الحرب الأهلية الإثيوبية.. الحكومة تعلن السيطرة والتيجراي تأبى الاستسلام

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

بدأت الحكومة الإثيوبية، اليوم الأحد، مطاردة زعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في الإقليم الواقع في شمال البلاد، بعد إعلان أديس أبابا أن القوات الاتحادية سيطرت على مقلي، عاصمة الإقليم، وأن العمليات العسكرية اكتملت.

وأعلن دبرصيون جبراميكائيل زعيم إقليم تيجراي، مساء اليوم عن إسقاط طائرة تابعة للحكومة الإثيوبية وأسر قائدها، وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أعلن في وقت سابق من اليوم، عن انتهاء الهجوم العسكري على إقليم تيجراي، رغم أن مراقبين رجحوا اليوم الأحد أن هذا قد لا يعني نهاية الصراع.

ملاحقات

وتحاول حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد القضاء على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وهي حزب سياسي قائم على أساس عرقي هيمن على الحكومة المركزية من 1991 إلى 2018.

وقال أبي، مساء السبت، إن القوات الاتحادية سيطرت على مقلي خلال ساعات من شن هجوم هناك، مما هدأ المخاوف من قتال طويل الأجل في المدينة التي يقطنها نصف مليون نسمة.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: إن الشرطة الاتحادية ستحاول إلقاء القبض على “مجرمي” الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وتقديمهم للمحاكمة.

ووصف الصراع المستمر منذ 3 أسابيع بأنه شأن داخلي يتعلق بإعادة فرض القانون والنظام، ورفض عروض الوساطة الدولية.

ويُعتقد أن الآلاف قُتلوا، كما فر قرابة 44 ألفا إلى السودان منذ اندلاع القتال في الرابع من نوفمبر،وأصدرت الشرطة في وقت متأخر أمس السبت أوامر باعتقال 17 آخرين من ضباط الجيش بتهم ارتكاب جرائم خلال الصراع، تشمل الخيانة واختلاس المال العام بحسب قناة فانا التلفزيونية التابعة للدولة.

وكانت الشرطة قد أصدرت أوامر باعتقال 117 من كبار ضباط الجيش، تقول إنهم انضموا إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي منذ بدء الصراع.

مهلة إلقاء السلاح

وأعطت الحكومة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي مهلة، الأحد الماضي، لإلقاء السلاح أو مواجهة هجوم على مقلي، وانقضت هذه المهلة يوم الأربعاء.

ومن المعتقد أن آلافا لقوا حتفهم خلال القتال هذا الشهر، كما فر نحو 43 ألف لاجئ إلى السودان المجاور.

ويقع إقليم تيجراي على حدود إريتريا وأثار الصراع قلقا من حدوث تصعيد في جميع أنحاء البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 115 مليون نسمة أو في المنطقة.

ويتهم آبي أحمد زعماء تيجراي بإشعال الحرب بمهاجمة قاعدة للقوات الإثيوبية في الإقليم، وتقول الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إن الهجوم كان ضربة استباقية.

وأبلغ آبي أحمد مبعوثي السلام الأفارقة، الجمعة، أن حكومته ستحمي المدنيين في تيجراي، مشيرا إلى أنه يعتبر الصراع شأنا داخليا ورفضت حكومته حتى الآن محاولات الوساطة.

ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان بمقدور آبي أحمد أن يضع حداً لصراع التيجراي، فالمعروف عنهم أنهم محاربون على درجة كبيرة من الشراسة ولديهم من العتاد الحربي ما قد يطيل أمد الحرب، إضافة إلى أن في الإقليم أكبر قاعدة للجيش الإثيوبي وهي القاعدة الشمالية التي تم تأسيسها في سنوات الحرب مع إريتريا. إذا لم يتم حسم هذه الخطوات الأولى ستكون الحرب طويلة، خصوصاً أن تضاريس المنطقة الجبلية الوعرة والمتعرجة يصعب معها التقدم السريع، لذلك ركز الجيش الإثيوبي على قصف الطيران مستعيناً بالدعم اللوجستي الذي يقول التيجراي إن إريتريا وفرته له في منطقة “الحُمرة” الواقعة على حدودها مع إثيوبيا.

ربما يعجبك أيضا