيا في الجبل الأسود بأغلبية في انتخابات أغسطس/آب الماضي.

وبعد إعلان النتيجة، تجمع الآلاف من أنصار الائتلاف المؤيد لصربيا للاحتفال لعدة أيام رافعين عَلم صربيا ومرددين أناشيدها القومية.

وجاء التصويت في عام، بدأ بمظاهرات حاشدة احتجاجا على قانون من شأنه تخويل الجبل الأسود ملكية أديرة تديرها الكنيسة الأرثوذوكسية التي تتخذ من العاصمة الصربية بلغراد مقرا لها.

استقلال

وأعلنت الجبل الأسود استقلالها عن صربيا عام 2006، وأصبحت دولة ذات سيادة للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الأولى.

وتشكل العرقية الصربية نسبة تصل إلى 29 في المئة من تعداد السكان في الجبل الأسود، بحسب الإحصاءات الرسمية. وهناك علاقات تاريخية بين الشعبين، فضلا عن عادات اجتماعية ودينية مشتركة.

وكانت جمهورية الجبل الأسود هي الأصغر بين جمهوريات الاتحاد اليوغسلافي، وقد فقدت استقلالها عام 1918.

وفي عام 2018 شهد المجلس التشريعي في الجبل الأسود تصويتًا رمزيا بين أعضائه لإلغاء قرار صدر عام 1918 كان ينص على أنه ينبغي على الجبل الأسود أن تتخلى عن استقلالها وتنضمّ إلى صربيا وتصبح جزءا من المملكة التي تضم الصرب، والكروات، والسلاف.

ربما يعجبك أيضا