مدارس «وقف معارف» ذراع أردوغان لاختراق المجتمعات ونشر سمومه

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

نجح الرئيس التركي رجب أردوغان في التغلغل داخل المجتمعات عبر وكالة تيكا واستغلال منظمة الشؤون الدينية ديانت، السطور التالية تسلط الضوء على دور “وقف معارف” المشبوه في تنفيذ مخططات أردوغان، ونشر أفكاره المسمومة، حيث يفتتح كل يوم عدد من المدارس في أفريقيا؛ بهدف تخريج جيل يدين بالولاء للديكتاتور التركي.

فكرة وهدف

تعود فكرة مؤسسة وقف المعارف التركية إلى عام 2016 حين قام حزب العدالة والتنمية بتمرير قانون إنشاء وقف معارف، داخل البرلمان لتكون مهمته إقامة المدارس في دول العالم، بهدف تمرير أفكار من بينها العثمانية الجديدة وفكرة العرق المتفوق المتمثل في العثمانية الجديدة والقومية الطورانية رغبة في تصدير الأيديولوجية الأردوغانية القائمة على خليط من الإسلامية الراديكالية والقومية التركية إلى دول العالم.

سعى أردوغان إلى نشر مدارس معارف التركية في عدد من الدول، بهدف التوغل والتاثير على سياسات الدول الداخلية؛ مستغلًا ما تعانيه كثير من دول العالم من انتشار الجهل والفقر والمرض، مستخدمًا سلاح المعونات الإنسانية والتعليمية.

ومن ثم جاءت هذه المدارس لنشر فكر أردوغان للتمجيد في إنجازاته ونموذجها الإسلامي الذي يرغب من خلاله في قيادة العالم الإسلامي، كما هدفت أيضًا إلى القضاء على العلمانية التركية التي دعا إليها أتاتورك وتبنها عقب ذلك فتح الله غولن، بحسب ما قال الباحث بوحدة الدراسات الأفريقية في المرصد المصري، عبدالمنعم علي.

انتشار

استخدم أردوغان وقف معارف لتقويض حركة الخدمة التابعة للمعارض فتح الله جولن، حيث وجه وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو بتسليم مدارس حركة الخدمة إلى “معارف” كما حدث في توجو وغيرها من البلدان الأفريقية، حتى أصبحت منتشرة في أكثر من 70 دولة، منها 23 في القارة الأفريقية، بواقع 333 مدرسة، وجامعتين و42 سكنًا طلابيًا، وذلك وفقًا لما ذكره، عضو مجلس الأمناء للمؤسسة، جهاد داميرلي، وتقوم المؤسسة حاليًا بتعليم نحو 40 ألف طالب، وتستهدف المؤسسة الانتشار في عدد 193 دولة وفقًا لتوجيهات أردوغان لإدارة المؤسسة.

ويهدف وقف معارف خلق جيل جديد من الناشطين الإسلاميين لتبعية أردوغان ودعمه خارجيًا، وفي سبيل ذلك أنفق النظام التركي على وقف معارف منذ عام 2016 قرابة مليار ليرة من خزينة الدولة في الوقت الذي تعاني فيه تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة.

جائحة كورونا

النظام التركي لم تعُقه جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، في نشر سمومه، إذ أبلغ موظفو مدارس وقف المعارف الطلاب وأولياء الأمور التدابير الواجب اتخاذها لمكافحة خطر الوباء، كما عقدت المدارس ندوات ومؤتمرات من قبل خبراء مختصين متعلقة بالتعليم عن بعد، وأعدت تدابير رقمية وتقنية لضمان عدم توقف التعليم.

ولذلك أنشأ الوقف نموذجًا للتعليم عن بعد وتدريب الكوادر التعليمية عليه، وبدأ العمل فيه يوم 23 مارس الماضي في كل من جورجيا، وكوسوفو، ومقدونيا الشمالية، والمجر، وبلجيكا، وألبانيا، والبوسنة والهرسك، ورومانيا، وباكستان، وأفغانستان، ومالي، وغانا، وغينيا، وبوروندي، والسنغال، والكونغو، ومالي، والصومال، مستخدمًا تطبيقات زوم، وبلاك بورد، وأوفيس 365، وCollaborate، وجوجل كلاس روم، ويوتيوب، وواتس آب، للمحافظة على تواصل الطلاب مع معلميهم مباشرة وبالمقابل إعطاء المعلمين الوظائف للطلاب وتقييم أدائهم.

رفض دولي

ويرى الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن التركي، محمود البتاكوشي أنه على الرغم من ذلك الانتشار إلا أن هناك عددًا من الدول التي عارضت تدشين مثل تلك المدراس داخل أراضيها، ومنها تونس التي شهدت جدلًا واسعًا في نوفمبر لعام 2017 حول تأسيس إحدى المدارس التابعة لمؤسسة وقف المعارف التركية تحمل اسم المعارف، كما رفضت فرنسا بشكل صريح إقامة مثل تلك المدارس على أراضيها من قبل عدد من أعضاء البرلمان الفرنسي إلى جانب وزير التعليم الفرنسي، جين مايكل بلانكوير، والذي قال قرار افتتاح مدرسة ثانوية تابعة لتركيا، أمر غير مقبول، وعلى نفس الدرب سارت ألمانيا.

وأضاف محمود البتاكوشي في تصريحات لـ”رؤية” أنه بعد أن انتشرت وتعددت شكاوى أولياء أمور تلاميذ مدارس المعارف التركية إذ أكدوا أنها تمارس إرهابًا واضحًا ضد أبنائهم؛ وتلقنهم أفكارًا إخوانية وتفرضها عليهم في دراستهم، بطريقة لا يمكن السكوت عليها وتمريرها كونها تمس السيادة الوطنية وتتغول في الأعراف والتقاليد السودانية، كما أنها تمهد لخلق أجيال جديدة مؤيدة وتابعة للتنظيم الإرهابي، كما تقوم بتدريسهم مواد تمجد نظام أردوغان ونظام حكمه.

ربما يعجبك أيضا